تقترب الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة في حلب من الكارثة الإنسانية، فيما تعيش المدينة موتا بطيئا، إذ يعاني نحو مليوني شخص من انقطاع المياه بعد أن قصفت قوات النظام إحدى محطات الضخ، حسبما أعلنت الأممالمتحدة. وتعرضت الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة لغارات عنيفة وقصف مدفعي مركز لليوم الخامس على التوالي منذ انهيار الهدنة، فيما تسعى قوات الأسد مدعومة بالميليشيات الإيرانية وحزب الله لاستعادة السيطرة على بعض الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة. فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 45 مدنيا على الأقل، بينهم عشرة أطفال وأربع نساء، قتلوا أمس (السبت) - وفق المرصد السوري - في أحياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، التي استمرت لليوم الخامس على التوالي عرضة لغارات جوية كثيفة يشنها النظام وروسيا بعد فشل المحادثات الأمريكية الروسية في إرساء هدنة في البلاد. وأعلنت الأممالمتحدة أن مليوني شخص تقريبا يعانون من انقطاع المياه في حلب، بعد أن قصفت قوات النظام إحدى محطات الضخ. وقامت الفصائل المقاتلة بوقف العمل في محطة أخرى تضخ نحو الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، انتقاما.وبات متطوعو «الخوذات البيضاء»، الدفاع المدني في حلب الشرقية، مع كثافة الغارات عاجزين عن التحرك خصوصا بعدما استهدفت الغارات صباحا مركزين تابعين لهم، ولم يتبق لهم سوى سيارتين للإسعاف، وعن أشلاء بشرية على الأرض وبرك من الدم، بينما اكتظت العيادات بأعداد كبيرة من الجرحى، وتجد سيارات الإسعاف صعوبة في التحرك بسبب نقص المحروقات والركام المتناثر على الأرض الذي فصل الأحياء عن بعضها وجعل بعض الطرق غير سالكة.وتحدث سكان وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن «صواريخ جديدة» تسقط على حلب وتتسبب بما يشبه «الهزة الأرضية».وقال مراسل فرانس برس إن تأثيرها مدمر، إذ تتسبب بتسوية الأبنية بالأرض وبحفر كبيرة «بعمق خمسة أمتار تقريبا» شاهدها في بعض أماكن سقوط الصواريخ.إلى ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن قافلة مساعدات إنسانية تضم 36 شاحنة تمكنت السبت من دخول حي الوعر الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في حمص.وأوردت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف» أن «الغارات العنيفة ألحقت أضرارا بمحطة باب النيرب لضخ المياه التي تزود نحو 250 ألف شخص بالمياه في المناطق الشرقية في حلب»، مضيفة أن أعمال العنف تحول دون وصول فرق الصيانة إلى المحطة.من جهة ثانية، توقفت اجتماعات مجموعة الدعم المتعلقة بالشأن السوري، بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده لا تنظر بجدية لوقف إطلاق النار في حلب، وسط تراخي المجتمع الدولي للعمل بشكل يضمن وقف مجازر النظام في حلب وإدلب.وأفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل ما لا يقل عن أربعة عسكريين إيرانيين في سورية، بينهم القائد العسكري لميليشيات «عصائب أهل الحق» العراقية، وذلك خلال مواجهات مع فصائل المعارضة السورية في حلب.في غضون ذلك، أقرت مواقع إيرانية بمقتل محمد باقر سليماني، القائد العسكري فيما يسمى ب«عصائب أهل الحق» الشيعية العراقية، وهو المقرب من قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في معارك عنيفة الجمعة، دارت مع المعارضة السورية في مدينة حلب.ويأتي سقوط باقر، في الوقت الذي تتعاظم الخسائر الإيرانية في سورية، فضلا عن سقوط العديد من عناصر حزب الله اللبناني الإرهابي في الآونة الأخيرة.وفي السياق نفسه، عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس عن صدمته الشديدة إزاء التصعيد العسكري «المروع» في مدينة حلب منذ إعلان الجيش السوري عن بدء هجومه قبل يومين.وحذر بان كي مون من أن استخدام قنابل حارقة وذخائر أخرى متطورة ضد المدنيين «قد يرقى إلى جرائم حرب».