تحولت حاويات النفايات المنتشرة بالشوارع أمام المنازل والمحال التجارية بأحياء حاضرة الدمام الى مصدر تلوث ينتج عنه آثار سلبية على المجتمع وأفراده، من أبرزها تهديد الصحة العامة وانبعاث الروائح الكريهة وتلويث البيئة، وهو ما دفع عدد من المواطنين لمطالبة الجهات المعنية باتخاذ الحلول والتدابير اللازمة للقضاء على تلك السلبيات من خلال إيجاد آلية واضحة لتوزيعها وعدم التركيز على مواقع بعينها وتجاهل آخرى، ومراعاة فرق المسافات وعدم ملاصقتها للمنازل لتلافي تجمع أكوام القمامة وما تبثه من انبعاثات تجلب المشاكل الصحية للسكان. تصرفات خاطئة واتفق العديد من الاهالي على اسهام بعض التصرفات الخاطئة من بعض المواطنين والمقيمين في التعامل مع قضية النفايات، ومنها عدم الانضباط في مواعيد القاء النفايات بالأماكن المخصصة لها في زيادة حجم المشكلة، واضافة أعباء على العمالة المسئولة عن نظافة الأحياء. روائح كريهة «اليوم» استطلعت ميدانيا آراء عدد من سكان الأحياء حول حاويات النفايات، وفي البداية أوضح طاهر محمد أن تلك المشكلة لها انعكاساتها الضارة على الصحة العامة والبيئة نتيجة الأمراض التي قد تصيب البعض من تجمع النفايات بالمواقع داخل الأحياء وانبعاث الروائح الكريهة، مشيرا الى عدم المساواة في توزيع الحاويات داخل الحي الواحد، فتارة نرى قطعة معينة بالمخطط أو شارع معين يكتظ بالحاويات المتراصة، ولا يفصل بينها سوى بضعة أمتار، بينما لا نجد إلا عددا قليلا من الحاويات في موقع آخر وعلى مسافات متباعدة. غرامات مالية وأشار عايض العبادي إلى الضغط الكبير على الحاويات القريبة من منزله نتيجة وقوعه على شارع تجاري يضم العديد من المحال التي تلقي نفاياتها بكميات كبيرة تملأ الحاويات وتفيض منها، مما يدفع بعض السكان الى القاء قمامة منازلهم على الارض بالقرب من مواقع الحاويات لصعوبة نقلها إلى حاويات أخرى بعيدة عن منازلهم، داعيا الى إلزام المحال التجارية من مطاعم وغيرها بتخصيص حاويات لهم ومعاقبة المخالفين بغرامات مالية رادعة. شعور بالمسئولية وأكد عبدالله الصياد أن الإشكاليات المتعلقة بالنظافة بدأت تظهر بوضوح في بعض الأحياء وليس جميعها، مع مراعاة اختلاف مقاييس الاهتمام والمتابعة من حي إلى آخر وسلوك وثقافة السكان أنفسهم للحفاظ على بيئة الحي، مضيفا بأن التقصير يقع في اغلب الاحوال من اشخاص ينعدم لديهم الشعور بالمسئولية تجاه مدينتهم والحي الذي يقطنون به، فتجدهم يقومون بإلقاء القمامة في الشوارع دون مبالاة ويتجاهلون الطرق الصحيحة، وبمرور الوقت يتحول ذلك السلوك إلى عادة نتيجة غياب العقوبات الرادعة لمخالفي الانظمة. أحجام مختلفة وطرح مستور بن معيض حلولا يراها مناسبة للقضاء على الظواهر السلبية لحاويات النفايات، منها إيجاد أحجام مختلفة من الحاويات تختلف بين موقع وآخر من ناحية كثرة المنازل وازدحام السكان، خاصة وان بعض الحاويات في مواقع معينة داخل الاحياء تكتظ بالنفايات وتفيض منها خلال اليوم، بينما تأتي سيارة البلدية لرفعها مرة واحدة في اليوم، وتظل القمامة الزائدة ملقاة على الأرض حتى رفعها في اليوم التالي. حاويات ثابتة واقترح عبدالله عايض تخصيص حاويات مثبتة بالمواقع لا يمكن لأحد نقلها إلى أماكن آخرى، خاصة وان بعض الأشخاص يقومون بتحريك الحاويات بعيدا عن منازلهم لتلافي الروائح الكريهة رغم أن مسافة الحاويات بين المنازل مناسبة في اغلب الحالات، مشيرا الى ان بعض البلديات قامت بحفر مواقع للحاويات وإسقاطها داخلها ورفعها وقت الحاجة آليا، وجاءت تلك الطريقة بنتائج إيجابية بعد قضائها على سلبيات حاويات الأحياء. تناثر القمامة واشار سعد عيضة الى التقصير والعشوائية في مراقبة مواقع الحاويات من قبل بعض عمالة الشركات المتعاقدة مع البلدية، مما يؤدي لتغيير مواقعها في اليوم الواحد اكثر من مرة، وبالتالي يضطر البعض لالقاء القمامة على الارض.