يقبل العديد من أهالي وزوار محافظة الجبيل على شراء الحطب والتخييم بالمناطق البرية القريبة من المحافظة بالتزامن مع بداية موسم الشتاء مما ساهم في انتعاش تجارة بيع الحطب وتأجير المخيمات بعد ركود دام منذ نهاية موسم شتاء العام الماضي. وبعيدا عن زحام المدن وصخبها، يفضل الشباب وبعض الأسر قضاء أوقاتهم المسائية في الرحلات البرية، مستمتعين بالأجواء المعتدلة ليلا، حيث أغرت اجازة منتصف الفصل الاول الشباب والأسر للخروج في رحلات برية؛ والترويح عن النفس والاستمتاع بالأجواء الشتوية، واشار متنزهون الى أن النزهات البرية تمنحهم فرصة للاستمتاع بالأجواء الجميلة، رغم انخفاض درجات الحرارة تدريجيا في تلك المناطق، إلا أن ذلك لم يمنعهم من شد الرحال إلى البر، للاستمتاع بأجواء البر والتخييم. «اليوم» جالت في تلك المخيمات والمتنزهات خصوصا في (جوسمين) وفي عدد من المواقع التي تكتظ بالشباب والأسر، ورصدت شعور الشباب، وآخرين مع أسرهم، حيث يقضون هذه الفترة التي يعتبرونها ذهبية بالنسبة لهم قبل بدء موسم الصيف، الذي ستجتمع فيه الحرارة مع الرطوبة العالية. التخييم ترفيه للنفس وعن ذلك، قال تركي الشمري: محافظة الجبيل والمنطقة الشرقية ككل تنعم هذه الأيام بأجواء معتدلة تدفعهم للذهاب للمخيمات أو المناطق الشاطئية وهو ما لا يفرط فيه هو وزملاؤه، خاصة في إجازة الدراسة الحالية. قائلا: «أهوى كثيرا الرحلات البرية في فصل الشتاء»، وأضاف: «طلعات البر مهمة للغاية في هذا الوقت، معتبرا أن الرحلات فرصة سانحة لحفز الهمم، ما يمنح الشخص الراحة النفسية». ويتفق في ذلك الرأي محمد الهاجري، مشيرا إلى أن الرحلات البرية تعد مطلبا ضروريا، لاسيما في العطل، ففيها الكثير من المتعة والترويح عن النفس، حيث إن المناظر الطبيعية البرية لها وقع طيب على الإنسان. هذا وشملت جولة «اليوم» أسواق بيع الحطب والباعة في أماكن مختلفة حيث شهدت تجارة بيع الحطب اقبالا كبيرا من قبل الأهالي والمتنزهين معا بداية موسم الشتاء وإجازة منتصف الفصل، ويأتي شراء الحطب في ظل ارتفاع ملحوظ بأسعار الحطب أو (فاكهة الشتاء) كما يحلو لمقتنيه تسميته خلال الأيام الماضية. أسعار متفاوتة وعن أسعار الحطب، قال تاجر الحطب خالد السبيعي: السعر يقفز في المواسم إلى مستويات عالية تختلف باختلاف المناطق ورغبات سكان المحافظة، فحطب الأرطى يصل إلى 800 ريال للسيارة الصغيرة، والغضى هو قليل بعض الشيء، ويصل إلى 1200 ريال للسيارة الصغيرة، أما السمر وهو الدارج والمسيطر على السوق والمرغوب، فسعره تقريبا 2000 ريال للسيارة الصغيرة، فيما تتراوح أسعار حزم أعواد الحطب الصغيرة بين 15 و35 ريالا، وتنبئ هذه الأسعار باستمرار ارتفاع أسعاره في الأيام المقبلة. وأضاف ان زيادة الأسعار شملت جميع أنواع الحطب الجيد منها والرديء، مؤكدا أن هناك فرقا في السعر بين الأنواع، فالسمر يتربع على قمة الحطب، بسبب جودته العالية والإقبال الكبير عليه. وأشار إلى أن إعفاء الحطب المستورد من الرسوم الجمركية، جعل بعض التجار يقبلون على استيراد الحطب من دول قريبة، غير أن هذا النوع لا يجد قبولا من المواطنين في المنطقة الشرقية ممن يفضلون الحطب المحلي، وإن كان بعض التجار جلب بعض الحطب من بعض دول أوروبا الشرقية والبرازيل بل وحتى أمريكا، إلا أن شكله وهو في الغالب قريب من الصناعي إضافة إلى احتراقه بسرعة كبيرة يجعله غير مرغوب، ناهيك عن الرائحة المميزة للمحلي. حطب معروض للبيع معرفة جودة الحطب وعن كيفية معرفة جودة الحطب، قال أبو بخيت: الحطب الجيد يمتاز بأن قشرته تكون يابسة وخالية من الخروق والنخر والرطوبة أو الخضرة، بحيث تنكسر في اليد، لافتا إلى أن الحطب «المشلق» أو «المشضف» المقطع أفضل من الأعواد الكاملة والمستديرة، لأنه يوقد بسرعة ويقل دخانه، كما أن الحطب إذا كانت به خروق ونخور صغيرة دائرية الشكل، ويظهر منها ما يشبه البودرة، فهذا لا يصلح للإيقاد، خاصة أن غالبه يكون النمل الأبيض «الأرضة» قد نخر فيه وأكله، والذي في غالبه يكون مخزنًا بطرق غير صحية وفي أماكن رطبة. المستورد غير مرغوب للمستهلك بائع الحطب علي شداد، يقول: الحطب المستورد لم نره في السوق بكميات كبيرة فغالبية الموجود محلي، كما أن المستورد لا يجذب المستهلكين نظرا للرائحة السيئة التي يخلفها اشتعاله، وهي لا توجد في السمر الذي يعد الخيار الأول للمتنزهين. وأشار إلى أن المستورد المتوافر هو من الفحم عادة وهو المادة الباقية من إحراق الحطب، وتأتي في الغالب من السودان ودول افريقية أخرى، لافتا إلى أن حطب هذه الدول سيشهد إقبالا كبيرا من المواطنين، لأنه يشبه الحطب المحلي.