خطوة مهمة خطاها الأخضر السعودي نحو مونديال روسيا 2018 بعد فوزه العريض على مضيفه التايلاندي بثلاثية نظيفة، بعد أن صال لاعبوه فنا وأهدافا طيلة التسعين دقيقة، لا سيما في الشوط الأول الذي كان من المفترض أن ينتهي بنفس نتيجة المباراة. مارفيك المدرب الهولندي، الذي شنق بحبال النقد المقزز في بداية مشواره، نجح في تشكيل هوية بطل للأخضر يزداد عطاؤه الفني من مباراة لأخرى، بتشكيلة ثابتة، محافظا على استقرار المنتخب منذ التصفيات الأولية دون أن يلتفت لمطالبات هنا أو هناك بتغيير العناصر أو طريقته وأسلوبه مما نتج عن ذلك ثقة كبيرة لعناصره داخل الملعب. الجديد في مواجهة الأمس أمام تايلاند، أن مارفيك غير طريقته في المباريات التي تقام على أرض الخصم، فبعد أن كان يلعب متحفظا مع ميل للمنطقة الخلفية، فاجأ أصحاب الأرض بالاندفاع للأمام، ولو كان هناك توفيق للمسة الأخيرة لخرج الأخضر بأكثر من ثلاثة أهداف في الشوط الأول فقط. والأهم في إستراتيجية مارفيك أن اللاعب الذي يمثل الأخضر يبقى مستواه ثابتا مهما تراجع مع فريقه في المنافسات المحلية، ولعل السهلاوي مثال حي وكذلك الحربي والمسيليم والمؤشر وغيرهم، وهذه ظاهرة يجب التوقف عندها كثيرا، ورفع القبعة لمارفيك الذي نجح في فصل اللاعب ما بين فريقه ومنتخب بلاده، وهذه المعادلة تسجل للمدرب الذي زرع الثقة في عناصره ومسح صورة الاحتياطي في الفريق والأساسي في المنتخب بصورة إيجابية. ومع الصدارة والأفراح، يجب ألا ننسى أن المشوار ما زال طويلا وصعبا والنوم على وسادة الصدارة قد يكلف الأخضر كثيرا، ومن تابع المنتخب العراقي أمام الأسترالي يدرك ذلك جيدا. في الجوهرة المشعة الثلاثاء القادم مطلوب إشعاع الجماهير في المدرج؛ لأنها أهم المحطات نحو روسيا.. وهذا يكفي.