دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو امس الجمعة إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا ووصف الوضع في حلب بالخطير. وأكد أن بشار الأسد لا يصلح للحكم. وردا على سؤال عن الأسد في مؤتمر صحفي ببيروت أعلن تشاووش أوغلو أن الأسد مسؤول عن مقتل 600 ألف شخص، وأن من له سجل مثل هذا لا ينبغي أن يحكم دولة. وفي السياق أفادت مصادر إعلامية إيرانية بمقتل قائد ميداني إيراني خلال معارك في مدينة حلب السورية التي تتعرض لأحد أكثر الهجمات ضراوة منذ سيطرة المعارضة المسلحة على الجزء الشرقي منها في 2012. ونقلت شبكة شام الإخبارية السورية عن بعض تلك المصادر أن القتيل ضابط في الحرس الثوري من مدينة مشهد شمال شرقي إيران، ويدعى حسين محرابي. ويعتقد أن محرابي لقي مصرعه في المواجهات التي تدور منذ أيام بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام المدعومة بوحدات من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني ومليشيات أفغانية وعراقية، إضافة إلى لواء القدس الفلسطيني وفقا لما نقلته «الجزيرة نت». وزيادة على الحرس الثوري، تقاتل وحدات من القوات النظامية الإيرانية إلى جانب قوات النظام، كما أن هناك مستشارين عسكريين إيرانيين في سوريا. ومؤخرا، أكد رئيس مؤسسة «الشهداء وقدامى المحاربين» الإيرانية محمد علي شهيدي محلاتي أن عدد القتلى الإيرانيين في سوريا تجاوز الألف منذ تدخل إيران عسكريا في الصراع الدائر هناك، ويعتقد أن ميليشيا حزب الله اللبناني والمليشيات العراقية والأفغانية وغيرها تكبدوا أيضا خسائر كبيرة. الى ذلك دعت أكثر من 200 منظمة من منظمات المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم إلى اتخاذ إجراءات طارئة لوضع حد لتصاعد أعمال العنف في سوريا، وسط حالة الجمود التي وصلت إليها الأمور في مجلس الامن الدولي بشأن تلك الدولة التي مزقتها الحرب. وحثت المنظمات الجمعية العامة للأمم المتحدة، البالغ عدد اعضائها 193 عضوا، لاستدعاء القرار الأممي رقم 1950 الذي يسمح لعدد اكبر من الدول الاعضاء بالتدخل. من جهة أخرى كشفت صحيفة فايننشال تايمز عن أن المعارضة السورية تجري محادثات سرية مع روسيا في العاصمة التركية أنقرة لإنهاء القتال في حلب. ونقل تقرير للصحيفة عن بعض الشخصيات في المعارضة السورية قولها إن تركيا تقوم بدور الوسيط في المحادثات الجارية مع موسكو. وقالت إحدى الشخصيات، التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها، إن الروس والأتراك يتباحثون الآن دون الولاياتالمتحدة، وواشنطن خارج المحادثات تماما ولا تعرف حتى ما يجري في أنقرة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتباحث فيها الروس مع ممثلين للمعارضة، ومع ذلك قالت بعض المصادر المطلعة على المحادثات إنها المرة الأولى التي يشارك فيها عدد كبير من فصائل المعارضة. وعلى صعيد متصل قالت وكالة الأنباء الألمانية إن جيش نظام الأسد نشر الخميس المئات من جنوده لاستعادة الاحياء الاكثر اكتظاظا بالسكان في شرق حلب وتسريع سقوطها، فيما اقترحت روسيا اقامة اربعة ممرات انسانية لادخال مساعدات الى هذه الاحياء واجلاء جرحى. واوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام المدعومة بمقاتلين اجانب باتت تسيطر على 40% من شرق حلب بعد 15 يوما على بدء هجوم واسع لاستعادة كامل ثاني مدن سوريا. واضاف ان قوات النظام تستخدم الغارات الجوية والبراميل المتفجرة والقصف المدفعي في حملتها ما دفع نحو 50 الف شخص الى الفرار الى الاحياء الغربية من المدينة. واوضح المرصد ان عاصفة شديدة ضربت مدينة حلب ما قلل من حركة النازحين للخروج من احيائها الشرقية. وتراجع قصف الطيران الخميس بعكس المعارك على الارض التي تواصلت بشدة، حسب المرصد ومراسل فرانس برس في شرقي حلب. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن:«يعمل النظام على تضييق الخناق على ما تبقى من قسم حلب الشرقي الذي ما زال تحت سيطرة المعارضة»، مضيفا ان قوات النظام بعد سيطرتها على شمال شرق المدينة، باتت تتقدم «شرقا في محيط كرم الجزماتي وجنوبا» في حي الشيخ سعيد الشاسع المساحة.