مع مطلع الثمانينيات الميلادية حينما كنّا طلابا في جامعة الرياض التي تغير اسمها لاحقا الى جامعة الملك سعود.. كان من ينتمي الى كلية التربية وخاصة قسمها البدني الرياضي يرى في نفسه المتفوق الأكبر، نشير الى ذلك ونحن ندرك معايير القبول والتقييم التي لا تقبل الا المتفوقين كل في مجاله الرياضي. امتدادا لذلك كان يلفت النظر أن أكثر القادمين لذلك القسم أكثرهم من المنطقة الشرقية ومن المتفوقين جدا حتى انك تجد معظمهم في المنتخبات الوطنية في الالعاب المختلفة وان كان بعضهم متفوقا أيضا في المستديرة المجنونة.. كان من بين أولئك شاب مفتول العضلات متفوق في كل الألعاب، بل إنه يجيد مهاراتها باتقان.. ولأن ظروف الدرس والتعلم تسهل لنا التعارف والتآخي سريعا فكان تعريفه عبدالعظيم العليوات.. بطل السعودية والخليج في رمي الرمح. لم يكن هذا اللافت فقط بل إن تعارفنا يأخذ في حيثياته مدينتك أو قريتك التي قدمت منها.. فكانت أول مرة أسمع عن تلك الجميلة المدعوة «سنابس»، لتأتي في مخيلتي جميلة وكأنها نزوة عابرة لتبحث عن مقارنتها بالدمام والخبر وحتى سيهات.. أوليست قريبة منها؟.. وبالتأكيد تشبهها برائحة البحر وطيبة أهلها ورقي تعاملهم. تأخذ بي الحيرة والتساؤلات لكن ما ألبث أن أكتشف كل الاجابات عن جزيرة سنابس تلك الوادعة الحالمة في ضفاف الخليج، لأجد أنها مستودع للتاريخ الجميل وهي تتكئ على إرث كبير داخل جزيرة تاروت بمحافظة القطيف.. كيف لا؟ وهي ثاني أكبر الجزر في الخليج العربي بعد البحرين. لم أبحث بالتاريخ لكن بدأت الرحلة الذهنية بمتابعة انجازات هذه الجزيرة السعودية العظيمة من خلال الشأن الرياضي عبر أبنائها وفرقها لتستمر السلسلة التي كان آخرها «وبإذن الله لن يكون الأخير» تفوق فريقها لكرة اليد على فرق آسيا جميعا وتتويجه بالإنجاز الأهم. السؤال هنا من يستطيع فعل ما فعله أبناء سنابس؟ وفق الإمكانيات البسيطة وأمام فرق خليجية وشرق آسيوية لم يكتف بعضها باستقدام أفضل اللاعبين الأجانب بل بتجنيس عدد كبير منهم طمعا في هذه البطولة.. ولكن لأن ليس هناك حدود للطموح وقهر الصعاب فكان لأبناء هذه الجزيرة الواعدة موعد مع التفوق. لن أعيد أحداثا اطلع عليها الكثيرون من خلال ملعب المباراة أو ما كتبته وسائل الإعلام.. لكن جدير أن نحتفي بأولئك المتفوقين.. وقبل كل ذلك أن نبحث عن اكتشاف مواهب أكثر في هذه الجزيرة الحالمة التي ما فتئت تقدم الأبطال.. وما علينا الآن وعبر الاتحادات الرياضية والمسؤولين هناك في المنطقة الشرقية إلا اختصار الوقت والزمن بدعم ذلك التوجه. ختام القول يكون بالتأكيد على أن سنابس جزيرة ليست معنية بصيد السمك والروبيان فقط بل بتقديم المواهب والأبطال الرياضيين أيضا.. فتحية عظيمة لجزيرتنا المثمرة ولأبطالها المنجزين من أيام العليوات وحتى أصغر لاعب في فريق كرة اليد العظيم.