قصص رياضية كثيرة، هي التي تواجد فيها الآباء برفقة أبنائهم في نفس الفريق، حيث يمارس الأبناء اللعبة، في الوقت الذي يتولى فيه الآباء بعض المهام الإدارية أو الفنية، عقب اعتزالهم وتسليمهم الراية للجيل الجديد. لكن قصتنا اليوم، مختلفة جدا، حينما نجح الرئيس الحالي للاتحاد السعودي لكرة الماء وعميد لاعبيها ناصر الدغيثر، في كسب التحدي، وتحقيق أحد أحلامه بأن يمارس اللعبة برفقة أحد أبنائه. وبعد أعوام من نجاحاته، التي انطلقت في عام (1984)م، تحقق الحلم حينما أصبح ابنه الأكبر بدر زميلا له في فريق القادسية لكرة الماء، قبل أن ينضم ابنه الآخر عبدالله لهما، لتكتمل أضلاع مثلث العشق الكبير للعبة كرة الماء. أحلام الدغيثر الأب لم تكن بسيطة، وسكة النجاح لم تكن مفروشة بالورود، حيث تعرض ناصر الدغيثر للكثير من الصعوبات، قبل أن يرسم طريقه بكل ثقة ووضوح نحو تحقيق أهدافه المختلفة، فقد مثلت كلمات مدرب المنتخب الذي أخبره بأنه لا يصلح أبدا لممارسة كرة الماء، حينما انضم لها للمرة الأولى، صدمة فجرت في داخله براكين التحدي، ليحاول بعدها تقوية الجوانب الإيجابية في مستواه الفني، وتصحيح الجوانب السلبية، ليصبح اللاعب الأبرز لكرة الماء السعودية على مر التاريخ، قبل أن يعتزل مؤخرا ويتولى رئاسة أول اتحاد سعودي لكرة الماء. أما الجميل في هذه القصة، فهو أن الدغيثر الأب لم يستغل نجاحاته ونجوميته من أجل إبراز أبنائه، بل ساعدهما بصرامته الكبيرة، في قيادتهما للحرص على الانضباط، وتطوير مهاراتهما الفنية، وهو ما قاد ابنه بدر للاحتراف في الدوري الاسباني، حيث يمثل فريق برشلونة في الوقت الحالي، وكان منافسا قويا على لقب هداف الدوري الاسباني في الموسم السابق.