انفرد المنتخب السعودي الأول لكرة القدم بالصدارة بفوزه الكبير على ضيفه الإماراتي بثلاثية نظيفة مساء أمس الأول على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية «الجوهرة المشعة» في جدة، ضمن الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الثانية للتصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة إلى كأس العالم 2018 في روسيا. ورفع الأخضر رصيده إلى 10 نقاط بفارق نقطتين عن أستراليا، وثلاث نقاط عن اليابان، وأربع نقاط عن الإمارات. ويدين المنتخب السعودي بهذا الفوز إلى عدة عوامل اختزلتها «الشرق» في 8.. وإليكم تفاصيلها.. نجح خط دفاع منتخبنا في القضاء على خطورة الثلاثي الإماراتي عمر عبد الرحمن «عموري» وأحمد خليل وعلي مبخوت طوال المباراة، بفضل الترابط والتماسك بين قلبي الدفاع عمر هوساوي والقائد أسامة هوساوي، بجانب التغطية العكسية والتدخلات المناسبة من طرفي الملعب منصور الحربي وحسن معاذ الذي حافظ على مستواه الفني الجيد للمباراة الثانية على التوالي، فضلاً عن روحه العالية التي عبر عنها بالبكاء أثناء السلام الوطني، في حين ظهر حارس المرمى ياسر المسيليم متماسكاً ونجح في التعامل بشكل جيد مع عديد من الهجمات، عكس ما كان عليه حاله في المباراة الماضية أمام أستراليا. من أهم مميزات الأخضر السعودي خلال مباراته مع الأبيض الإماراتي تمركز لاعبيه في كل أرجاء الملعب بمسافات متقاربة فيما بينهم، الأمر الذي يمنح اللاعب الذي يملك الكرة خيارات عديدة للتمرير، فضلاً عن سرعة الانتقال من الوضعية الدفاعية للهجومية والعكس، ما صعب مهمة المنافس في السيطرة على مجريات المباراة. يمتلك المنتخب السعودي خط وسط متكامل يمنحه الأفضلية في السيطرة على مجريات المباراة بقيادة الثلاثي عبد الملك الخيبري وسلمان الفرج وتيسير الجاسم، فاللاعب عبد الملك الخيبري، كان رئة المنتخب ولاعب الارتكاز الدفاعي الوحيد في التشكيلة، حيث نجح في سد ثغرات الدفاع وإعاقة هجوم الخصم وتغطية ظهيري الجنب، ومنح ثلاثي الوسط يحيى الشهري وسلمان الفرج وتيسير الجاسم حرية أكبر في التقدم إلى الأمام والقيام بالمساندة الهجومية. أما سلمان الفرج فقد قدم لوحات فنية ورسومات داخل المستطيل الأخضر أبهرت الجميع، فهو عنصر لا يمكن تجاهله في تشكيلة الأخضر بفضل قدرته على الاحتفاظ بالكرة والدقة المتناهية في التمرير الطولي والعرضي، وهو ما ظهر جلياً في تمريرة الهدف الأول لفهد المولد. فيما نجح تيسير الجاسم بشكل كبير في توازن أداء الفريق وقيادة خط الوسط والربط بين خط الدفاع والوسط والهجوم، ودائماً ما يشكل النقطة الرئيسة التي يبدأ من خلالها المنتخب في التحول من الشق الدفاعي إلى الشق الهجومي، بفضل قدرته المذهلة على صناعة اللعب وتمويل المهاجمين بأكبر عدد من الكرات. خطف فهد المولد الأضواء وتصدر مواقع التواصل الاجتماعي بهدفه الخرافي الذي يشبه إلى حد كبير هدف الأسطورة الهولندي فان باستن في مرمى منتخب الاتحاد السوفيتي في نهائي كأس أوروبا 1988. وأهم ما يميز هدف المولد بخلاف روعته المتناهية، أنه تم إحرازه من العمق وليس من طرف الملعب كعادة المولد، مما قد يقدم حلاً هجومياً جديداً للمدرب الهولندي فان مارفيك، خاصة في المباريات خارج الأرض التي من المتوقع أن يتكتل الأخضر دفاعياً ويعتمد على الانطلاق في المساحات. يقدم نواف العابد في الفترة الأخيرة أفضل مستوياته مع الأخضر السعودي على الإطلاق، فيكفي القول إن العابد تم اختياره كأفضل لاعب خلال ثلاث مباريات في التصفيات حتى الآن متفوقا على الجميع، بالإضافة إلى تسجيله 4 أهداف في 4 مباريات في التصفيات. يعد قرار الإبقاء على المدرب الهولندي من أهم قرارات الاتحاد السعودي لكرة القدم، فأصبح الأخضر يفرض شخصيته وأسلوب لعبه خلال المواجهات. ودائما ما ينجح بيرت فان مارفيك في قراءة المباريات، كما أن تدخلاته عادة ما تكون موفقة، على غرار ما حدث في مباراة أستراليا عندما قرر الدفع بناصر الشمراني الذي كان في الموعد بتسجيله هدف التعادل أو الزج بفهد المولد في مباراة الإمارات الذي مهد الطريق للأخضر لحصد النقاط الثلاث بتسجيله الهدف الأول. كما حافظ فان مارفيك على سجله الخالي من الخسارة منذ توليه مهمة تدريب الأخضر قبل أكثر من عام، حيث لعب الأخضر تحت قيادته 12 مباراة، حقق الفوز في 9 وتعادل في 3 مباريات فقط. تعد الروح العالية التي أظهرها اللاعبون خلال المباراة هي كلمة السر في تحقيق الانتصار، فالجميع على قلب رجل واحد، متناسين شعارات أنديتهم من أجل تحقيق الهدف وهو إسعاد جماهير الأخضر بالصعود إلى مونديال روسيا 2018، وظهرت روح اللاعبين جلياً في فرحة البدلاء بالأهداف، وهو الأمر الذي كان ينقص عناصر الأخضر في كثير من المواجهات السابقة. يحظى المنتخب السعودي بمساندة جماهيرية قوية، منذ تأهله للمرحلة الأخيرة من التصفيات، خلافاً للفترة السابقة التي كانت الجماهير تسجل غياباً عن المباريات، إذ شهدت مباراتا المنتخب السعودي أمام أسترالياوالإمارات على ملعب «الجوهرة المشعة» في جدة، حضور أكثر من 60 ألف متفرج.