لا يكاد يمر علينا يوم إلا وتتحفنا وسائل التواصل الاجتماعي بصور تنال إعجاب الجميع، فيتسابق الكل لنشرها عبر حساباتهم؛ كي ينالوا إعجاب المتابعين ويستأنسوا بردود أفعالهم وتفاعلهم. كثير منا وأثناء سفره شاهد ذلك المبنى ذا الطراز الأصيل، الذي جعله يقف أمامه متأملًا ومعجبا بهذا الفن المعماري الرائع ليلتقط بعدها «سلفي فخم» مع هذا «الجماد» الذي ينطق جمالًا. من منَّا لم تنشرح نفسه وتبتهج وهو يسير في مدينة جميلة - كالجبيل الصناعية مثلًا - تحيط بك الأزهار من كل جانب، شوارعها تتلألأ نظافةً ولوحاتها الإرشادية ذات ألوانٍ زاهية وكأنها للتو تم تركيبها. مما لا شك فيه أن الجَمَال يبعث على السعادة وانشراح النفس، ولذلك نجد في الغرب اهتماما كبيرا بتجميل الحدائق والشوارع والأماكن العامة وجعلها جذابة. هذا الاهتمام لم يأت اعتباطًا ولكنه أتى كجزء أصيل من المسؤولية الاجتماعية للشركات والأفراد هناك، والذي أثبتت التجارب أن فوائده - بعيدة المدى - تجاوزت مجرد التجميل، لتساهم في دعم الحركة السياحية وكذلك تقليص معدلات الجريمة. في الأسبوع الماضي، «شرقيتنا الحبيبة» كانت على موعد مع مبادرة، اتخذت لها من الجَمال انطلاقة، ومن الاستدامة هدفا، ومن حبها للمنطقة الشرقية دستورا. مبادرة «نقوش الشرقية» التي دشنها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، جاءت لتجعل ميادين المنطقة وحدائقها وأماكنها العامة تتحدث مع المارة عن تراثٍ أصيل، وجمالٍ خلاب، وكذلك لتساهم في عمل حراك ثقافي وفني جميل. هذه المبادرة الجميلة والتي كانت ولادتها في مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية، جاءت لتحثنا أيضًا على تفعيل مسؤوليتنا الاجتماعية تجاه الجمال أفرادًا وشركات. نتمنى أن نرى الجهات والشركات تتسابق على تبنى مثل هذه المبادرات ولو أن تقوم - على أقل تقدير- بتجميل مبانيها الخاصة، وإضافة بعض اللمسات التي تجعل منها عنصر جذب وتجميل يساهم في نشر السعادة والانشراح لدى أهالي المنطقة وزوارها.