لا يختلف حالهن عن حال الرجال في تحمل مسؤولية الأسرة، والبحث عن الرزق الحلال الذي يؤمن لأسرهن الحياة الطيبة، والعفاف وكف الأيدي عن السؤال، إنهن سيدات الأحساء، اللاتي أثبتن جدارتهن ونافسن الرجال بقوة في مجال البيع والشراء، من خلال البسطات النسائية التي يحتضنها سوق الحريم الشهير، الذي يعتبر من المواقع المهمة في وسط مدينة الهفوف. ومن بين تلك العصاميات «أم إبراهيم» التي تعول أسرتها بالبيع والشراء، وهي مهنتها الوحيدة التي أتقنتها وتعلمت أسرارها من والدتها التي تخصصت في بيع الملابس والعطور والكماليات النسائية، وسارت على هذا الخط في بسطة متواضعة طموحها أن تتوسع في مهنتها وزيادة دخلها خصوصا في هذه الظروف الصعبة؛ من أجل مواجهة الظروف وتحقيق أدنى متطلبات الأسرة، حامدة الله- سبحانه وتعالى- على نعمه الكثيرة التي يمن بها على عبده الساعي إلى الرزق الحلال وعدم الركون للكسل والاعتماد على الغير في توفير لقمة العيش. وأشارت أم إبراهيم، إلى أن سبب اختيارها هذه المهنة حبها للتجارة، وإن كانت في حدود ضيقة، كما أن لوالدتها التي تعتبرها قدوتها منذ الصغر وملازمتها في السوق هي من أعطتها الدافع للاستمرار، متمنية أن تستمر هذه المهنة وتتوارثها الأجيال في عائلتها لأهمية ذلك في حياتها وتمكينها اقتصاديا. وعن صعوبات المهنة، أكدت أن جميع المهن النسائية لا تخلو من المتاعب والصعوبات، لكن بالجهد والإرادة تستمر الحياة، كما أن تخطي العقبات هو بوابة النجاح لكل مهنة، لافتة الى أن طلب الرزق يحتاج إلى السعي والتبكير في العمل، مضيفة إن الصعوبات التي واجهتها سابقا في موقع البسطة، لكنها تغلبت على هذه المشكلة بتعاون وجهود أمانة الأحساء ببناء هذا السوق، مشيرة إلى أن مصدر التمويل لا يزال عائقا كبيرا في طريق التوسع في عملية البيع والشراء، وهذا الهم مشترك مع زميلاتي البائعات، حيث لا أتمكن من توفير مبلغ لإصلاح سقف المحل الذي هو بحاجة إلى صيانة إلى جانب الإيجار الشهري، متمنية على الأمانة الاهتمام في جانب نظافة السوق وتوسيع رقعة السوق، مؤكدة أنها راضية برزقها.