اذا رأيت الملك سلمان يتهلل فرحا وغبطة، فلتعرف أن حالة السرور هذه تعود لصورة الوحدة والاجتماع الوطني التي يراها في كل تجمع للناس، وفي كل مناسبة يزرع فيها ما ينفع الناس.. انه يفرح حينما يرى ثمار الوحدة التي صنعها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، يرحمه الله، تتوزع في كل أرجاء بلادنا.. وحدة كرسها وبنى عليها أبناؤه الملوك من بعده، يرحمهم الله، والآن الملك سلمان، يحفظه الله، يتواجد بين شعبه في المنطقة الشرقية ليطلق ويؤسس مشاريع خيرها ليس للمنطقة وحسب، ولكن لبقية سكان المملكة. في الشرقية سيكون الملك سلمان أكثر سعادة حين يرى كيف تجمع الشرقية الناس من كل قرية وبلدة، وسوف يكون أكثر فرحا حين يرى في الشرقية الكثير من الوجوه التي يحفظها ويعرف امتداداتها الاجتماعية تأتي من أغلب الأجزاء العزيزة من بلادنا. الشرقية، مثل بقية المناطق، يجتمع فيها الناس ويتعايشون ويسعون خلف أرزاقهم ويصنعون نجاحهم المهني والتجاري والصناعي، وهذه الحالة الوطنية لاجتماع الناس وتآلفهم في الشرقية بقيت حية غنية بصور التعايش الإنساني والاجتماعي منذ قدوم اجدادهم على ظهور الجمال لكي يشاركوا في صناعة النجاح الذي نعيشه ونستظل بظله. خادم الحرمين الشريفين سوف يزداد فرحا حينما يرى صورة فريدة للتلاحم والاجتماع الشعبي، وهذا الانجاز الوطني سوف نرى ثماره جميعا في اطلاق المشاريع الأساسية الكبرى التي سيتم وضع حجر أساسها، وكل هذه المشاريع يتشارك الوطن جميعا في ثمارها وخيراتها، وهي رصيد التنمية المستدامة وثروة وطنية لنا وللأجيال القادمة. لقد انتظر الناس بكل شوق هذه الزيارة بما تحمله من رسالة حب من الملك لشعبه.. وأيضا انتظروها لأنها تتيح للأهالي عرض احتياجات أولويات التنمية على الملك مباشرة، وأيضا انتظروها بما سوف تقدمه من مشاريع أساسية نوعية، مثل افتتاح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي، وهو مشروع سوف يضع المملكة بقوة على خارطة صناعة الثقافة والمعرفة في العالم. كذلك سوف يدشن الملك المرحلة الثانية لتطوير المدينة الجامعية لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وما تحصل عليه الجامعة من دعم يساهم في تكريس تفوقها وتميزها، وجامعة البترول تميزت منذ انشائها بنجاحها في أن تكون مؤسسة وطنية جامعة تقدم التعليم المتميز للطلاب من مختلف مناطق المملكة، وقد وفرت البيئة الاجتماعية والتعليمية الحاضنة للتميز، وجامعة البترول مع جامعة الدمام وجامعة الملك فيصل تقود قاطرة التعليم العالي المتميز الذي يدعم برامج التنمية ومشاريعها في المملكة. الملك أيضا سوف يدشن مشاريع للاسكان في الأحساء ومشاريع في الجبيل ورأس الخير، وكل هذه المشاريع تؤكد التزام الحكومة الثابت لنشر مشاريع التنمية في مختلف المدن والمحافظات، والمنطقة الشرقية تأخذ حصة مهمة من انفاق الدولة على مشاريع البنية الأساسية، ووجود خادم الحرمين الشريفين على رأس حكومته لافتتاح هذه المشاريع يؤكد حرص الدولة على استمرار المشاريع، وكما قال سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف «ان افتتاح خادم الحرمين الشريفين للمشاريع التنموية في المنطقة يرد على المشككين في دعم الدولة لمشاريع التنمية». الملك سلمان في زيارة تحمل الخير والبركة للمنطقة الشرقية، ونتطلع إلى ثمارها الوطنية، ونتفاءل بما تحمله، ومع الملك سلمان سوف نظل فِي مسيرة آمنة لبلادنا فنحن نتفاءل برؤيته وبحكمته وبحزمه في الحق، كل هذا يجدد فينا الأمل بالمستقبل المشرق المستقر الآمن لبلادنا، بحول الله ورعايته.