لا يختلف اثنان على أن جودة الأعمال هي دوماً في المقام الأول؛ وأتحدث هنا عن فئة التجار والمستثمرين الحريصة على صناعة اسم وسمعة طيبة في السوق. لكن أكثر ما يثير دهشتي واستغرابي هو خلط مجموعة من التجار؛ ما بين إجادة العمل وعدم تحديد موعد زمني لتسليم العمل. تقابلت في مسيرتي المهنية مع موهوبين كانوا قمة في الإتقان والإبداع لكن حين تسأل عن التزامهم بتسليم أعمالهم في الوقت فحدث ولا حرج؛ عن هلامية مواعيدهم وعدم استيعابهم لأهمية الحفاظ على الوعد؛ حجتهم أن الابداع لا يحد بزمن وأن جمال أعمالهم سيشفع لهم وهي كفيلة بإرضاء العميل. أختلف تماماً مع هؤلاء القوم وأعتقد قناعة تامة أن إنجاز العمل في الوقت المحدد هو إبداع ومهارة وقيمة من نوع آخر. فعند ما يعطى موعد لإنجاز عمل يكون المختص على دراية بحكم الخبرة؛ كم يستغرق الابداع والتفكير والعصف الذهني ثم الانجاز. وهكذا تعطى مساحة لحرية الابداع؛ ثم لا يضر قيد الالتزام الثقيل الذي رغم كل شيء يظل عبئاً ثقيلاً مهما كانت روعة الإنجاز. وختام الكلام اجعل الجودة تدار بفن لا على حساب الوقت.