¿ كثيرة هي الإشراقات الحكمية، ووفيرة هي الصور التي تنهض على التقابل والتضاد والمفارقة التي صنعت هذا المقول الشذري المتلألئ في ناتجه العام، ولاعب النصرعبدالعزيز الجبرين محور الارتكاز، التي كانت جماهير الشمس النصراوية منحته سمته البديعة وهي المحبة السامقة في ذواتها؛ لأنها كانت ولا تزال تنتظره على أحر من الجمر ليعيد وزملاؤه المعادلة المتوازنة في فريق تشرق به كوكبة الكرواتي «زوران مامتش» بنعته المتمايزة وعلامته المائزة!! ورغم (انتماءاتنا المغايرة المتباينة) تعاطفنا مع جبرين النصر وفريق النصر بالعموم الذي يبرز به عمر هوساوي وعوض خميس والجنرال إبراهيم غالب والشابان عبدالرحمن الدوسري وسامي النجعي وحامي العرين حسين شيعان ناهيك عن محمد السهلاوي والبديل الذهبي حسن الراهب وبقية العقد العالمي الجميل أما مدرب عبدالعزيز الجبرين الفذ (زوران مامتش)، فقد تفاعلت معه كل الألوان لبلوغه نهائي كأس ولي العهد بعد حوالي العامين. ¿ والحق.. إن مَنْ يقبع وراء هذه التشظيات الوضاءة وهذه الفصوص والنصوص البطولية الماسية المرتعشة كقناديل البحر في ليل الكون لقلاق حكيم يقف في وحدته الخافقة داخل شواش مائي رهيب يجمع المحار والقواقع باحثا عن لؤلؤة المستحيل (على حد تعبير الناقد سيد بحراوي) والإجلال المنصف لأمير النصر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي (كحيلان)، والذي يعتبر أن التنافس الأعتى والقلق الأنتولوجي والسؤال البدائي الأول الذي عاناه (النصر) لفترة طالت كان لا يتأتى يتعمق ويتعملق كاويا ومؤرقا نفسه حول (وجود النصر كبطل) ضمن حرقته على كل بطولة لمحها داخل مجرة مقذوفة في السديم، وضمن اشتراطات إدارية ومورتلوجية ومجتمعية وميتافيزيقية موسومة بالنقص والتباين العناصري تارة وسوء البخت والاختلال الفني وهي مادة التعامل البطولي منذ ما قبل المباراة الختامية على كأس خادم الحرمين العام المنصرم، وها هو رابعا بسلم دوري جميل والمتفوق ببطولة الدوري لعامي 2014/2015 وكأس ولي العهد عام 2014 وكان ترتيبه الثامن العام المنصرم 2016. ¿ لكن.. وحتى الآن بعد فوزه على الهلال 2/0 بجدارة واستحقاق في مباراة ما قبل نهائي كأس ولي العهد، ناهض ناهض، مثل النص البابلي الصاعق..؟! ¿ والتعاطف الشامل مع النصر وعبدالعزيز الجبرين رغم كل ذلك جاء مزعنفا بالحذلقة الاتمانية التصويرية.. وموشى بالبديع البراني، ومحرشفا بطبقات أو رقائق الاستعارة والمجاز الخلقي، بل كان وميضا شذريا جارحا كرموش فاتنة.. أو ناضحا باللهب كسبيكة في مقلاة الشمس. ¿ وقدر النصر هو أن يكون ذلك التاريخ البطولي لكيان الشمس، وأن يقول كلمته غير تمام لكل ما سبق من بطولات، وقد كان ردحا من الزمان مرتعد الفرائص، باعجا أوزون الصورة الممسوخة عن واقعه وملامحه التعاملية البطولية، وناخسا طالعا وحظا حرونا. ¿ والآن أدرك النصر.. أن مجرد تأهله للسلام على سمو ولي العهد الأمين صوتا وشرفا مجلجلا يظفر به هو وشقيقه الاتحاد بفضل من جدارة مزدوجة، هتونها شاردة لا مقاييس أو معايير أو محكات تضبطها، فالحسم هو الرابض على أجنحة القلوب!! ¿ وكرة أو مجموعة كرات هي (مهر البطولة).. وهي تاج ترصع به الهامات وإكليل ينسجه مَنْ كتبت له البطولة جدارة وطالعا للذوات على الجباه!! ¿ والمناسبة.. رذاذ عالمي لسحابة مغدقة هتون وريحانة خاطر..! ٭ جدة.. جامعة الملك عبدالعزيز