ضرب الشاب هويدي المولد أروع الأمثلة عن الشاب العصامي الذي يبحث عن العمل والكسب الحلال خلال شهر رمضان المبارك بعد أن خلع رداء الخجل وانخرط في مهنة صنع البليلة وبيعها على المتسوقين بتربة. ومن اللافت للنظر أنه يقوم بقطع أكثر من 300 كيلومتر يومياً من الطائف إلى تربة ذهاباً وإياباً للعمل في البسطة التي يبيع فيها البليلة والبطاطا وسط المحافظة من بعد صلاة العشاء حتى الثانية فجراً. وبيّن المولد ل «الشرق» أنه قرر نقل نشاطه في بيع البليلة من الطائف لتربة لأن فرصة العمل فيها كبيرة ولايوجد بها بائعون متخصصون إضافة إلى أنها تجد إقبالاً كبيراً من السكان خلال شهر رمضان المبارك. مشيراً إلى أنه يمارس بيع البليلة في تربة للموسم الثاني على التوالي حيث يبدأ العمل في أول أيام رمضان في بسطته المجهزة بجميع متطلبات العمل مؤكداً بأنه زاول هذه المهنة للاستفادة من وقته خلال الشهر الكريم فيما هو مفيد لاسيما وأنه يجني من خلاله أرباحاً جيدة يعول بها ثمانية من الأبناء والبنات وزوجته ووالدته المسنة. وقال: أنا موظف حكومي، ولكن تراكم الديون جعلني أنخرط في بيع البليلة والبطاطس التي أجني منها خلال شهر رمضان أكثر من 5000 ريال تساعدني ولاشك في إعالة أسرتي وتحسين ظروفي المعيشية. مشيراً إلى أنه لايواجه أي صعوبة في عمله سوى المسافة التي يقطعها من الطائف لتربة بشكل يومي والتي تتجاوز 300 كيلومتر ذهاباً وإياباً ومخاطر الطريق. وقال: على الرغم من ذلك فأنا أستمتع بهذا العمل اليومي، لأنه يحل بعض المشكلات التي تواجهني في الحياة. وقال المولد: إن أبرز ما أقدمه في بسطتي البليلة التي يتم إعدادها من الحمص اليابس أو المعلب وكربونات وزيت الزيتون، حيث يسلق الحمص مع ثوم مهروس وملح وليمون على نار مرتفعة وعندما يغلي يترك مغطى على نار هادئة لمدة ساعة ثم يصفى من الماء وينقل في القدر المخصص للبيع بعد إضافة المقبلات المعتادة عليها. إلى ذلك أكد علي عبد الرزاق أحد الزبائن: أن للبليلة مذاقاً خاصاً في شهر رمضان يحرص الجميع على تناولها باستمرار بعد أداء صلاة التراويح إلى جانب اصطحابها إلى أسرهم يومياً. لافتا إلى أن بسطة المولد أصبحت ذات شهرة واسعة لدى سكان تربة الذين يقبلون عليها بأعداد كبيرة لشراء البليلة.