اعلن الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الخميس انه اختار الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس وزيرا للدفاع في ادارته الجديدة وذلك خلال أول تجمع له في إطار جولة الشكر التي يقوم بها في عدد من الولايات الأميركية بعد انتخابه رئيسا. وجاء هذا الاعلان بعد ايام من المشاورات التي يجريها الملياردير (70 عاما) لتشكيل ادارته الجديدة. وقال ترامب وسط صيحات الابتهاج بين انصاره في سينسيناتي باهايو "سنعين +الكلب المجنون+ ماتيس وزيرا للدفاع"، في اشارة الى لقب الجنرال المتقاعد في قوات مشاة البحرية (المارينز) الذي رأس القيادة الاميركية الوسطى التي اشرفت على القوات الاميركية في العراق وافغانستان. وقال "انه الافضل. هم (الجنرالات الآخرون) يقولون إنه الأقرب إلى الجنرال جورج باتون" في إشارة إلى القائد العسكري الذي برز خلال الحرب العالمية الثانية. وسيحتاج ماتيس الى موافقة مجلس الشيوخ واستثناء خاص من قانون يحظر على جنرالات متقاعدين تولي منصب وزارة الدفاع لمدة سبع سنوات بعد تقاعدهم. واعربت العضو الديموقراطية في مجلس الشيوخ كريستين غيلبراند عن معارضتها لمنحه الاستثناء. وقالت في تغريدة من نيويورك ان "السلطة المدنية على جيشنا هي مبدأ اساسي من مبادئ الديموقراطية الاميركية". ويحيط ترامب نفسه بشخصيات عسكرية حيث اختار الجنرال المتقاعد مايكل فلين مستشارا للامن القومي ويدرس تعيين الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس وزيرا للخارجية، وهو ما اثار مخاوف بعض المراقبين الذين اشاروا الى ان الحكومات الاميركية تتالف من مدنيين عادة. واشاد ادم شيف النائب الديموقراطي البارز في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، ب"معرفة وخبرة وقيادة" ماتيس، الا انه اعرب كذلك عن مخاوفه من ان يشكل تعيينه سابقة. واضاف ان "هذا القلق سيزداد في حال رشح الرئيس المنتخب مزيدا من الشخصيات العسكرية لتولي مناصب عليا في القيادة المدنية في ادارته". * "لا خيار" سوى توحيد البلاد -في مستهل كلمته وجه ترامب نداءات لتوحيد ما قال انه "بلد مقسم جدا"، رافضا "التعصب والانحياز بكافة اشكاله". وقال ان الاميركيين "سيتوحدون - ليس امامنا خيار اخر، علينا ان نتوحد". وبالنسبة للاقتصاد قال ان "الاميركيين سيكونون قادة مصيرهم مرة اخرى". حتى انه تعهد بمحاولة العمل مع الديموقراطيين لانهاء الجمود في الكونغرس. الا ان قطب العقارات الذي تغلب على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون الشهر الماضي وفاز بالرئاسة، عاد الى لهجته القاسية التي شابت حملته الانتخابية واثارت الجدل ولكن حققت له النصر في النهاية. وشن هجوما على الاعلام الاميركي "غير النزيه مطلقا" كما انتقد الهجرة غير الشرعية وبرنامج اللاجئين في البلاد، وسخر من منتقديه وتعهد ب"تجفيف مستنقع" المؤسسة السياسية في واشنطن. وتحول خطابه الى الارتجال في بداية ما وصفه فريقه ب"حملة الشكر" التي ستحمله الى العديد من الولايات التي شكلت ارض معركة سياسية ومن بينها اوهايو التي كانت اكثر الولايات تارجحا. وقال الرئيس المنتخب الشعبوي "احبك يا اوهايو" وسط صيحات ابتهاج انصاره الذين ملأوا تقريبا نصف ملعب "يو اس بانك ارينا" الذي يتسع لنحو 17 الف شخص. وترامب الذي وعد قبل انتخابه بالحفاظ على وظائف العمال ضمن نطاق الأراضي الأميركية، اختار زيارة مصنع كاريير الذي بات رمزا للسياسة المناهضة لانتقال المؤسسات الى الخارج التي ينوي الرئيس المنتخب اعتمادها بمساعدة وزيري المال والتجارة اللذين عينهما في الساعات الماضية. وقال ترامب "لن تواصل الشركات مغادرة الولاياتالمتحدة من دون أن تكون هناك عواقب. لقد انتهى ذلك. لقد انتهى". وجعل ترامب من هذا المصنع رمزا منذ ان اعلنت شركة كاريير التخلي عن نقل المصنع الذي يعمل فيه الف شخص الى المكسيك مؤكدة في تغريدة انها "ابرمت اتفاقا مع الرئيس المنتخب". واوضحت شركة كاريير في بيان ان "الحوافز التي اقترحتها ولاية (انديانا) كان لها دور مهم" في قرارها. وحصلت الشركة المتفرعة عن المجموعة العملاقة "يونايتد تكنولوجيز" خصوصا على امتيازات ضريبية بقيمة سبعة ملايين دولار على عشر سنوات، بحسب وسائل اعلام اميركية. وقال في سينسيناتي "ما حدث اليوم في انديانا سنطبقه على جميع انحاء البلاد". وتجنب البيت الابيض انتقاد ما فعله ترامب، وقال ان الحفاظ على الوظائف امر جيد الا انه اعرب عن تشكيكه في استراتيجية الحفاظ على الوظائف من خلال التفاوض مع كل شركة على حدة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست ان "ترامب سيتعين عليه ان يصدر 804 اعلانات اخرى مثل هذه للحفاظ على الوظائف في قطاع التصنيع التي تم استحداثها في البلاد تحت رئاسة الرئيس (باراك) اوباما".