قياس نجاح عمل العلاقات العامة في أية إدارة أو منظمة لا يقاس بمدى إنتاجية العمل بقدر ما يقاس بمدى أهمية ذلك العمل. دعونا نقس مستوى فاعلية نشاط أقسام العلاقات العامة داخل أية إدارة على أساس رغبة الجمهور «المتلقي» لا على رغبة الإدارة «المرسل» كعناصر تبادلية في العملية الاتصالية التي تُقوي عمل العلاقات العامة. لو ننظر للجانب الإداري فمع الأسف العديد من مديري العلاقات العامة يهمهم فقط المسمى الوظيفي الذي يوكلون فيه دون أن يراعوا عمل ذلك المسمى، لنعترف بأن معظم من يمارسون عمل العلاقات العامة كمديرين، غير متخصصين ولا مؤهلين بالفعل لإدارة العلاقات العامة داخل الجهة التي يعملون فيها، حتى أنهم لا يدركون معنى الكيفية للتخطيط الناجح الذي يضمن إبراز الصورة الذهنية للمجتمع الخارجي عن الدائرة التي يعملون فيها. لذلك فإن فهم واستيعاب المفهوم والوظائف، والعمل على بناء الشراكات والعلاقات الإعلامية، وإدارة الفعاليات والمناسبات وتحرير البيانات والأخبار والتعامل مع وسائل الإعلام ومنصات الإعلام الاجتماعي بجانب التوثيق والتصوير، من أبرز قائمة الأعمال التي يجب أن تُراعى من قبل إدارة العلاقات العامة بشكل منظم وفاعل، يليها إتاحة الفرصة للموظفين داخل تلك الجهة بوضع وطرح مقترحاتهم وخططهم التي يمكن أن يسهم التركيز عليها في تطوير إدارة العمل، وإبراز ما تغفل عنه إدارة العلاقات العامة داخل تلك الجهة. على الجانب الاجتماعي يمكننا أن نطرح الأسئلة التالية: هل بالفعل تمكنت أقسام العلاقات العامة على المستوى العام من التأثير على فئات المجتمع؟ وهل نجحت الخطط التي تعدها تلك الأقسام في معظم الجهات من إشباع رغبات الجمهور المستهدف؟ وإلى أي مدى ساعدت تلك الخطط في تمكين عمل إدارة الجهة أمام المجتمع؟ تلك الأسئلة وغيرها الكثير هي أسئلة تراود من يهتمون فعلا بالحصول على مخرج النجاح لفعالية عمل العلاقات العامة دون غيرهم، ولكن لا يمكن أن نجزم بأن المجتمع يعي فعلا فاعلية الدور الذي تقوم به الجهة ما لم تسع تلك الجهة إلى إبراز ما لديها بطريقة مقننة وواضحة تستهدف أقل عدد بأدق استراتيجية، لضمان النجاح الحقيقي لتقييم وضع العلاقات العامة.