تتنافس الجهات الخيرية ويقل تناقل المعلومات وطرق النجاح فيما بينها، مما جعل بعضها يتأخر في التقدم وفي تحقيق نجاحات سريعة تحسب لها؛ وتعتمد بعض جهات القطاع الثالث على التعتيم الإعلامي فيما تقوم به من إنجازات، وتحاول إظهار الإنجاز النهائي فقط. وفي هذا السياق، قال مدير مركز حي الجامعة بالظهران، عبدالكريم باعبدالله ل«اليوم»: إن لدى بعض جهات القطاع الثالث من النجاحات والتميز في عملها، ما يفوق جهات أخرى مماثلة لها؛ ولكي نعمم هذه النجاحات وتصبح في متناول جميع الجهات الأخرى فلا بد من عقد اجتماعات مخصصة، وتكشف فيها الأوراق المتعلقة بكل نجاح، ورفع التحفّظات عن منحها للآخرين التي تنشأ عادةً في أجواء المنافسة والأنانية وضعف المبادرة؛ وعرض السبل العملية والخطوات التي قادت الجهة فيما نجحت فيه من تنمية، مشيراً إلى أننا لن نتمكن من تعميم هذه النجاحات بمجرد التواصل عبر الملتقيات والاجتماعات التي نقضي بها الساعات، دونما مراعاة للفروق الفردية بين الجهات ومدى قدرتها على تحويل التوصيات الختامية، فتبقى معظم الجهات عاجزة عن تحقيقها فاقدة لمفاتيح الانطلاق، المفتاح هو بكشف الأوراق والمبادرة بمنح الإنجاز للآخرين خطوة بخطوة في الميدان بلا تحفّظ أو تردد؛ ليعمّ الخير ويسود النجاح بين الجميع. من جانبه قال عضو مجلس إدارة اللجنة الاجتماعية بأم الساهك، فيصل الخالدي: إن العمل الخيري بحمد الله في منطقتنا الشرقية مر بمحطات وقفزات في الممارسة التطويرية في المنظومة المؤسسية للقطاع الخيري، بالإضافة إلى الفرص والمخاطر وتمتد منذ قرابة العقد والنصف وزيادة لا سيما مع التقنية الحديثة وإلا فإنه يمتد أكثر من ذلك على تفاوت في النسبة والمعطيات وهذا أمر ملموس، وإدراكا لهذا الجانب المشرق نجد اللقاء السنوي للجهات الخيرية تحت رعاية صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية، والذي سيكون في عامه الرابع عشر لعام 1438ه بمشيئة الله، موضحاً أن كل هذا وغيره من الممارسات الناجحة تسعى للارتقاء مع التطوير المستمر في منظومة العمل الخيري. فيما قال مدير مركز حي الحزام الذهبي الاجتماعي بالخبر، نايف الهدي: تبادل الخبرات أمر مهم جداً، وخصوصاً أنه يختصر كثيراً من الوقت ويخفض التكاليف وربما يكون من أسرع الوسائل للوصول للهدف المنشود، وديننا الحنيف حثنا على ذلك، وشجع عليه بل جعل ذلك منهجاً نبوياً واضحاً، يجري أجره للإنسان حتى بعد موته، ويدل على ذلك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة» وهذا من الأوقاف المغفول عنها، مضيفاً: إن أكثر الجهات التي لديها غموض تريد أن تتميز وتسبق المنافسين حتى تكون الساحة لها، وهذا أمر خطير من جهتين، الأولى: تقليص نشر الخير وهذا مخالف للسنة، والثانية: ربما تدعو للجمود في الجمعية وذلك لنظرتها أنها دائماً في الصدارة، على خلاف لو شعرت بأن الغير بدأ بتنفيذ ما نفذته؛ لذلك ستضع أمام عينها سؤالًا ما هو المميز لدينا الآن، فتبدأ بالتخطيط والتجديد المستمر، مشيراً الى أن من تصور هذه المخاطر سيغير نظرته في سياسة الباب المفتوح.