صعَّد نظام الأسد منذ صباح أمس قصفه العنيف على أحياء مدينة حلب المحررة، وألقت طائرة مروحية برميلاً متفجراً على سوق شعبي مكتظ بالمدنيين في حي المعادي مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وقات شبكة شام الإخبارية إن بعض الجثث تحولت إلى أشلاء تناثرت في المنطقة. وقالت الشبكة إن قوات الأسد ارتكبت المجازر بحق المدنيين في عدد من المناطق التي طالها القصف بمختلف أنواع الأسلحة أمس. وأفاد ناشطون بسقوط 12 شهيداً من المدنيين وإصابة العشرات بينهم أطفال ونساء في أحياء السليمانية والخالدية ومساكن السبيل، كما ألقت مروحيات الأسد بالخطأ برميلاً في حي السبع بحرات أصاب مناطق سيطرة قوات الأسد. وأشارت الشبكة إلى سقوط 6 مدنيين وعشرات الجرحى جراء شن مقاتلات الأسد الحربية غارة على حي الشعار، فيما قتل أربعة مدنيين وسقط عدد من الجرحى ببرميل متفجر ألقي على حي باب النيرب، وذكرت الشبكة أن المروحيات ألقت بالبراميل المتفجرة على منطقة السويقة وساحة الملح وجب القبة وأقيول في حلب القديمة ما أدى لمقتل مدنيَين اثنين، وسقط شهيد وعدد من الجرحى في حي الفردوس جراء إلقاء برميل متفجر سقط على منازل المدنيين، كما ألقت المروحيات براميل متفجرة على منطقة الشيخ لطفي في حي المرجة وحي القاطرجي وقرية دوير الزيتون. كما شن الطيران الحربي عدة غارات جوية على أحياء مدينة إدلب ومدينة معرة النعمان، وبلدات معرة مصرين ومرعيان ومنطف وشنان وعلى قرى في ريف جسر الشغور وأيضاً عدة غارات على مركز البحوث الزراعية في سهل الروج، كما تعرضت بلدة دركوش لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد. من جهته، طالب الائتلاف الوطني السوري التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بمنع طيران الأسد من استهداف مدينة إدلب، مؤكداً على ضرورة التحرك لقطع الطريق أمام نظام الأسد الذي يهدف إلى تدمير المدينة تمهيداً لدخول تنظيم «داعش» إلى المنطقة. وقالت نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري نغم غادري إن الائتلاف طالب مراراً وتكراراً الدول الصديقة للشعب السوري بتزويد الثوار بالأسلحة النوعية القادرة على صد هجمات الطيران الحربي وحماية المدنيين، كما طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية تجاه حماية المدنيين في سوريا دون أي رد على ذلك. وأضافت غادري إن مدينة إدلب شهدت حركة نزوح كبيرة في الأيام القليلة الماضية وصلت إلى ما يزيد عن 70% من عدد السكان نتيجة القصف العشوائي المستمر على الأحياء السكنية، الذي تسبب في دمار كبير في المباني السكنية والمرافق العامة بنسبة تزيد عن 15 %. وطالبت نائب رئيس الائتلاف، التحالف الدولي بمنع طيران النظام من قصف مدينة إدلب، لإنقاذ ما تبقى من المدينة، ووقف سقوط الضحايا من الأبرياء، والإسراع في تقديم الدعم لإعادة تفعيل مؤسسات الدولة، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة سالمة للنازحين إلى منازلهم. ونوّهت غادري إلى أن مساعدة المجتمع الدولي في إيقاف القصف على مدينة إدلب سيمنع تنظيم داعش الإرهابي الاستفادة من حالة الفوضى التي يسعى لها نظام الأسد، ويؤسس لحياة مدنية مستقرة.