حينما تتولى الدفة الفنية لأحد الفرق العريقة، فلا بد لك وأن تعلم أن سقف الطموحات لدى مسؤوليه وعشاقه عال جدا، وأنك لن ترضيهم بمجرد تحقيق الانتصارات، دون تقديم ما يشفع لك بالبقاء، وهذا بالتحديد ما حدث مع المدرب الأوروجوياني جوستافو ماتوساس، الذي نجح في تحقيق (3) انتصارات من أصل أربعة لقاءات خاضها مع الفريق الهلالي في دوري جميل الممتاز، لكنه أقيل كون الأداء الفني المقدم لم يرتق لما يليق بزعيم الكرة السعودية. وعقب اعلان الإدارة الهلالية عن تعاقدها مع المدرب الأرجنتيني الشهير رامون دياز، تعالت الأصوات ما بين مؤيد لهذا التعاقد وما بين معارض، فقد كان البعض يرى بأنه أفضل من قد يعيد الزعيم لتقديم كرته الهجومية المعروفة عنه، فيما رأى البعض الآخر بأن أساليبه الفنية لا تتناسب بشكل او بآخر مع إمكانيات الفريق ولاعبيه. استلم دياز المهام الفنية للأزرق، الذي افتقد الكثير من بريقه، لكن البداية رسمت الكثير من الشكوك حوله، حيث تعرض لخسارة مؤلمة على أرضه وبين جماهيره بهدفين نظيفين أمام الاتحاد العنيد. لم تهز هذه الخسارة ثقة رامون بقدرته على تغيير شكل الفريق الهلالي، فواصل عمله المكثف، وبدأت بعض الملامح في الظهور خلال الانتصارين الصعبين اللذين حققهما على كل من الفتح والرائد، ليصل للاختبار الأهم والأصعب، حينما التقى بالأهلي على أرض الجوهرة المشعة، وعندها ظهر بكل وضوح ما يمكن للزعيم تقديمه، حينما تجاوز قلعة الكؤوس بهدفين لهدف، تحت قيادة الخبير الأرجنتيني، الذي يعشق الكرة الهجومية، كيف لا، وقد كان هدافا بارعا، لكافة الفرق التي لعب ضمن صفوفها. ولاحقا، أظهر دياز مزيدا من أساليبه الهجومية، فتغلب على الشباب بثلاثية نظيفة، قبل أن يكتسح الوحدة بسداسية ساحقة، لكن قطار انتصاراته توقف اضطراريا في محطة غريمه التقليدي النصر، الذي نجح في اقتناص تعادلا هاما، رغم الأفضلية الزرقاء. أما في مباراة الجولة الأخيرة من دوري جميل الممتاز، والتي جمعته بالباطن، فقد أظهر الأرجنتيني مدى قدرته على التعامل مع مختلف الظروف، حيث لم تمنعه صعوبة أرضية ملعب الباطن، واللعب منقوصا لما يقارب ال (70) دقيقة، من التغلب على مضيفه بهدفين نظيفين، معلنا عن تمسكه الشديد بالصدارة، حيث رفع رصيده إلى (34) نقطة، عقب أن حقق انتصاره السادس خلال (8) لقاءات، في مقابل الخسارة في لقاء والتعادل في لقاء اخر. النجاح في كل هذه الاختبارات، والتي كان بعضها صعبا للغاية، جعل من عشاق الزعيم يؤمنون بالقدرات الكبيرة التي يمتلكها دياز، حتى بات هنالك اجماع تام بينهم، على أن هذا الأرجنتيني هو الشخص الأقدر على إعادة رونق الهلال وجماله المفقود خلال المرحلة المقبلة.