استأنف ملتقى الباحة للإعلام صباح أمس، أعماله بعقد جلسة تناولت دور الإعلام في طرح قضايا المجتمع، أدارتها مها السراج، وشارك فيها كل من الكاتبتين الصحافيتين إيمان العقيل وسمر المقرن ومديرة الإصدارات الخاصة بمؤسسة عكاظ الصحافية منال فيصل الشريف. وتناولت العقيل في ورقتها التي حملت عنوان "دور الإعلام في تنمية المرأة"، الجهود الإعلامية القائمة على التخطيط العلمي في استثمار عناصر العملية الاتصالية بشكلٍ فعّال غايتها تنمية المرأة في المجتمع السعودي اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، مشيرة إلى أن عملية التخطيط تتطلب مستويين الأول التخطيط الشمولي العام، والآخر المخطط الإعلامي، بحيث يقوم المخطط الإعلامي بتحويل الخطط الشمولية في المستوى الأول إلى خطة مبرمجة تحقق أهداف الخطة العامة من البعد الإعلامي. وبينت أن ذلك يؤكد الدور المتبادل بين المؤسسة الإعلامية ومؤسسات المجتمع الأخرى في تيسير وتجسير الدور التنموي للمرأة في المجتمع السعودي، فالإعلام لا يمكن يضطلع برسائل اتصالية تجاه المرأة فقط من دون أن تتهيأ مؤسسات المجتمع وشرائحه لهذا التغيير المنشود للمرأة؛ ومن ذلك أن تتضمن خطة الإعلام رسائل موجهة للمؤسسات ذات العلاقة بحراك المرأة التنموي، وتفعيل برامج ورسائل إعلامية توضح المطلوب منها لتعزيز مشاركة المرأة المجتمعية، وهذا الدور التكاملي والتفاعلي هو العامل المساعد في نجاح تنمية المجتمع عموماً والمرأة خصوصا. وأكدت العقيل أن دور الإعلام في تنمية المرأة مفهوم يقوم على عملية إيصال الرسالة التنموية من خلال وسائل الإعلام بأسلوب جذاب مقنع، متتبعة في ذلك دراسة وتفسير هذا المفهوم باستخدام نموذج العملية الاتصالية بعناصرها الستة، نظراً إلى ملائمة هذا النموذج لطبيعة الموضوع وللوصول إلى نتائج محددة. وأبرزت الكاتبة المقرن في ورقتها: "دور الإعلام البديل في إظهار مثقفات وإعلاميات جديدات"، عدداً من النماذج النسوية التي كان للإعلام الجديد دور في إبرازهن، مشيرة إلى ايجابيات وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز البناء الشخصي والذاتي، ونقل المجتمع نوعياً على الصعيد الاجتماعي والثقافي وتبادل المعلومات، وإبراز هوية المجتمع السعودي. فيما تناولت الشريف في ورقتها "النشر المتخصص والدور التنموي للإعلام"، نشأة الإصدارات والملاحق الخاصة في الصحف السعودية التي لا يزيد عمرها على 15 عاماً، في حين أن ملاحق المناسبات والأحداث المهمة في البلاد سبقتها بسنوات عدة، مستعرضة حجم التنافس الذي وصلت إليه الإصدارات والملاحق بين الصحف السعودية، نظراً لما تحققه من عوائد مجزية للصحيفة. وأكدت أن للنشر المتخصص رؤية ورسالة خاصة في فتح آفاق لمشاريع إعلامية ضخمة، وصناعة رؤى تحريرية جديدة لنشر مطبوعات متخصصة ورقية وإلكترونية، تصدر عن مؤسسات إعلامية تستهدف جهات عالمية ومحلية، وتعمل على تقديم فلسفة جديدة للنشر المتخصص لتطوير النشر وتنفيذه بتقنية عالية الجودة وطرق إبداعية مبتكرة، مبرزة أهمية النشر المتخصص في تقديم المعلومات ومناقشتها بالتفصيل سواءً كانت أخباراً أو تغطيات أو استطلاعات بطريقة أكثر شمولية. ورأت الشريف أن الصحافي الذي يعمل في النشر المتخصص لابد أن يكون مهني من الدرجة الأولى، ويملك الخبرة الكافية في كتابة المواد التحريرية وصياغتها، ومتابعاً للأحداث، في سبيل تقديم المعلومة الصحيحة والشاملة، فضلاً عن وجود مندوب إعلاني متخصص. وفي السياق ذاته، نظم الملتقى ورشتي عمل، قدم أولاها الأستاذ المشارك بقسم الإعلام في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسان عمر بصفر بعنوان: "الناطقون الإعلاميون والمتحدثون الرسميون"، للتعريف بدور الناطق الإعلامي وكيفية الارتقاء بمهامه مع وسائل الإعلام والمجتمع، فيما شهدت الثانية التي قدمتها مستشارة التخطيط الإستراتيجي الدكتورة نوف الغامدي بعنوان "التخطيط الإستراتيجي"، إبراز العديد من الأمور المتعلقة بالتخطيط الهادف على المدى الطويل.