هذا الأسبوع، تتطلَّع دول مجلس التعاون الخليجي إلى القمة ال 37 لملوك وأمراء دول الخليج السِّت المكوِّنة للمجلس. ستة وثلاثون اجتماعاً عَقَدَها القادة الخليجيون. وعند كل قِمَّة نتطلَّع إلى اتفاق يغيِّر واقعنا السياسي والاقتصادي.. ولكنَّنا نحن شعوب دول المجلس نقف مدهوشين بل مشدوهين بأنَّ لا قرار استراتيجي يؤثِّر في مسيرة حياتنا. صحيح أنَّ المجلس وقف صامداً في وجه اجتياح الكويت وردَّ العدوان مدحوراً، ووقف المجلس تضامناً مع سلطنة عُمان فقرَّر إعانتها حتى يتعافى اقتصادها ولكن هذا وحده لا يكفي لحماية بلداننا ولتوحيد برامجنا الاقتصادية. كما وأنَّ مجالات التعليم لم تتأثَّر بقيام المجلس فكل دولة تنكفئ على نفسها في صياغة مناهجها الدراسية، والطُّلاب من كل دولة هم طلاب أجانب في الدولة الأخرى وخاصة التعليم الجامعي. كتَّابنا ومفكرونا -أغلبهم - يدعون إلى اجتراح سياسات تكامليَّة في جميع المجالات تؤدي إلى وحدة.. وهذا أتمناه شخصياً. كتَّابنا يتحدَّثون عن تجارب وحدويَّة ناجحة على المستوى الدولي مثل الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدةالأمريكية.. ولكنِّي أدعو إلى تأمُّل ما جرى على أرضنا العربية من تجارب ناجحة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي حقَّقت وحدة (إندماجية) على الأرض وبين العباد وراح حكَّامها منذ التوحيد قبل ثمانين عاماً يعملون لصالح الإنسان (المواطن) في جوٍّ وحدوي يراعي قواعد العدل، ويسعى لزيادة رفاه المواطن الذي هو مصدر التنمية وإليه يرجع مردودها. وحدث عن دولة الإمارات العربية المتحدة والتي قامت قبل خمسة وأربعين عاماً. تسامح وألفة ومودَّة بين الناس، وتنمية اقتصادية ووحدة سياسية. ولعلِّي هنا أترك لقلمي حريَّته في تسجيل الإعجاب والتقدير للاتحاد الماليزي. إنَّ وحدة شعوبنا (لغة، دين، تاريخ، وصلات رحم وقرابة، وحاضر ومستقبل) تدعو قادتنا وحكَّامنا إلى الانتقال بالمجلس من التعاون إلى الاتحاد والاستجابة لتطلُّعات الشعوب التي تولِّد القدرة على مواجهة التَّحدِّيات. إنَّنا نتطلَّع إلى اتحاد يعمل لصالح شعوب دولنا ويفتح ذراعيه للأشقاء العرب، سيَّما وأنَّنا مع إخوتنا العرب نتربَّع على قمة التعاون والتآزر وهذا واجبنا. إنَّ العصر عصر تجمعات إقليميَّة تحمي مصالحها وتصون حقوق الآخرين. ونحن في شرق العالم العربي (دول الخليج) تربَّينا على هذا المبدأ فيما بيننا ومع (غيرنا).. سواءً كان هذا الغير عربياً أو مسلماً أو دولياً. وفي هذا الإطار فإنَّنا لا نفرِّط بحقوقنا، ولا بحقوق أمتنا العربية والإسلامية. هي دعوة أُطلِقُها إلى مقام قادتنا وزعمائنا بأن يقيموا (اتحاد دول الخليج العربية) التي تسعى إلى العدل، وتحقيق الرفاهية، وحماية الجار وصيانة حقوق الإنسان. فمن بلادنا انطلقت دعوة المساواة والتسامح، دعوة الإسلام.