سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الراجحي: برنامج «الخير الشامل» مصدر ثقة واطمئنان وجسر من التواصل مع المتبرعين «وعاء إلكتروني» يجمع الجهات الخيرية في «بوابة واحدة» تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية
ما بين مشهد العمل الخيري الذي يبدأ وينتهي في الوقت ذاته عند خروج المال من جيب المتبرع، إلى حساسية الجهات الأمنية تجاه مدى سلامة قنوات التبرع وضمان سلوكها الطرق السليمة التي تؤدي بها إلى المحتاجين الفعليين، ظل المشهد لا يحكمه سوى النوايا الطيبة ووقار الخيرين ودعاء المحتاجين.. لكن فكرة عملية أخرى جاءت من إحدى شركات القطاع الخاص التي تهتم بالبرمجيات تبدو في طريقها لأن تجعل المشهد في مجال العمل الخيري أكثر شفافية وأكثر تنظيماً، حيث ساقت الشركة التقنية وبرمجياتها سوقاً، وطوعتها لتشكل وعاءً إلكترونياً محكماً يمكنه أن يوفر على وزارة الشؤون الاجتماعية الكثير في مسألة قراءة حركة الأموال الخيرة، وأن يحميها من أن تضل طريقها عن مستحقيها.. المبادرة الخاصة جاءت بمسمى (الخير الشامل) كمشروع وطني غير ربحي، تقدمه الشركة تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية في سبيل تنظيم أعمال التبرع مما يزيد من فاعلية وصولها إلى مستحقيها بشفافية كبيرة، كما أن هذه المبادرة تمكن المتبرع أن يكون شريكاً مطلعاً على الأموال التي دفعها حتى تحقق هدفها المنشود. تدخل إلى الموقع وتختار الجهة والمشروع وتقدم تبرعك من خلال برنامج «سداد» في الحوار التالي نتحدث إلى «م. أحمد الراجحي» مدير عام مبادرة الخير الشامل للوقوف على هذا المشروع وقراءة أهدافه، وإنجازاته، وفيما يلي نص الحوار: فكرة المشروع * ما هي مبادرة الخير الشامل.. وما هي أهدافها؟ - المبادرة تتمثّل في وعاء إلكتروني تجمع جميع الجهات الخيرية في بوابة إلكترونية يمكن من خلالها للمتبرع أن يجد الجهات الخيرية وفروعها، ومجالس إدارتها، ومشروعاتها، والشوط الذي قطعته تلك المشروعات، ورقم حسابها ومعلومات الاتصال بها ومواقعها، وحين يتبرع لها يمكنه بعد ذلك متابعة تبرعه ومعرفة المستوى الذي وصل إليه المشروع الذي دعمه المتبرع، كما أن هذه البوابة تمكّن الجهة المشرفة على تلك الجهات الخيرية وهي وزارة الشؤون الاجتماعية من أن تتابع جميع العمليات التي تدور في وسط الجهات الخيرية من حركة التبرعات بشكل يمثل قاعدة بيانات حقيقية لدى الوزارة، من حيث الجهات الخيرية وعدد مشروعاتها، ونشاطها، وتجديد مجالس إدارتها، والتواصل مع تلك الجهات الخيرية، من خلال ما توفره البوابة بعيداً عن نمطية التواصل التقليدي بالمخاطبات الفاكسية والورقية التي تأخذ وقتاً طويلاً، وهذه البوابة ستوفر وعاء صحيا لحركة العمل الخيري في المملكة من خلال الإفادة القصوى مما تقدمه التقنية اليوم، ومما ينعكس على أداء الجهات الخيرية بشكل يمكنها من أداء عملها، والتواصل مع المتبرعين بشكل يمنحهم مزيداً من الثقة والشفافية، ويطلعهم بشكل مباشر على إنجاز المشاريع التي ذهبت إليها تبرعات المواطنين. يضبط «حركة التبرع» وجميع العمليات التي تدور داخل الجهات الخيرية عناصر النجاح * لا يمكن لفريق الخير الشامل بمفرده أن يحقق جميع عناصر النجاح لمثل هذا المشروع الكبير، فما الدور المنتظر من الجهات ذات العلاقة لدعمه، وضمان نجاحه؟ - نحن نعّول على كل الجهود الخيّرة لنجاح المشروع بدءاً من الزائر للبوابة وهو المتبرع سواء بتبرعه أو حتى بفكرة أو اقتراح يمكن أن يضيف لنا شيئاً في عملنا، كما أننا نعّول على التفاعل الكبير من قبل الجهات الخيرية خاصة في مسألة إدخال البيانات ومعالجتها، وعرض المشروعات المنفذة، والتي تحت التنفيذ بشكل يظهر المراحل التي قطعتها؛ مما يرسخ ويؤكد المصداقية لدى المتبرع ويشعره بالتواصل معه باستمرار، ونحن على استعداد للتواصل مع الجهات الخيرية ودعم موقفهم في مجال تحديث بياناتهم على البوابة، ولدينا خط ساخن يمكن من خلاله التواصل معهم على الرقم 920004045، وهذا الرقم يتلقى الاتصالات من السابعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً يتلقى الاتصالات ويقدم الدعم الفني للجهات المستفيدة من البرنامج.. كما أننا نتواصل معهم من خلال خدمة «الشات» على البوابة بشكل مباشر، إضافة إلى مواقع البوابة على مواقع التواصل الاجتماعي، هذا فيما يخص الدور الذي ننتظره من الجهات الخيرية في التعاون والتواصل، أما فيما يخص القطاع التجاري أو قطاع الأعمال فإننا نرحب بأي شراكة من جانب هذا القطاع، من خلال أي مبادرات يمكنه إطلاقها في سبيل دعم البوابة أو من خلال عمليات تمويل لمشروعات الجهات الخيرية أو المساهمة في عمليات تمويل وتسويق مبادرة الخير الشامل لتعزيز جهود المشروع وأحب في هذه المناسبة أن أشيد بدور الوزارة فقد سهلت جميع سبل التعاون التي ستمكن بإذن الله من تحقيق فكرة هذه المبادرة. م. أحمد الراجحي خطوات التبرع * ظلت مسألة الشفافية في تقصي رحلة المال المتبرع به من جيب المتبرع إلى أن يصل جيب المستحق والاطمئنان على أن ذلك المال ذهب في وجهته الصحيحة.. ظلت هاجساً للجهات الرسمية وربما للمتبرعين أنفسهم، والسؤال: إلى أي حد ساهم هذا البرنامج في إضفاء تلك الشفافية المنشودة على عمليات التبرع في المملكة؟ - دعني في البداية أبين خطوات التبرع من خلال بوابة الخير الشامل، والتي من خلال قراءتها يمكننا جميعاً أن نصل إلى الإجابة على السؤال..عند زيارة المتبرع للبوابة يمكنه أن يستعرض المشروعات التي لدى الجهات الخيرية على مستوى المملكة، ويختار المشروع الذي يريد أن يتبرع له أو يدعمه ولدى أي جهة ذلك المشروع.. وعند اختيار مشروع بعينه تعطي البوابة للمتبرع رقم فاتورة (كود) يشير إلى رقم المشروع ورقم الجهة التابع لها ذلك لمشروع، بعد هذه الخطوة تأتي المتبرع رسالة قصيرة على هاتفه المحمول تشعره برقم كود التبرع، وعندما يذهب المتبرع إلى حسابه البنكي ومن ثم يختار خدمة «سداد» واختيار الخير الشامل, عندها يدخل ذلك الرمز أو الكود الذي جاءه كرسالة على هاتفه المحمول محدداً المبلغ الذي سيتبرع به، ثم تتم عملية التبرع، ثم يذهب هذا المبلغ الذي تبرع به فاعل الخير إلى حساب تجميعي في وزارة الشؤون الاجتماعية، ثم يحول المبلغ بشكل تلقائي إلى حساب الجهة الخيرية التي اختارها المتبرع وإلى المشروع الذي حدده في الخطوة الأولى؛ دون أن ينقص منه ريال واحد سوى ما تقتطعه مؤسسة النقد مقابل خدمات سداد والذي في حده الأدنى يبلغ ريالا، وفي حده الأقصى يبلغ خمسة ريالات. مؤسسة النقد * لم تتنازل مؤسسة النقد عن هذا الاستقطاع كون تلك الأموال تخص جمعيات خيرية وتذهب في الصالح العام؟ - سبق أن تمت مخاطبة مؤسسة النقد عن طريق وزارة الشؤون الاجتماعية، وقد اعتذرت المؤسسة بحجة أن هناك مصاريف تشغيلية على مشروع سداد، ويجب أن تحسم تلك المبالغ سواء كانت من جهات خيرية أو مشروعات تجارية. مصدر المعلومات * ما الدور الذي يمكن أن تلعبه بوابة (الخير الشامل) في تقديم نتائج أولية تساعد في عمليات المسح حول خارطة توزع العمل الخيرية في مدن المملكة؛ مما يظهر للمسؤولين وللمتبرعين على حد سواء مدى كثافة تلك التبرعات في أماكن وشحها في أماكن أخرى على خارطة المملكة؟ - دعني أؤكد على نقطة هامة وهي أن بوابة الخير الشامل هي محتوى إلكتروني، ومن يملأ هذا المحتوى هي الجهات الخيرية في المملكة؛ لذلك أي بيانات تحتويها البوابة مصدرها تلك الجهات، وتكون مراجعة تلك البيانات من قبل الجهة الرسمية المشرفة المتمثلة في وزارة الشؤون الاجتماعية. وحسب تلك البيانات التي جاءت من تلك الجهات يعطي في نهاية الأمر تقارير عن حركة التبرع في المملكة، وما هي المشروعات التي تم انجازها، والمدة الزمنية التي أنجزت فيها، وهل أنجزت حسب الخطة أم تأخرت نظراً لضعف الإيرادات المالية وحركة التبرع الموجهة لتلك المشروعات، والمشروعات التي تحت الإنشاء، وبالتالي تستطيع الجهات الرسمية أن تقدر مدى الحاجة التي تعانيه الجهات الخيرية في منطقة بعينها على مستوى المملكة. الدعم من الجميع * ما أهمية الشراكات مع جهات غير المتبرعين؛ كالجهات التقنية والفنية التي قد تدعم البوابة من خلال قنوات دعم خاصة تمكّن البوابة من تأكيد عطاءها بشكل فاعل؟ - نحن في بوابة الخير الشامل نسعى إلى شراكات وتعاون مع جميع الجهات الرسمية والخاصة، فنحن مع الجهات الرسمية نسعى إلى تأكيد حضور البوابة في أذهان الناس والوصول إلى تحقيق الأهداف من خلال الوصول بالتبرعات إلى مستحقيها، من خلال جميع الجهات الخيرية، وبالتالي الوصل إلى الفقير والأرملة واليتيم، ونصل بالجهات الخيرية وغيرهم من الشرائح المستهدفة إلى الاكتفاء الذاتي الذي سيتحقق من خلال التوجيه السليم لتبرعات المحسنين وفاعلي الخير، في جانب قطاع الأعمال نحن نسعى إلى عقد شراكات مع الشركات التي لديها دور في موضوع المسؤولية الاجتماعية وكذلك الغرف التجارية من خال دعم وتشغيل المشروع بغية تطويره والوصول به إلى أعلى مستويات العطاء والتي نأمل أن تتحقق وأن يصبح لدينا هذا البرنامج الوطني الذي يرفع مستوى الإفادة من العمل الخيري ويحقق الاستقرار الاجتماعي لدى شريحة المعوزين، نحن نعول على مثل هذه الشراكات في سبيل تحقيق أهداف المشروع تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية. تفاعل القطاع الخاص * كيف وجدتم التفاعل من قبل قطاع الأعمال في سبيل عقد تلك الشراكات؟ - لدينا تجربة جيدة ومشجعة مع (شركة ميكروسوفت) شكّلت إيرادات جيدة للجهات الخيرية، من خلال توفير برامج وتدريب لتلك الجهات والتي بلغت قيمة تلك التبرعات أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون ريال، ونسعى إلى إبرام مزيد من عقود الشراكة مع الشركات الكبرى والجهات الفاعلة في قطاع الأعمال. فكرة المبادرة تبدو جيدة وتسير بشكل جيد بحسب ما تقدم من هذا الحوار، لكن مهمة الوصول بهذه الفكرة إلى الناس وإلى الجهات الداعمة تبدو مسألة هي الأخرى تحتاج إلى جهد أيضاً. خطة تسويقية * ما هي خططكم في هذا الصدد؟ - لدينا خطة تسويقية بالشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية للوصول بالفكرة إلى الناس، وتعمل هذه الخطة على عقد شراكات مع وسائل الإعلام المختلفة، وبعد تفعيل تلك الخطة من أجل الانطلاق في التعريف ببوابة الخير الشامل والوصول بفكرة المشروع إلى جميع أفراد المجتمع، وأن تنطلق تلك الحملة في الوقت الذي تقدم من خلاله خدمات فاعلة على مستوى الجهات الخيرية في جميع أنحاء المملكة. خدمة التطوع * في ظل هذا التوجه نحو تقديم الخدمات للناس دون مقابل، ماذا عن الأفراد الذين لديهم إمكانيات فردية سواء كانت في مجال التقنية أو خلافه ويرغبون أن يقدموا جهداً كتبرع لدعم بوابة الخير الشامل خاصة في المناطق والقرى النائية؟ - نحن نرحب بأي جهد يمكن أن يصب في اتجاه خدمة الأهداف السامية للبوابة؛ لذلك نحن لدينا خدمة التطوع على بوابة الخير الشامل والتي سيتم تفعيلها في الوقت القريب.. ونحن نرحب بأي شخص لديه أي مهارة يمكن من خلالها أن يساهم في دعم توجهات العمل الخيري؛ لذلك ندعو أي شخص لديه مهارة معينة يمكن من خلالها أن يسهم في خدمة فقير أو برنامج خيري للتواصل معنا عبر الرقم المجاني، وبالتالي نحاول أن نستفيد من تلك المهارات وتسخيرها في سبيل العمل الخيري، ويتم مخاطبة الجهات الخيرية عن الخدمات التي يحتاجونها من قبل المتطوعين في مختلف المجالات, ويتم توجيه هؤلاء المتطوعين لدعم تلك الجهات وتقديم خدماتهم لها، وهذا يساهم في تقليل التكلفة على تلك الجهات الخيرية، حيث إنها ستحصل على تلك الجهود دون مقابل، وبالتالي يفترض أن ينعكس ذلك على استقرار مدخولاتها من التبرعات مما سيساهم في تقليل تكاليفها التشغيلية. تواصل مع المتبرعين حين تنجحون في وصول أموال المتبرع إلى الجهة الخيرية.. ماذا بعد ذلك؟..هل ينتهي دوركم ويبقى الرهان على قدرة الجمعيات في الخطوات الأخرى؟ - لقد قمنا بخطوة مهمة جداً في هذه المسألة، وهي ألاّ تنقطع علاقة المتبرع بالجهة الخيرية بمجرد وصول المبلغ المتبرع به إلى حسابها، بل يجب أن تتواصل تلك الجهة الخيرية مع المتبرع بشكل مستمر؛ مما يصنع نوعاً من الثقة بين الجهة والمتبرع.. فتبدأ الجهة بإرسال رسائل للمتبرع بين فينة وأخرى تخبره عن ما وصل إليه ذلك المشروع الذي تبرع له، وهل انتهى المشروع في الوقت المخطط له؟، وما هي المشروعات الجديدة لدى الجمعية؟، ومثل هذا التواصل يشعر المتبرع بمزيد من الثقة في أن أمواله ساهمت في إنجاز المشروع، ويدفعه ذلك للاستمرار في العطاء في ظل شفافية كبيرة حول رحلة المال منذ خرج من جيبه حتى ساهم في إنجاز ذلك المشروع. واجهة بوابة «الخير الشامل» على النت كيف تصل إلى الخير الشامل؟ ما أن تدخل إلى بوابة الخير الشامل (www.gg.org.sa) حتى تشعر أن أصابعك تلامس جميع الجهات الخيرية في البلاد.. جهد تقني ووطني وخيري قام به فريق من المحترفين السعوديين على قلة عددهم.. جهد بحث فيه الفريق عن المعلومة، وقدّمها للمتبرعين، وحدّثها باستمرار، وتواصل مع الجهات المعنية بها. واليوم الرؤية واضحة للمتبرع منذ أن يدخل إلى هذه البوابة ليجد الجهات التي تنتظر التبرع، ومشروعاتها المنجزة والتي لا زال العمل جارياً لإنجازها.. جهد استطاع أن يطوع التقنية لتكون وعاء آمنا وعمليا وسهلا لتدفق الأموال إلى وجهتها السليمة.