كل خطوة نقوم بها فيما يخص قطاعي السياحة والترفيه بالمملكة تعتبر إنجازا حقيقيا ومهما للاقتصاد، فقبل عدة أيام أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله- عن إطلاق أكبر مشروع لمدينة ترفيهية وثقافية ورياضية بمنطقة «القدية» جنوب غرب العاصمة الرياض، بمساحة إجمالية تبلغ «334 كيلو مترا مربعا»، والمشروع يعتبر من أهم المشاريع التي ستساهم في دعم قطاع السياحة الداخلية والترفيه بالمملكة، واستقطاب الاستثمارات سواء كانت محلية أو أجنبية، ويعتبر من أهم روافد تحقيق رؤية المملكة 2030 من الجانبين الاقتصادي والاجتماعي. من المهم استثمار الأراضي الصحراوية الشاسعة المهملة، والتي تقع بالقرب من المدن، فأرض فضاء بدون أي عوائد يتم تحويلها لمشاريع حيوية هو توجه من التوجهات المهمة المعنية في الاهتمام بالمجتمع السعودي، وبالنقلة النوعية التي يشهدها الاقتصاد السعودي، ومثل هذا المشروع سيكون- بإذن الله- معلما حضاريا بارزا ومركزا مهما لتلبية رغبات واحتياجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية والاجتماعية. مثل هذا المشروع سيكون له فوائد اقتصادية عديدة، فمشروع «القدية» سيكون داعما للسياحة الداخلية بالمملكة من خلال دعم قطاع السياحة وقطاع الترفيه الحديث، ومن خلاله سيتم جذب استثمارات ورؤوس أموال سواء كانت محلية أو أجنبية للاقتصاد السعودي، وسيلعب المشروع دورا هاما في توليد فرص وظيفية جديدة مباشرة تساهم في توسيع القاعدة الوظيفية للوظائف بالمملكة في هذين القطاعين، كونهما من أكثر القطاعات خلقا للوظائف، والوظائف التي سيتم توفيرها من خلال هذا المشروع تعتبر من الوظائف التطويرية المهمة واللائقة التي نحتاجها للمواطنين مما يساهم في نجاح تحقيق الهدف الإستراتيجي الثامن لوزارة العمل في برنامج التحول الوطني والمعني بتوفير فرص عمل لائقة. من خلال هذا المشروع، سيكون بإمكاننا الحفاظ على جزء من المبالغ التي تصرف خارج المملكة، حتى ولو كانت بنسبة بسيطة، فالمملكة معروف عنها بأنها من أكثر الدول المصدرة للسياحة، ومن خلاله سنساهم بطريقة مباشرة في زيادة التراكم المعرفي للأيدي العاملة السعودية من الجنسين في قطاعين مهمين وهما السياحة والترفيه، فبيئة العمل في هذين القطاعين ستساهم في تنمية معرفة ومهارات وقدرات الأيدي العاملة السعودية، ولن يقف الأمر عند هذا الحد بل سيشمل توفير وتنشيط فرص وظيفية أخرى في العديد من القطاعات الأخرى بالمملكة، مثل: الإنشاءات والمقاولات، التي ستتولى بناء المشروع إضافة لقطاع النقل والخدمات اللوجستية والدعاية والإعلان، وسيكون هناك إهتمام أكبر في أنشطة غاب عنها التطوير والتكنولوجيا في مختلف الجوانب مثل: الضيافة، وتنظيم الفعاليات، والأنشطة الرياضية المختلفة. قطاعا السياحة والترفيه بالمملكة يحتاجان لتنويع مستمر وبعلاقة تكاملية مع منشآت القطاع الخاص، ونتمنى أن نسمع عن عدد أكثر من الاستثمارات الداخلية التي تندرج تحت صندوق الاستثمارات العامة، فإنشاء المزيد من المشاريع الشبيهة بمشروع «القدية» هو دعم للقطاع الخاص في مجال السياحة والترفيه، وسيساهم ذلك في توليد فرص وظيفية مستدامة ومهمة للجنسين في مختلف مناطق المملكة، وأرى أنه من المهم أن تكون الوجهات القادمة في المدن القريبة جغرافيا من دول مجلس التعاون الخليجي مما يعزز من نجاح مثل هذه المدن واستهداف عدد أكبر من الزوار. ختاما.. استغرب من آراء المتشائمين حول هذا المشروع فيما يخص نجاحه، فالعديد من الدول المماثلة لنا خصوصا بالمناخ نجحوا في تنفيذ مثل هذه المدن بشكل رائع، ووجدوا الحلول لكل العوائق باستخدام التكنولوجيا، ونحن ولله الحمد نملك الإمكانيات لنجاح أي مشروع له فائدة وأثر على الاقتصاد المحلي.