أكد مختصون في مجال التكنولوجيا ونظم المعلومات ل «اليوم» أن خطوة صندوق الاستثمار السعودي في استثماره بصندوق التكنولوجيا في «سوفت بانك» يعد خطوة استباقية مبنية على إدراك مسبق ودراسات تؤكد مدى الجدوى الاقتصادية لمثل هذه الاستثمارات، مما يعطي مؤشر ثقة في الاستثمارات التي يقوم بها صندوق الاستثمار السعودي لاستباقه إحدى أهم شركات التكنولوجيا في العالم. في البداية أكد الدكتور هاني جحدلي أستاذ نظم معلومات ووكيل عمادة تقنية المعلومات برابغ في جامعة الملك عبدالعزيز إن استثمار ابل في صندوق «سوفت بانك» الذي يعتبر شراكة بين صندوق الاستثمارات السعودي وبين البنك الياباني يعتبر تدعيم الخطوة الايجابية التي استثمر بها صندوق الاستثمارات السعودي بمبلغ 45 مليارا والتي اعتبرها البعض مخاطرة للاستثمار كون قطاع التكنولوجيا في المجال العالمي متسارعا بشكل دوري، ويكاد يتغير كل 3 إلى 4 أشهر، ويتطور بشكل أو آخر، ووجود مثل هذه المبالغ الضخمة يسرع عملية تسارع التقنية وتغيير التقنية باستمرار وبالتالي يجب على القطاعات التقنية مواكبة هذا الاستثمار القوي، وترقية نفسها لمواكبة السوق ومواكبة التغيرات المستقبلية في هذا المجال، مبينا أن دخول شركة آبل للاستثمار في هذا الصندوق بعد استثمار الصندوق السعودي فيه يعطي ثقة في قرارات صندوق الاستثمار السعودي المستقبلية، والذي يؤكد رؤيته الاقتصادية الجيدة المبنية على إدراك مسبق ودراسات مؤكدة على مدى مثل هذه الاستثمارات وهذا يعطينا مؤشر ثقة في الاستثمارات التي يقوم بها صندوق الاستثمار السعودي لاستباقه إحدى أهم شركات التكنولوجيا في العالم مثل آبل العالمية. وفيما يخص الحصاد الاقتصادي لمثل هذه الاستثمارات أكد الجحدلي أن مثل هذه الاستثمارات لن تكون عوائدها بشكل قصير الاجل وإنما تمتاز مثل هذه الاستثمارات بحصادها على المدى البعيد، ودائما الاستثمار في مجال التكنولوجيا يكون قائدا لكل القطاعات الاخرى، ومجرد توجيه بوصلة الاستثمار نحو التكنولوجيا يعتبر خطوة متميزة وذكية تحسب للصندوق السعودي، والعائد على المجتمع سيكون على المدى الطويل إن شاء الله، موضحا تأثير الذكاء الاصطناعي على الثورة الصناعية وعلى توجه شركات الاستثمار الى الاستثمار في هذا المجال التابع لمجال تقنية المعلومات، وهو يختص بمحاكاة العقل البشري للآلة والذي يجعل الحاسوب يتصرف بذكاء بمنتهى الفاعلية، وستشمل تلك الاستثمارات مثل هذه المجالات والنابع من مجال التكنولوجيا مما ينعكس في النهاية على المجتمع ووجود تقنيات تسهل عمل الناس وتجعل الحياة العلمية والعملية أكثر سهولة وأكثر كفاءة، منوها بأن المجتمعات كاملة من ضمنها المجتمع السعودي أصبحت تعتمد بشكل كبير على التقنية ومن ضمنها تطبيقات الموبايل والمنصات الاجتماعية أو السوشيال ميديا، وأصبح الاستثمار مرتبطا بشكل كبير بأمور التقنية وبالتالي في حالة الاستثمار بالاقتصاد الرقمي سيعود بعوائد استثمارية كبيرة لأن المجتمعات متوجهة بشكل كبير على المنتجات الرقمية والتقنيات بمختلف أنواعها، مما يؤكد رؤية المملكة في التوجه نحو الصناعة، ونحو الاقتصاد الصناعي إلى جانب اقتصاد البترول والاقتصاد المعرفي، وتعزز هذه الخطوة مكانة المملكة العالمية كون مشاركتها في تعزيز التكنولوجيا في العالم تعزز مشاركتها في تطور ونمو الصناعة الوطنية. وأوضح الاستاذ المشارك في قسم تقنية المعلومات الدكتور أحمد برناوي أن الاستثمار في هذه الامكانيات سيؤدي إلى الكثير من الانعكاسات على الكثير من المستويات من ضمنها الاستفادة من التقنيات الحديثة، أو إطالة عمر التقنيات القائمة، وكذلك سيؤدي إلى اختفاء تقنيات سابقة لاستبدالها بتقنيات أكثر كفاءة وتطورا، مبينا أن التحدي الاكبر يتمثل في توجه مثل هذه الاستثمارات. وأشار برناوي الى أن الاستثمار في اقتصاديات التكنولوجيا يدعم الاقتصاد بشكل مباشر بعدة نواح منها زيادة مداخيل القطاع التقني وتعني زيادة مداخيل الاقتصاديات الحاضنة والمستثمرين الاجانب والشركات الوطنية، وكذلك تشغيل واستحداث الوظائف الجديدة، وبشكل غير مباشر فإن الاستثمار في التقنية يؤثر على الوسائل التقليدية في سير الاعمال وسعر الخدمات ودعم الاقتصاد المعرفي إضافة إلى ما يمثله تطور قطاع التكنولوجيا على الحياة بشكل عام. وقال برناوي فيما يتعلق بخطورة الاستثمار في المجال التكنولوجي: إن مثل هذه الاستثمارات الكبيرة في مجال التكنولوجيا غالبا ما تكون نسبة المخاطرة فيها من متوسطة إلى عالية، لأن نجاحها يرتبط بعدة عوامل ليست بالضرورة أن تتعلق بكفاءة المنتجات، فربما يكون هناك أفضل تقنية لكن تفشل لأسباب تنظيمية، أو ربما سياسية، فالمقابل قد يكون لديك تكنولوجيا بدائية وأقل تكلفة ولكن تنجح، كما أن المنافسة في السوق التكنولوجية والتقنية عالية جدا، وهي سوق سريعة التغير وكثيرة المزاجية والتقلبات، وعلميا دائما ما تكون ناجحة لأن العلوم تصب في المعرفة والحياة، كما أن الاستثمار في هذا المجال يدعم استقطاب المواهب والافكار التي تقوم على خدمة الاعمال وتوفير البنية الناجحة لتنمية هذه المنتجات عن طريق البحث العلمي والتطوير، مع وجود الاثار السلبية البسيطة والمتوقعة كالانطوائية، والامراض النفسية التي ظهرت مع ظهور وسائل التواصل الحديثة، وفقدان بعض الكفاءات المختلفة باستبدال الآلات مكان البشر، وذكر برناوي أن تحول شركة آبل من شركة يستثمر فيها إلى شركة تستثمر في الخارج، يعد تحولا قد يكون مهما في استراتيجيتها الاقتصادية، ويثير تساؤلا هل أبل تريد استقطاب التقنيات في مهدها الجديد أو رغبة الشركة في أن تكون مؤثرة على التقنيات المستقبلية، التي تكون خارج نطاق منافستها.