طالب البرلمان العربي، المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف نزيف الدم الذي بدأ منذ أكثر من 5 سنوات ضد الشعب السوري، مشيرا إلى أن الوضع في سوريا يعبر عن تخاذل دولي متعمد إزاء تصاعد العنف في البلاد وما خلفه من ضحايا ولاجئين، وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي، في وقت أكد فيه رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 6 من عائلة واحدة في قصف ببرميل متفجر على حي الصاخور بمدينة حلب، يعتقد أنه يحمل غاز الكلورين، ومعارك عنيفة تدور في محاور الشيخ نجار وبعيدين وبستان الباشا والشيخ سعيد. والوضع الإنساني بات كارثياً في أحياء حلب الشرقية المحاصرة منذ يوليو الماضي. وفي الوقت الذي يتنادى فيه المجتمع الدولي لإنقاذ الشعب السوري من مجازر وبراثن نظام الأسد وميليشياته الإيرانية واللبنانية، تحاول الميليشيات الموالية للنظام إطباق محاصرتها لأهل مدينة حلب وبقية المدن السورية أكثر، لمزيد من المجازر والانتهاكات والجرائم. وفي السياق أطلق الوزير اللبناني السابق الدرزي وئام وهاب، الأحد، ميليشياته الخاصة تحت اسم «سرايا التوحيد» بعرض عسكري عام لتلك الميليشيات، وعبّر وهاب في كلمته خلال العرض عن تأييده المطلق لبشار الأسد، وولائه اللامتناهي، وانتقد القيادات الدرزية. وكان وهاب أعلن عن نيته إطلاق ميليشياته منذ حوالي شهر، ولكنه انتظر يوم عيد الاستقلال اللبناني ليسميه موعداً لإطلاق الميليشيات إلى العلن. من جهته، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إنه ليس متفائلا بشأن الوضع في سوريا على المدى القريب، في ظل التدخل الروسي والإيراني.مشيرا إلى أن الأسد دمر بلاده وشرد أهلها. وشهدت حلب أمس، استشهاد شخصين جراء قصف الطيران المروحي مناطق في حي كرم البيك، ليرتفع عدد الشهداء إلى 21 على الأقل بينهم 5 أطفال و4 مواطنات ممن قضوا في اليوم السادس من تصعيد القصف على الأحياء الشرقية من المدينة. ومع مرور شهر على تصاعد القصف الروسي وطائرات الأسد، لمحافظة إدلب كانت حصيلة الضحايا نحو 800 مواطن مدني ما بين قتيل وجريح. الطائرات الحربية والمروحية التابعة للنظام وروسيا استهدفت بالصواريخ والقنابل والبراميل المتفجرة قرى وبلدات ومدن إدلب، حيث بدأ هذا التصعيد للقصف على المحافظة، 20 أكتوبر الفائت، ولا يزال مستمراً حتى ليلة أمس، الأمر الذي تسبب في ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى بشكل كبير، نتيجة استمرار المجازر والقتل بحق أبناء هذه المحافظة وبحق النازحين إليها. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع أعداد الشهداء في المحافظة إلى 192 شهيداً، بينهم 68 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و41 مواطنة فوق سن ال 18، كما أدت الضربات الجوية وتصاعدها، إلى إصابة أكثر من 600 آخرين بجراح، بعضهم لا يزال بحالات خطرة، فيما أصيب البعض الآخر بإعاقات دائمة وإصابات بليغة. في المقابل، طالب رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان، المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف نزيف الدم الذي بدأ منذ أكثر من 5 سنوات ضد الشعب السوري. وقال الجروان في بيان أمس،:«إن الوضع المتصاعد في سوريا يعبر عن تخاذل دولي متعمد إزاء العنف وما خلفه من ضحايا ولاجئين، والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي، باستخدام الأسلحة الثقيلة والقصف الجوي، وإلقاء البراميل المتفجرة وتجويع المدنيين من قبل النظام وحلفائه». وتساءل الجروان عن المدة التي يحتاجها العالم ليتحرك بصدق وجدية لإيقاف جريمة العصر التي يشهدها المجتمع الدولي. فيما أكد الرئيس أوباما الذي تنتهي ولايته في يناير المقبل، أنه أبلغ بوتين أن وقف إطلاق النار ضروري ثم انتقال سياسي بعد ذلك في سوريا. حسبما أوردت رويترز. وأضاف أوباما، أنه فور أن قررت روسيا وإيران دعم الأسد في حملة جوية وحشية أصبح من الصعب جدا رؤية سبيل إلى احتفاظ المعارضة المعتدلة بأراضيها. .الجدير بالذكر أن «التوحيد اللبناني» الذي يتزعمه وهاب كان شارك إلى جانب النظام في حربه ضد السوريين منذ 2013، وكان نعى مؤخراً ستة قتلى كانوا قد قضوا أثناء معارك بلدة حضر في جبل الشيخ خلال الأسبوعين الماضيين. في تلك الأثناء، من المقرر أن يعقد مجلس الأمن، جلسة يستمع فيها إلى التقرير الشهري من وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، حول الأوضاع الإنسانية في سوريا، وتركّز الجلسة على الوضع الإنساني في مدينة حلب بشكل خاص، وشح المساعدات الداخلة إليها.وطرحت كل من مصر ونيوزيلندة وإسبانيا مناقشات مغلقة الاثنين في مجلس الأمن لمشروع قرارهم المشترك الذي يطالب بهدنة 10 أيام في حلب.