أفاد شهود عيان في اليمن بأن سيارة مفخخة انفجرت أمس الثلاثاء مستهدفة مقراً لجماعة الحوثيين قرب نادي الأحمدي في منطقة «القلعة» وسط مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء (268 كم جنوب شرق صنعاء). وتحدث الشهود عن سقوط قتلى وجرحى جراء الانفجار دون توضيح عددهم على الفور. وأضاف الشهود أن الحوثيين كانوا يقيمون معرضاً للصور بمناسبة ما أسموه «يوم الشهيد» في نادي الأحمدي الذي يعد مقراً لهم منذ سيطرتهم على مدينة رداع، واستلابها من أهلها. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها، حتى الآن، عن تنفيذ الهجوم الذي جاء بعد تصاعد الخلافات بين قوات المخلوع الرئيس السابق علي عبدالله صالح وميلشيات الحوثيين، ولا يستبعد إقدام الحليفين السابقين على تصفية حسابات بينهما، خاصة بعد الهزائم التي لحقت بتحالفهم في المخا وقبلها نهم ومناطق عديدة أخرى. وفي مدينة حجة، وصلت عشرات الجثث من عناصر ميليشيا الحوثي وصالح إلى المستشفى الجمهوري قادمة من جبهتي حرض وميدي أمس، بحسب ما أفاد المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة التابع للجيش اليمني. وأضاف أن «ميليشيات الحوثي وصالح أعلنوا حالة طوارئ في مديرية بني قيس، بعد اجتماع لهم أعلنوا فيه الاستنفار والتجنيد الإجباري لشباب وأطفال المديرية، تحت ذريعة رفد جبهتي حرض وميدي بعد تلقيهم الهزائم بمقتل العشرات من مقاتليهم والفرار الجماعي من الجبهة». وأفادت مصادر ميدانية بأن معارك عنيفة تدور بين قوات الشرعية بدعم من مقاتلات الأباتشي التابعة للتحالف والميليشيات على مشارف منطقة يختل شمال مديرية المخا. كما استهدف طيران التحالف بست غارات آليات وتجمعات للميليشيات في المنطقة ذاتها. ومن جهتها، تواصل ميليشيات الحوثي محاولاتها الحثيثة لتجنيد المزيد من الأطفال والزج بأبناء القبائل في الجبهات. وتقود اللجنة الثورية العليا للمتمردين الحوثيين، والتي يرأسها محمد علي الحوثي، حملات جديدة حالياً للتجنيد لم تحقق أي نجاح، وفق مصادر قبلية. وتفيد رواية بأن محمد الحوثي طاف معظم مناطق محافظة صنعاء خلال الأسابيع الماضية، وفشل في إقناع شيوخ قبائل بنس مطر وخولان، والحيمة وهمدان وبني حشيش، فلجأ بعدها إلى محافظة عمران، حيث اجتمع بشيوخ عدد من القبائل بمنطقة حرف في محاولة لحثهم على الاستجابة لدعوة زعيم التمرد عبدالملك الحوثي. وميدانيا، زرعت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح عشرات الآلاف من الألغام في مختلف المحافظات اليمنية، لإعاقة تقدم الجيش الوطني والمقاومة وإيقاع أكبر عدد من الضحايا، إلا أنها تحولت لما يشبه «مزارع الموت». ويدفع المئات من المدنيين الأبرياء ثمن هذه الجريمة التي تمثل انتهاكاً لقوانين الحرب من قبل الميليشيات. ويجد آلاف من الأهالي الذين تشردوا من قراهم صعوبة في العودة لديارهم، بسبب حقول الألغام المحظورة دولياً، حيث زرعت الميليشيات ما يزيد على ربع مليون لغم منذ بدء الحرب، منها 100 ألف في عدن ولحج والضالع و30 ألفا في الجوف. وجرى نزع 30 ألف لغم في محافظاتعدن ولحج وأبين و36 ألف لغم من مأرب. وتحدثت منظمة «هيومن رايتس ووتش» ومنظمات يمنية عن عشرات من حالات التشوه الحاصلة للأفراد جراء الألغام بأنواعها المضادة للأفراد والمدرعات في تعز وعدن وأبين ولحج ومأرب. كما تعمل قوات التحالف العربي على مساعدة الجيش الوطني لتطهير المواقع التي استهدفها الحوثيون بزراعة الألغام وتأمين الطرق. من جهته، يبذل «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» جهودا كبيرة لدعم وتأسيس مراكز تأهيل الإصابات والأطراف الصناعية، بالإضافة إلى الدعم النفسي للمصابين من ضحايا الألغام. ومع ارتفاع معدلات الخسائر الميدانية للانقلابيين، تتوسع الخلافات بين الحوثيين وصالح، في وقت يفقد الرئيس السابق سيطرته ونفوذه وأهميته، إلى درجة أن قيادات موالية لصالح، وصلت إلى محافظة مأرب، للانضمام إلى الشرعية. وتوقعت مصادر أن تبادر قيادات الميليشيات إلى الفرار تاركة المغرر بهم من المقاتلين، الذين انخرطوا في صفوف ما يسمى ب«اللجان الشعبية»، وذلك فور اقتراب طلائع الجيش من العاصمة صنعاء.