أطلق أهالي وشباب بلدة المقدام التابعة لمحافظة الأحساء والمجاورة لمسجد جواثا التاريخي مؤخراً حملة توعوية لإزالة وطمس الكتابات والعبارات التشويهية من على جدران مساجد ومدارس ومنازل البلدة, وذلك بمشاركة جماعية من أبناء البلدة يتقدمهم «العم خميس بن جمعة الشويرع»، وذلك بمبادرة من مركز النشاط الاجتماعي ببلدة المقدام وبدعم من أهالي وأعيان البلدة. وأوضح منسق الحملة التطوعية لمحاربة الكتابة على الجدران خلفية بن عبدالله المسعود أن الهدف من الحملة يتمثل في المشاركة الجماعية من قبل أهالي بلدة المقدام من أطفال وشباب وكبار السن في الاسهام في اعادة المنظر الجميل للبلدة لتعكس من خلالها روح الترابط الاجتماعي الذي يعيشه أبناء البلدة. من جهته، أشار مدير مركز النشاط الاجتماعي في المقدام غازي بن خميس الدوخي الى أن «هذه الحملة التطوعية والتي يتبناها المركز وبادر في المشاركة فيها جميع أبناء البلدة من كبار وصغار ونساء ورجال عكست الروح الاجتماعية التي يتمتع بها أفراد البلدة في محاربة الظواهر السيئة التي انتشرت في الفترة الماضية», لافتاً إلى أن مثل هذه الحملات التطوعية العملية تؤثر في نفوس أبناء هذا الجيل من الشباب والفتيان أكثر من الكلمات والخطب ولكل دوره وتأثيره. من ناحيته, قال نائب مشرف المركز شاكر بن عوض الخالدي إن «هذه الحملة التطوعية والتي تأتي ضمن خطة المركز لهذا العام والتي نحقق من خلالها نشر مفهوم العمل التطوعي بين أبناء القرية من خلال غرس روح الحفاظ على الممتلكات العامة وإزالة كل ما يشوه العين من الكتابات والشخبطات التي انتشرت هنا وهناك على جدران المنازل والمساجد والمدارس في جميع مناطق ومحافظات المملكة والتي أصبحت هذه الظواهر تعكس مدى الثقافة السطحية التي يعيشها بعض أبناء هذا الوطن، فتدفعه للإساءة إلى نفسه ووطنه ومجتمعه، فينكر بذلك كل ماقدمه له الوطن من الخيرات». وكان أكثر من 40 شاباً وطفلاً وكبيرا في السن من أهالي المقدام قد ازالوا خلال حملتهم التطوعية التي نفذوها في البلدة أكثر من 500 كلمة كتبت على أكثر من 100 جدار من جدران المنازل والمساجد والمدارس ومصلى العيد في البلدة استخدموا خلالها أكثر 20 جالون دهان و45 رولاً للدهان، وتم توزيع أكثر من 15 لوحة إرشادية وتوعوية علقت في عدد من مداخل البلدة وشوارعها العامة. وعبر العديد من المشاركين في الحملة عن سرورهم وسعادتهم بهذه المشاركة التي اعتبروها مشاركة وطنية تعزز مبدأ الشراكة المجتمعية وتوطد العلاقة بين افراد البلدة, مؤكدين أن مثل هذه الحملات التطوعية العملية هي التي يحتاجها الشباب ويرغبون فيها، فهي تربي النفس وتشحذ همة الشباب للمنافسة والعمل بروح الفريق الواحد، رافضين في نفس الوقت النظرة السلبية التي أخذها الكثير عن الشباب وانهم اصحاب سلوكيات غريبة، فالشاب هو مواطن ويبحث عن الحب والاحترام والتقدير وكلما وجده فإنه سيعطي، ومع ذلك فهم لا ينكرون أن هناك سلوكيات تصدر من بعض الشباب, ولكن لا ينبغي تعميمها على الجميع حتى لا تقع هناك فجوة بين المجتمع والشباب. إلى ذلك دعا منسوبو المركز شباب البلدة إلى المشاركة في الحملة القادمة والتي سوف تكون لمحاربة ظاهرة التدخين والمخدرات وبيان ضررهما حتى تصبح بلدة المقدام بلدة بلا تدخين, كما تمنوا من الشباب المشاركة في برامج المركز وممارسة بعض الانشطة التي تطور مواهبهم سواء الاجتماعية أو الثقافية أو الفنية خاصة الرسم والكتابة التي بواسطتها يعبرون عن شخصياتهم, وفي نهاية الحملة قدم مدير مركز النشاط الاجتماعي بالمقدام شكره وتقديره للجميع على هذه الروح الطيبة والمشاركة المجتمعية الناجحة. يذكر أن هذه الحملة كان وراءها نخبة من شباب بلدة المقدام خططوا وعملوا لها حتى نفذت على الواقع وهم خليفة بن عبدالله المسعود ومسفر بن سعد المرشود ومقبل بن مدرهم المدرهم وحسن بن سالم العبدالله ونهار بن عوض الخالدي ونفل بن عوض الخالدي وذياب بن فهد الخالدي وسعيد بن خميس الشويرع وتوفيق بن سعد المرشود.