أعجبت أيما إعجاب بتطوع 52 شابا من شباب الأحساء لمواجهة ظاهرة الكتابات العدوانية على الجدران، وهذه الخطوة تمثل غيرة أولئك الشباب على نظافة بلدتهم - بلدة الجبيل - بالمحافظة، ويهمهم أن تظهر البلدة بالمظهر اللائق والمطلوب، فالتطوع في حد ذاته هو نهج سليم لاحتواء تلك الظاهرة ومحاولة الحد من انتشارها في هذه البلدة وغيرها من بلدات الواحة التي انتشرت فيها هذه الظاهرة. الاعتداءات على الجدران بدأت تظهر في هذه البلدة وغيرها بشكل ملحوظ يستلزم معه مواجهة هذه المشكلة التي لابد من دراسة أسبابها والوقوف على الدوافع الحقيقية لممارستها، ومن ثم الوصول الى أفضل وأقصر الطرق التوعوية التي يمكن معها احتواء هذه المعضلة. يتم القضاء على تلك الظاهرة العبثية من خلال طمس الكتابات بالطلاء المناسب مع ألوان البيوت والمؤسسات التي يعبث بعض المراهقين بسطحها، ورغم نجاح هذه الطريقة الا أن من الضرورة بمكان كما أرى تكثيف الحملات التوعوية بالمدارس والجوامع ونحوها حتى يتبين أولئك المخطئون أنهم أقدموا على ممارسة ظاهرة سيئة تضر ببلدتهم وتضر بحضارتها ووجهها التقدمي. والحقيقة التي يجب أن تقال هنا هي أن بلدة الجبيل ليست وحدها التي تعاني انتشار هذه الظاهرة السلبية التي لابد من مكافحتها، فثمة بلدات تعاني الأمرين من هذه المشكلة، فمحاصرتها لا تتحقق من خلال طمس تلك الكتابات بالألوان المناسبة فحسب، ولكن المحاصرة لا بد أن تتم من خلال خطوات توعوية هادفة اذا استمرت فإنها سوف تمنع انتشار تلك الظاهرة السلبية، أو تحد من انتشارها على الأقل. ولا شك أن تلك المبادرة التي أطلقها شباب البلدة تحت شعار (حائطنا نظيف.. جبيلنا جميل) هي مبادرة طيبة تؤكد أهمية تعميمها على كافة بلدات ومدن المحافظة، فتلك الظاهرة منتشرة في كثير من مدن المحافظة وبلداتها، فقيام مثل هذه المبادرة في معظم تلك المدن والبلدات يرسم الخطوات الأولى لكبح جماح أولئك العابثين بالجدران، ورغم أنه حل ضعيف الا أنه لا يغني عن حل التوعية المنشودة. وكما قلت فإن التوعية مطلوبة لتحفيز المجتمع ليس للمشاركة في منع هذه الظاهرة السلبية السيئة بل لكشف توجهات أولئك العابثين من المراهقين الذين تدفعهم أوقات فراغهم لممارسة تلك الهواية المؤذية المسيئة لوجه بلداتهم الحضاري. مبادرة أولئك الشباب هي مبادرة مجتمعية لا شك أنها أسهمت في الحفاظ على نظافة بيئتهم وتجميلها والحيلولة دون العبث بوجهها الجميل، وهي مبادرة تنم عن تحلي شباب تلك البلدة بالغيرة المطلوبة التي دفعتهم لتصحيح أخطاء كان لابد من تصحيحها، ويشكرون على ما قاموا به من جهود. النقطة الأهم هي الوصول الى قناعة أولئك العابثين بأن تلك الكتابات العدوانية تسيء الى الوجه الحضاري ليس لبلدة الجبيلبالأحساء فحسب بل لكل مدن المملكة التي تنتشر فيها هذه الكتابات التي تحمل عبارات وألفاظا بذيئة كان لا بد أن يترفع أولئك الشباب عن ممارستها، وتفاعل المجتمع مع حملة شباب بلدة الجبيلبالأحساء يمثل منعطفا هاما لاحتواء تلك الكتابات التي تحولت بالفعل الى مشكلة لا بد من القضاء عليها ومعاقبة من يمارسها ان تم التعرف عليه.