واصل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مشواره في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم وأمم آسيا، وفاز ظهر أمس في مباراته السادسة والسهلة جدًا أمام منتخب تيمور الشرقية بعشرة أهداف نظيفة كانت قابلة للزيادة بل كان ممكنًا الوصول بالنتيجة إلى الضعف لو استثمرت كل الفرص والكرات التي سنحت أمام مرمى المنتخب المستضيف. جاء الفوز بأقل مجهود من لاعبي الأخضر؛ الذي حقق مبتغاه من المباراة بتسجيل أكبر قدر من الأهداف، رافعًا رصيده إلى ست عشرة نقطة في صدارة المجموعة، مؤكدًا تفوقه في انتظار مباراتيه القادمتين والمهمتين جدًا أمام منتخبي ماليزيا والإمارات على التوالي. مع أهمية النتيجة وكمية الأهداف التي سجلت كان الأكثر أهمية من ذلك؛ الثقة التي لعب بها نجوم الأخضر طوال المباراة، وبشكل خاص في النصف ساعة الأولى منها، بعد أن تأخر الهدف الأول كثيرًا، وقبل أن يفتتح السهلاوي مهرجان التسجيل؛ لعب المنتخب بأسلوب الفريق الكبير الواثق من نفسه وقدراته، لعب من غير تسرع أو استعجال، وبنفس طويل وثقة أنه سيصل إلى مبتغاه مهما تأخر الوقت، وكان ما يحدث من اللاعبين هو امتداد وترجمة لثقة مدربهم بهم وإيمانه بقدراتهم، ويتضح ذلك من خلال عدم تغييره للأسماء أو تشكيلة الفريق أو حتى طريقة لعبه، وتمسكه بنظرية المدرسة الهولندية، التي أصبحت نظرية تدريبية شائعة عالميًا (الفريق الفائز لا يتغير) وعلى الرغم من أن الأخضر لم يفز في مباراته السابقة التي كانت أمام منتخب فلسطين إلا أن المدرب بدأ المباراة بالتشكيلة التي أنهي بها تلك المباراة، ولم يخذله اللاعبون فحققوا المطلوب وهو تسجيل أكبر قدر ممكن من الفرص التي تسنح أمام المرمى، وشارك في التسجيل لاعبو الوسط والدفاع، إضافة إلى ثنائي الهجوم، وباستثناء الثلاثي الخيبري والزوري و(الحارس) شراحيلي الملتزمين بواجبات مراكزهم فقد سنحت فرص تسجيل خلال مجريات المباراة لكل لاعبي الأخضر مما يكشف الرغبة والسيطرة والتحكم في مجريات المباراة حتى آخر دقيقة جاء معها الهدف العاشر. المباراة بالتأكيد كانت مباراة الطرف الواحد وهي ليست مقياسًا للأخضر ولم يكن فيها اختبار له، لكنها كشفت التأكيد على أن هناك عملاً كبيرًا في الأخضر يقوم به الجهاز الفني، رغم قصر الوقت، وفترة العمل والظروف التي اعترت آخر مباراتين، وأظهرت أن هناك رؤية أصبحت واضحة وخيارات ثابتة، وفهم للعناصر وواجباتهم وقراءة صحيحة لمشوار المنتخب في مبارياته المقبلة وفي التصفيات عمومًا، وهناك تناغم قائم بين اللاعبين ومدربهم سيزداد مع الأيام والمباريات وسيرتفع المستوى بإذن الله وتزداد الثقة، ويستعيد الأخضر أداؤه وعروضه ونتائجه وموقعه الطبيعي في القارة، فقط يحتاج إلى المؤازرة والدعم والوقوف مع اللاعبين. كلام مشفر . الصدارة حتى الآن لا تكفي والمطلوب أكثر وأكبر في الأمتار الأخيرة من تصفيات هذه المجموعة، وعمل أكبر واستمرار التناغم الواضح بين الاتحاد ورئيسة أحمد عيد (المرافق الدائم للأخضر) والمدير الفني مارفيك ولجهازه المساعد وسينعكس ذلك على العمل وعلى اللاعبين وما تبقى في المشوار. . من المكاسب التي خرج بها الأخضر من المباراة سلامة لاعبيه من الإصابات والكروت الملونة وأيضًا الاستفادة من عناصر وإعادة انسجامها مع المجموعة وتأكيد السهلاوي صدارته للهدافين في العالم. . لا يهم إن كان مارفيك مقيمًا في المملكة أو أنه لا يأتي إلا في المعسكرات؛ المهم العمل الذي يقوم به وأداء المنتخب ونتائجه، وكل ذلك واضح جدًا حتى الآن، ويكفي وجود خمسة مساعدين للمدرب موجودين ومتابعين لكل مباريات دوري جميل. . المدربون المساعدون الخمسة في الجهاز الفني لمارفيك هم (العين) التي يرى بها والذراع اليمنى له في عمله، وسواء كان موجودًا أو غير موجود سيعتمد على متابعتهم ونظرتهم وتقاريرهم ومن ثم يكون له القرار النهائي. . الأخضر مع مارفيك من المرات النادرة التي ينخفض فيها النقد في القائمة المختاره، والحديث عن لاعبين خارج القائمة، وحتى أصحاب القناعات بعدم استدعاء بعض اللاعبين الموجودين يفشلون في تحديد من الأفضل منهم خارج القائمة. . أما القناعة بالتشكيل والقائمة الأساسية في المباريات فهي لن تتوقف ولن تتغير من جمهور المنتخب العريض فالأخضر يحول 28 مليون نسمة إلى نقاد يرتدون كل الألوان الرياضية المعروفة. . مباراة ماليزيا القادمة التي ستقام في جدة مهمة جدًا للأخضر السعودي فبنقاطها يضمن تقريبًا فرصة التأهل إلى الدور الثاني، غير أن للمباراة أهمية أكبر إِذ يحتاج المنتخب أيضًا إلى فارق من الأهداف لتقوى فرصة في صدارة المجموعة وليس مجرد التأهل.