ما أن رفع الملك عبدالله- رحمه الله- شعار «الحرس الوطني مؤسسة حضارية عسكرية» في بداية توليه رئاسة الحرس الوطني، حتى اعتمدت خطط تطويره على أن تحمل يد السلاح من خلال الإعداد والتطوير المستمرين، لإنشاء منظومة عسكرية فعالة، وهو ما شهد به الجميع. في حين اليدّ الأخرى تبني وتطور الإنسان السعودي، من خلال الاهتمام بالتعليم ابتداء من الروضة حتى الجامعة، بالاضافة الى الاهتمام بالنواحي الثقافية والتراثية، ومحاربة المخدرات، والاهتمام بتأصيل القيم الدينية الصحيحة. إلا أننا سوف نركز على التطور الهائل في الجانب الصحي، الذي فاق كل التوقعات، من ناحية المنشآت الحديثة، والتجهيزات الطبية عالية المستوى، باشراف وتنفيذ كوادر طبية ماهرة، في أدق التخصصات. فقد توسعت المدن الطبية التي أنشأها الحرس توسعا كبيرا، تأتي في مقدمتها مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني التي تعتبر من اكبر المدن الطبية في مدينة الرياض، وقد تميزت المدينة بتقديم رعاية متميزة للمراجعين وحققت العديد من النجاحات في مجال الرعاية الصحية، حيث يبلغ عدد الأسرة فيها (1505) أسرة، تشتمل على جميع التخصصات الطبية. والمدينة الثانية مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة (بسعة سريرية تصل الى 751)، وتقدم رعاية طبية على أحدث مستوى، وتشمل هذه الخدمات جميع أوجه الرعاية والعلاج للمرضى. المدينة الثالثة بالمنطقة الشرقية، وأقيمت في الأحساء على مساحة تقدر بستة وثلاثين ألف متر مربع تم توزيعها على 3 أدوار تتسع لما يقارب (281) سريرًا قابلة لأن تصل إلى (400). مستشفى الإمام عبدالرحمن الفيصل بالدمام، يستوعب (112) سريرًا، ووحدة عناية مركزة من ستة أسرّة، ووحدة عناية مركزة لحديثي الولادة من خمسة أسرّة، و4 غرف للعمليات، و4 غرف للولادة. ويأتي مستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز خامس منظمات الشؤون الصحية بعد الرياضوجدة والدمام والأحساء، ويعد منشأة صحية متكاملة بسعة سريرة تبلغ حوالي (215) سريرًا وهو على بعد دقائق فقط من مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز والمسجد النبوي الشريف. قامت هذه المشاريع بسواعد رجال مخلصين، استشعروا المسؤولية وأدوها بكل جد واجتهاد واقتدار. يأتي في مقدمتهم أصحاب المعالي د. فهد العبد الجبار ود. عبدالله الربيعة ود. بندر القيناوي، إلا أن متابعة وإشراف الأستاذ عبدالله العماري كبير المديرين التنفيذيين بالشؤون الصحية جعلاه الشخص الأول من ناحية التخطيط والتنفيذ والاشراف. لقد كان للأستاذ العماري بصمة واضحة في دقة التنفيذ ضمن معايير فنية ومحاسبية شفافة على أرقى النظم العالمية في إنشاء وإدارة المستشفيات، لتنجز هذه الصروح الطبية، ولتكون معلمًا واضحًا لنهضة بلادنا.