في اليوم الرابع من مهرجان الدمام الحادي عشر، وبعد عدة عروض سادتها السوداوية، قدمت مجموعة الربليون بسيهات مسرحية «ضرس العقل» في اطار كوميدي مميز اتسم بتفاعل قل نظيره من الجمهور حيث لامست هموم الانسان. اتسم العرض بمحليته حيث استخدم اللهجة الدارجة لمنطقة سيهات. كما اتسمت رؤية المخرج باستخدام مكعبات يقوم الممثلون بنقلها لتشكل أمكنة تخدم العرض وتشكل مع الاضاءة تشكيلات بصرية ممتعة. وكان عرض «ضرس العقل» عرضا وحيدا تلته الندوة التطبيقية حيث تحدث الدكتور عز الدين عباسي عن العرض فأبدى إعجابه وشكر المجموعة التي قدمت العرض كما أبدى إعجابه بالنص الذي قُدم باللهجة المحلية واكد أنه ينبع من تضاريس الحياة اليومية ويحمل آراء وهموم الناس وآلامهم، فالمسرح تعده النخبة ليشاهده الناس والدور الأول للمسرح منذ ارسطو وحتى بريخت هو الترفيه والتعليم.. المسرح مشهد نشاهده ونسمعه، والحوار في المسرح مسألة ثانوية وهو يحتل المرتبة الرابعة بين عناصر المسرح المكونة من ست مراتب. وقال عباسي، احاول أن افكك ما تم تركيبه. ربما يتميز هذا العرض عن بقية العروض التي شاهدناها من حيث سهولة تواصله مع المشاهد في المنحى والمنهج الذي اتبعه المخرج حيث جاء ضمن لوحات مستقلة لكنها متكاملة ويكاد البناء يكون محكما. ما شاهدته ليس فقط عمل المؤلف أو المخرج بل هو عمل جماعي. وبالنسبة لاستخدام الكتل الهندسية في الديكور قال ان فيها اجحافا حيث صار مملا لكثرة تبديله من قبل الممثلين وكاد يؤثر سلبا على العرض. وفي النص كلمات محلية لم افهمها وان كان بعضها يمكن أن يفهم من السياق أو بمساعدة أحد الاصدقاء. مشهد من المسرحية واضاف: تعامل المخرج مع الممثلين كل حسب أدائه الخاص مما أثرى العرض. وهناك مسألة استخدام الدخان على المسرح بدون مبرر! وختم قائلا: أثمن مجهود هذه المجموعة وادعوهم لمراجعة مسألة تحريك قطع الديكور. وشهدت الندوة العديد من المداخلات منها للناقد مالك القلاف الذي ذكر أن العمل يحمل كوميديا سوداء وطبقت باحترافية في العمل ولكن كان ينقصه أن يستغل بشكل أفضل مما استغل به، مشيرا الى أن العمل لم يكن ملحميا ولكنه لامس نوعا ما الملحمية. ورد مخرج العمل نايف العابد بأنه سعيد بهذه التوجيهات والتعليقات والتي سيأخذها بعين الاعتبار، مشيرا الى أن هذه المسرحية تعتبر الاولى في مسيرته، ما يجعله بحاجة ماسة لكل الملاحظات والتوجيهات ليتمكن من معالجة كل الهفوات والسلبيات مستقبلا.. وبين أن المسرح ليس للترفيه والتعليم بل للتفكير واثارة القضايا التي تهم الناس.. وقال الفنان محمد الحلال إن العرض يدل على أن المسرح السعودي بخير، اننا جميعا ينبغي أن نستمع إلى النصائح التي تقدم لنا ليتطور عملنا. وتحدث أخيرا الفنان عبد الله الجفال ليؤكد أن المسرح لا يقدم حلولا أبدا بل يورطك في مسائل. ولم يكن مناسبا التعليق الأخير من مذيع خارج العرض رغم أن المشهد كان واضحا. وانتقد أيضا استعمال الدخان بدون مبرر درامي ليخدم العمل. وختم تعليقات الجمهور فنان الاضاءة مرتجى الذي قال إن الدخان هو مرض المسرح لإظهار الجمالية وكذلك باستخدام الاضاءة.