تشكل الثقافة وعي وفكرالمجتمعات، وهي وإن كانت كفكرة لم يتحدد معناها اللغوي، إلا أن مفهومها يكاد يكون معروفا، فمنذ أن وضع لها الإنسان تلك التسمية أدرك أهميتها ودورها في تنمية المجتمع من خلال فعالية أفراده. فتلك الفعالية، لها جانبها الديناميكي الذي تبرز آثاره واضحة في كل جوانب النشاط الإنساني وغيرها، إذ إنه من المستحيل أن تزدهر حضارة ما بدون ثقافة، والثقافة بهذا المفهوم لا تعني الجمود ولكنها تتطور أي أنها في صيرورة دائمة وتخضع دائما لمقتضيات التطور في بعض جوانبها.. من هذا المنطلق، شهدت المملكة خلال الأيام القليلة الماضية زخما ثقافيا تمثل في مظاهر عديدة وفاعلة، تؤكد على أن الثقافة أضحت في دائرة واسعة من الاهتمامات، بدءا من القمة التي تمثلت في خادم الحرمين الشريفين والذي عايش وتفاعل وتواصل مع الثقافة والمثقفين في المملكة، بل وأنشأ العديد من المؤسسات الثقافية التي لعبت وتلعب دورا هاما في الحراك الثقافي في المملكة، وكان افتتاح الملك سلمان - حفظه الله- لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي الذي يمثل ظاهرة ثقافية تتخطى المحلية إلى العالمية مشهدا مضيئا، يؤكد على أن الثقافة أضحت كيانا له حضوره في رؤية 2030 التي تضمنت ضمن خططها العديد من الجوانب التي تسهم في تفعيل الحراك الثقافي عبر إنشاء متاحف وهيئات ثقافية وحراك فكري وثقافي يتضمن العديد من الطموحات. ولعل من مظاهر الاهتمام بالثقافة، والذي تجلى واضحا عبر العديد من الفعاليات والزيارات واللقاءات، ما شهدته الرياض على مدى أربعة أيام مضت، عبر مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس، والذي تضمن أكثر من 69 ورقة عمل، تناولت جوانب عديدة من فنون الأدب والفنون وتقييم دور المؤسسات الثقافية، وشارك فيها مثقفون وأدباء ومفكرون وأكاديميون من الجنسين. كما شهد افتتاح المؤتمر مشهدا جليا تجلى في تكريم 13 شاعرا وشاعرة ممن أثروا الساحة بإبداعاتهم التي نشرت قبل عام 1400هجرية، كما كرمت مجلات وديوانيات ثقافية كان لها دورها الفاعل وما زال. ومن مؤتمر الأدباء إلى زيارة وزير الثقافة والإعلام لجهات ثقافية في المنطقة الشرقية، التي ربما لم تحظ منذ زمن بمثل تلك الزيارة، والتي تعيش حالة من السمو والبهجة بزيارة خادم الحرمين الشريفين، وافتتاحه العديد من المشروعات المستقبلية. فقد زار الوزير فرع وزارة الثقافة والإعلام في المنطقة الشرقية، والتقى خلال الزيارة برؤساء الإدارات والأقسام وموظفي الفرع، واطلع على سير العمل في الفرع، كما أطلعهم على البرامج والأنظمة الإلكترونية التي أطلقتها الوزارة مؤخرا، إضافة إلى المشاريع والمبادرات وخطط التطوير التي تقوم بها الوزارة. بعد ذلك زار مجمع تلفزيون الدمام، واجتمع الوزير بموظفي التلفزيون واطلع على سير العمل، وتحدث معهم عن المشاريع والمبادرات وخطط التطوير التي تقوم بها الوزارة. وكانت زيارة وزير الثقافة والإعلام لفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام تلك التي تفقد خلالها أقسام الجمعية وإصداراتها الثقافية المختلفة ملمحا ثقافيا هاما. كما كان للقائه بعدد من منسوبي الجمعية من مثقفين وفنانين وأدباء وشعراء أثر إيجابي، إذ عبر خلال اللقاء عن سعادته بزيارة الجمعية والاجتماع بنخبها المثقفة، وتحدث عن مشاركة الوزارة في رؤية المملكة «2030» والمبادرات التي أطلقتها الوزارة للإسهام في رؤية المملكة، التي تضمنت إنشاء هيئة الثقافة ودورها في صنع المستقبل الثقافي للمملكة، وفق الضوابط الشرعية والتقاليد الاجتماعية، والمجمع الملكي للفنون الذي يضم مسرحا وطنيا ومعرضا تشكيليا وطنيا واوركسترا سعودية تجسد الفلكلور السعودي في جميع مناطق المملكة، بالإضافة إلى مبادرة المملكة العربية السعودية التي تهدف إلى إظهار الصورة الحقيقية لها. ولعل هذا الزخم إضافة إلى ما سيكون في المستقبل ما يؤكد على أن هناك مساحة واسعة وفاعلة للثقافة في رؤية 2030 التي ينتظر الجميع تحققها واكتمالها.