وافق مجلس النواب الأمريكي بجناحَيْه الجمهوري والديمقراطي على مشروع قانون، يهدف إلى تضييق الخناق على داعمي نظام الأسد. ويفرض التشريع عقوبات جديدة على مؤيديه ومن بينهم روسيا وإيران لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية كمقدمي للدعم المالي والمادي والتكنولوجي للنظام. في وقت شهدت الساحة السورية مع إطلاق روسيا حملة عسكرية واسعة النطاق؛ تصعيداً للعمليات العسكرية في عدد من المدن. ويبقى القرار في انتظار اقراره من مجلس الشيوخ، الذي لم يصدر عن زعمائه أي كلمة بخصوص موعد التصويت على المشروع. في غضون ذلك، دانت لجنة بالجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم الثلاثاء، الهجمات المتزايدة على المدنيين في حلب، كبرى مدن الشمال، بجانب ادانتها استخدام اسلحة كيميائية في النزاع الدائر. من جهته، اتهم مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة، عبدالله المعلمي، قوات النظام وحلفاءه من الروس والإيرانيين وميليشيات حزب الله، بقصف وتدمير المدن السورية. وأشار المعلمي إلى أن حلب تشهد وضعاً مأساوياً، يتسبب في قتل وتهجير معظم سكان المدينة. القرار اعدته المملكة ووافقت عليه اللجنة بأغلبية 116 صوتا مقابل 15 عضوا صوتوا ضده و49 عضوا امتنعوا عن التصويت، ويتضمن دعوة لوقف اطلاق النار في سوريا لتسهيل التوصل الى حل سياسي للنزاع. ومن المقرر ان تصوّت الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار في ديسمبر. ويطالب القرار «النظام السوري وتنظيم داعش الإرهابي بالتوقف فورا عن استخدام اسلحة كيميائية»، بجانب ادانته الهجوم على قافلة للمساعدات في ريف حلب في 19 سبتمبر والدعوة لمحاسبة مرتكبيه. مطالبا بالسماح بوصول المساعدات الانسانية الى المدنيين بكل حرية وامان. وكان المكتب التنفيذي للمنظمة قد اتهم الاسبوع الماضي نظام الأسد والإرهابيين بانتهاك معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية واللجوء لاستخدام اسلحة محظورة. وفي سياق آخر، أكد الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند ل«فرانس 24» أن الأسد يستغل الإرهابيين من أجل بقائه. وأشار إلى أن طائرات الأسد وروسيا تقوم بقصف المعارضة المعتدلة في حلب ومناطق أخرى بسوريا. على صعيد الأرض، أكد الكرملين أن وقف الضربات الجوية الروسية لاهداف في مدينة حلب لا يزال ساريا في الوقت الراهن، وذلك بعد يوم من قول الجيش الروسي إنه لم يقصف المدينة منذ 28 يوما،يأتي ذلك مع تعرض محافظة ادلب والاحياء الشرقية المحاصرة في حلب لغارات روسية وسورية كثيفة طوال ليل أمس الأول وحتى صباح الاربعاء. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «استهدفت الطائرات الحربية الروسية طوال الليل وحتى الصباح مناطق عدة في محافظة ادلب، وقصف الطيران الحربي في الوقت ذاته الاحياء الشرقية في حلب». واستأنف النظام الثلاثاء بعد توقف لنحو شهر قصفه الجوي للاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب، في حين اعلنت روسيا عن حملة واسعة النطاق في ادلب وحمص تزامنا مع تنفيذ اولى الغارات من حاملة الطائرات ادميرال كوزنتسوف. وافاد المرصد السوري بأن القصف الجوي على محافظة ادلب طال مناطق عدة بينها مدينتا جسر الشغور وخان شيخون، كما اسفر مساء الثلاثاء عن مقتل «ستة اشخاص على الاقل، بينهم طفلة» في قرية كفرجالس في ريف ادلب الشمالي. وفي حلب، استهدفت قوات النظام الاربعاء حي الشعار بالبراميل المتفجرة والقصف المدفعي، وفق المرصد الذي افاد ايضا عن «قصف جوي طال فجر أمس أحياء المشهد والزبدية وسيف الدولة والراشدين». واسفر استئناف القصف الجوي على الاحياء الشرقية الثلاثاء عن مقتل «ثمانية اشخاص بينهم طفل وإصابة العشرات بجروح». في سياق آخر، شدد داعش القيود على تنقلات سكان مدينة الرقة، ووضعهم «تحت الاقامة الجبرية» وفرض تعتيما كاملا على اخبار المعركة الجارية على بعد كيلو مترات عنهم لعزلهم تماما، وذلك منذ بدء الميليشيات الكردية هجوما باتجاه أبرز معاقله في سوريا. وتمكنت فرانس برس من التواصل مع مواطنين فضلوا استخدام أسماء مستعارة عبر حملة «الرقة تذبح بصمت»، التي تنشط سرا في المدينة وتوثق انتهاكات وممارسات التنظيم. ويقتصر ما يروجه التنظيم عن المعركة الدائرة في ريف الرقة الشمالي، بحسب أحمد، على «قتل وتفجير عربات مفخخة بالاكراد». ويروي موسى ان الحديث المسموح به هو «ما يريده التنظيم اي الشائعات التي تقول انهم يتقدمون ويكبدون الخسائر للطرف الآخر، الذي لن يتمكن من دخول الرقة على حد قولهم». من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأربعاء «إن مقاتلي المعارضة المدعومين من أنقرة يقفون على مسافة كيلو مترين فقط من مدينة الباب شمال سوريا وإنه من المتوقع أن ينتزعوا السيطرة عليها من التنظيم سريعا على الرغم من المقاومة».