يقدم سمو الأمير سعود بن نايف كل يوم أنموجاً جديداً لما يجب أن يكون عليه شمول المسؤولية كافة الجوانب التي تشكل اهتمامات المواطن وتلبي احتياجاته، وفي كل مرة يجد المتابع لأنشطة سموه أن الاهتمام بجانب معين من جوانب المسؤولية يكاد يجعلك تحسّ كأنه الجانب الوحيد الذي يلقى هذا الاهتمام بحيث لا يؤثر تعدد مسؤولياته على درجة العناية والاهتمام الكبير الذي يلقاه كل مجال. وما توجيهات سموه أثناء استقباله مدير مكتب الهيئة العامة للرياضة في المنطقة الشرقية إلا واحد من هذه الاهتمامات التي نتحدث عنها سواء من حيث الوقت الذي يعطيه سموه أو من حيث الأفكار والتوجيهات التي تلامس دائمًا جوانب هامة ميدانية وعملية من جهة وقيمية وتربوية واجتماعية وأخلاقية من جهة أخرى، ففي الوقت الذي أكد فيه سموه على الاهتمام بالشباب وتهيئة المقرات التي تتيح لهم ممارسة أنشطتهم في جو تنافسي شريف ينمي المواهب ويوفر لهم فرص تعزيز هذه المواهب، فإن سموه جعل هذه المناسبة فرصة للحديث عن أمر هام من حيث كون الرياضة مثل كل شيء أخلاقا قبل أن تكون ممارسة، وأن على جميع من لهم علاقة بهذه الممارسة أن يتحلوا بالأخلاق الرياضية التي ينبغي أن تظل دائما مضرب المثل في التسامح والمحبة والحلم والروية بعيداً عن التعصب المقيت الذي يسيء إلى الرياضة وأهدافها السامية. لقد أثار انتباهي أن توجيهات سموه جاءت بالتزامن مع عدة قرارات إدارية صدرت عن لجنة الانضباط التابعة لاتحاد كرة القدم، وتضمنت عقوبات على لاعبين وأندية بسبب بعض التصرفات التي تنم عن التعصب وتشوه الوجه الجميل للرياضة المحلية وصلت إلى فرض بعض الجزاءات المالية. ولقد ساءني كما ساء كل محب لهذا الوطن أن هذه الأخطاء شملت عبارات وتصرفات لا ينبغي أن تصدر عن أي إنسان سوي فما بالك إذا كانت عن رياضي ينبغي أن يظهر أثر الرياضة في خلقه وتصرفه وقوله. بارك الله جهدك سمو الأمير وأنت تعطي المواطن واهتماماته بكل تنوعها العناية التي تستحق، وبارك فيك وأنت تضرب المثل والقدوة في الحث على الخلق الكريم والابتعاد عن التعصب وتؤكد على دور الرياضة في تهذيب النفوس وتقوية مشاعر الانتماء وليس التعصب والفرقة والعداء، ولا شك أن ما دعوت إليه سيكون مرشداً لكل محب لهذا الوطن مدرك لدور الرياضة وحقيقة هذا الدور الناصعة أخلاقياً قبل أن تكون أداءً ميكانيكيًا فحسب.