رفض وزير العدل اللبناني السابق اللواء أشرف ريفي «المساس بالمملكة العربية السعودية والإمارات ودول الخليج العربي»، مطالبا «الدولة اللبنانية بموقف واضح في قمة عمان في إصرارها على التضامن مع الدول العربية وعلى حسن العلاقات والعلاقات الطبيعية مع كل الدول العربية». وشدد على أن اللبنانيين «لن يكونوا فرسًا ولا صفويين مهما كلف الأمر، فنحن لبنانيون وعرب»، مضيفا: «ليس فخرا لحزب الله أن يلعب دور الأداة لإيران في المنطقة وأن يتحوّل شبابنا وقودا للمشروع الإيراني». فإلى نص الحوار: ¿ اليوم: كان من المتوقع بعد الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى السعودية أن تعود العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها إلا ان الأمين العام ل«حزب الله» حسن نصرالله مستمر بالتصعيد ضد المملكة ودول الخليج العربي، ما رأيك؟ ¿ ¿ أشرف ريفي: لا شك أننا استبشرنا خيرا من الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى المملكة العربية السعودية، إلا ان ما تخوفنا منه حدث، فكانت زيارة جيدة بالشكل وليس بالمضمون، فلقد نسفت بإشادة رئيس الجمهورية ببشار الأسد وبإعطائه غطاء شرعيا لسلاح «حزب الله» الميليشياوي، ومن ثم أتحفنا نصرالله بالمزيد من المواقف المتهجمة على المملكة والامارات العربية المتحدة وبعض دول الخليج، زاعما أنها في حلف مع إسرائيل. للأسف، هذه المواقف تنسف كل تقارب لبناني عربي، أو المساعي لتصحيح العلاقات اللبنانية العربية، نحن اليوم في مشكلة جديدة مع العالم العربي والأممالمتحدة ودول الغرب والآتي أعظم، فلا المنظومة العربية ولا الغربية تسمح بأن يكون لبنان ساقطا بين أيدي إيران أو «حزب الله». ¿ ما الحل لعودة لبنان إلى الحضن العربي؟ ¿ ¿ على الجميع الالتزام بالحيادية، فليس من الطبيعي أن يهيمن «حزب الله» على لبنان وندور في الفلك الإيراني، ومن ثم نطالب العرب بالوقوف إلى جانبنا. لاشك أن معطيات الأرض لا توازن فيها، الا اننا لن نسمح ل«حزب الله» بأن يضعنا في حالة أزمة مع عمقنا العربي ومع السعودية والامارات بشكل خاص، وللدول الصديقة التي يسجل للتاريخ أنها لطالما وقفت الى جانب لبنان، ولا أقصد ماليا فقط، فالجميع يعلم أنها ضمانة لاستقرارنا وللعيش المشترك وأمان البلد، ولم يتعاملوا يوما مع اللبنانيين كمذهب أو طائفة أو فريق أو جماعة، لا بل تعاملوا مع كل اللبنانيين دون استثناء. فالحد الأدنى من العرفان بالجميل أن نكون على تواصل طبيعي مع هذه الدول، ونحن نصّر على إقامة العلاقات الطبيعية مع كل الدول العربية وخاصة مع دول الخليج العربي وألا تشوبها أي شائبة، ولن نسمح بمجموعة هي أداة لإيران بزعزعة هذه العلاقة. ¿ ماذا تقول بشأن التحفظ السعودي على بند دعم لبنان في بيان جلسة مجلس جامعة الدول العربية؟ ¿ ¿ لم أستغرب هذا الموقف، فمواقف رئيس الجمهورية و«حزب الله» لا يمكن أن تنتج عنهما علاقات طبيعية مع الدول العربية أو مع الأممالمتحدة. فالسعودية قدمت للبنان الكثير دعمته اقتصاديا وسياسيا وماليا في كل المحافل، إلا ان علاقتنا معها ليست محصورة بما قدمته للبنان لا بل نحن نعتبرها صديقا تاريخيا لنا يضمن الاستقرار ويحرص على الدولة والعيش المشترك في لبنان. نحن على مسافة أيام من انعقاد القمة العربية في عمان ونطالب الدولة اللبنانية بأن يكون لديها موقف واضح في إصرارها على التضامن مع الدول العربية وعلى حسن العلاقات والعلاقات الطبيعية مع كل الدول العربية. ¿ ماذا عن «حزب الله» الذي يسعى جاهدا لزج لبنان في المشروع الإيراني؟ ¿ ¿ لن نكون فرسًا ولا صفويين مهما كلف الأمر، فنحن لبنانيون وعرب. ليس فخرا لنصرالله أن يلعب دور الأداة لإيران في المنطقة وأن يتحوّل شبابنا وقودا للمشروع الإيراني، فنحن نرفض أي مسّ بالمملكة العربية السعودية والإمارات ودول الخليج العربي، فهم أصدقاء تاريخيون للبنان وسنبقى ندافع عن العلاقات اللبنانية السعودية. ¿ بقراءتك الأمنية، هل يمكن أن يغامر «حزب الله» بمواجهة مع إسرائيل وأن يكون في سوريا والجنوب في آن واحد؟ ¿ ¿ يكابر «حزب الله» كثيرا اليوم، ويبالغ في كبر حجمه من حزب محلي إلى إقليمي، لهذا أرى ان خروجه من حدوده أدى به إلى الانتحار. لن تنفعه المكابرة حينما ينتهي دوره في سوريا ويسأله أهالي قتلاه عن أبنائهم الذين فقدوا حياتهم نتيجة لقراراته التي لم يجن منها سوى الويلات. لو عاد الحزب وقياديوه الى التاريخ لعلموا جيدا أن كل من خرج من حدوده انتهى. امتلك هتلر أعظم جيش في العالم، الا انه عندما خرج من الحدود الألمانية كانت بداية النهاية، للطمع البشري والاستكبار الإنساني الذي يفقد الإنسان المصداقية والواقعية. عندما دخل «حزب الله» الى سوريا أوجد لنفسه مشكلة كبرى سيدفع ثمنها غاليا جداً، فالقرى التي ساهم بتدميرها وقتل أطفالها ورجالها ونسائها ستحاسبه على ذلك. تنظر إيران الى رجال الحزب على أنهم مجرد أدوات لتنفيذ مشروعها، فلقد حول «حزب الله» نفسه إلى أداة لتنفيذ «الوهم الإيراني»، بإقامة دولة توسعية متناسية أن زمن التوسعات قد ولى منذ زمن. لقد أخطأت إيران حينما أطاحت بحسن الجوار ونمت وعززت النزاعات المذهبية والقومية. ¿ هل الحوارات القائمة الآن، قادرة على إنتاج قانون انتخابات يرضي الجميع أم هذا الاستحقاق الدستوري أمام مرحلة «تمرير الوقت» لاستنفاذ المهلة الدستورية وإجراء الانتخابات وفق قانون الستين؟ ¿ ¿ اننا أمام كل الاحتمالات، ليس من الحكمة أن يتكرر ما حصل في الانتخابات البلدية، فلقد تمكنوا من خلال السجالات والجدليات من استنفاذ كل الوقت، ولم ينجزوا قانونا جديدا وأجريت الانتخابات البلدية وفق القانون النافذ أي «الستين». جلّ ما يهم القوى المتحكمة بالبلد هو إعادة إنتاج نفسها والتجديد لوجودها. كل فريق يطرح القانون الذي يناسبه إن كان القانون «الأكثري» أم «النسبي» أو «المختلط»، فكثرة الطروحات دون الوصول الى نتيجة هو مضيعة للوقت ومحاولة منهم للقضاء على المعارضة، وانا جاهز لخوض المعركة الانتخابية في مايو، ويجب أن تكون الانتخابات الطريق لخدمة لبنان العيش المشترك، لهذا لا بد من الاتفاق على قانون يؤمن العيش المشترك لجميع اللبنانيين. ¿ برأيك، ما هو القانون الأمثل، الذي يراعي التوازنات القائمة في البلد؟ ¿ ¿ أقول لكل اللبنانيين انني جاهز لخوض الانتخابات النيابية وفق أي قانون يتفق عليه. إن لم نكن في حالة شاذة اسمها سلاح «حزب الله» الذي يهيمن بسلاحه على لبنان بتكليف شرعي، لكان القانون الأمثل والذي يؤمن صحة التمثيل، هو القانون «النسبي»، ف«حزب الله» وحلفاؤه يملكون 17 وزيرا، أي النصف زائد اثنين، وفريقنا السابق لا يملك النصف زائد واحد وليس باستطاعته إقرار أي قرار. اذا لم نكن نعتقد أن «حزب الله» يسعى مع إيران للسيطرة على مجلس النواب يكون لدينا سذاجة سياسية. علينا النظر الى أحداث العراق، فبعدما تمكنوا من السيطرة على مجلس النواب ومنحوا الشرعية ل«الحشد الشعبي» أصبح الآن جزءا من الجيش العراقي. لهذا، علينا التنبه الى احتمال أن يكون «حزب الله» يسعى إلى تشريع ميليشياته لجعلها فيما بعد جزءا من الجيش اللبناني ويكون بذلك قد وضع يده على كل مؤسسات الدولة دون استثناء. ¿ ترددت معلومات أن لائحتك الانتخابية قد اكتملت في طرابلس، هل ستخوض الانتخابات منفردا أم متحالفا؟ ¿ ¿ هناك مطلب واضح أصبح عند كل السياديين في لبنان للتخلص من الطبقة السياسية الغارقة بالفساد، وسأخوض والمجتمع المدني الانتخابات في كل منطقة بامكاننا تشكيل نواة تغييرية للوضع القائم الذي لا يجب أن يستمر نهائيا، فالفاسد لا يبني وطنا والفاسدون يأكلون الوطن. ¿ هل هذا يعني أنك ستخوض الانتخابات في عدد من المناطق ذات الثقل السني كعكار والضنية، والمنية والبقاع الأوسط والغربي وبيروت؟ ¿ ¿ أحضر مع المجتمع المدني خطواتنا المستقبلية وسنترشح في كل منطقة لدينا فيها جمهور حاسم أو وازن في دائرة إنتخابية. أما إذا اعتمد القانون النسبي فسنخوض الانتخابات في كل الدوائر دون استثناء. ¿ من هي المعارضة اليوم؟ ¿ ¿ الجمهور السيادي، فهو المعارضة الأساسية وجمهور قوى 14 آذار الذي لا يزال متمسكا بكل ثوابته ومبادئه، الا ان بعض قياداته انحرفت عن الثوابت. ¿ هل «شعرة معاوية» قطعت بينك والرئيس سعد الحريري؟ ¿ ¿ كل مساراتي وتوجهاتي تنطلق من مبادئي. لن أحيد عنها يوما، وكل إنسان يعود إلى ثوابتنا ومبادئنا نلتقي معه تلقائيا بمعزل عن الموضوع الشخصي. ميليشيا حزب الله تستخدم لبنان منصة للمشروع الإرهابي الإيراني قال اللواء أشرف ريفي، معلقا على مقاطع نشرت لاستعراض عسكري لميليشيا حزب الله في مدينة القصير السورية: «ندعو جميع القوى الرافضة للوصاية الإيرانية أن تكون معا؛ لإنقاذ لبنان الذي يستعمله حزب الله بغطاء شرعي كمنصة في خدمة مشروع إيران». وتابع: «إذا كانت الميليشيا تستدرج عروضًا للمجتمع الدولي بأنها شريك في محاربة الإرهاب، فهذا ترويج لعملة مزورة. الإرهاب لا يُكافَح بالإرهاب، العرب والإسلام هما المتضرر الأول من الإرهاب، وهما المؤهلان لمحاربته، حماية لصورة الإسلام وقيمه». وأضاف: «إن استعراض الميليشيا يطيح بآمال استعادة ولو جزءا بسيطا من هيبة الدولة». أشرف ريفي: ولد في الحديد، طرابلس في 1/4/1954، متزوج وله أربعة أولاد. حائز شهادة ماجستير في علم اجتماع الجريمة، الجامعة اللبنانية، بيروت عام 1981، إجازة في العلوم الاجتماعية، فرع علم اجتماع الجريمة، الجامعة اللبنانية، بيروت عام 1980، بكالوريا القسم الثاني، فرع الرياضيات عام 1972-1973. دخل المدرسة الحربية عام 1973 وتخرج فيها برتبة ملازم عام 1976. دكتوراة فخرية مقدمة من الجامعة الأمريكية للتكنولوجيا، بيروت 2008. ريفي يصافح بهية الحريري عمة رئيس الحكومة سعد الحريري في إحدى المناسبات (اليوم)