توقع تقرير حديث استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية الأخرى، مع تواصل التباين في السياسات النقدية بين البنوك المركزية حول العالم. وذكرت مؤسسة كابيتال إيكونومكس عبر مذكرة بحثية صادرة أمس، أن قوة سوق العمل والارتفاع في معدل التضخم الأساسي، بالإضافة إلى اتجاه البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان لمواصلة سياسة التحفيز، عوامل ستدفع الدولار لمواصلة مكاسبه. وكان الدولار الأمريكي قد سجل أعلى مستوياته في 9 أشهر أمام العملات الرئيسية خلال تعاملات أمس الأول، بدعم تزايد التكهنات برفع معدل الفائدة قبل نهاية العام الحالي. وأشار التقرير إلى أن التوقعات تشير إلى رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمعدل الفائدة خلال شهر ديسمبر المقبل، ليتراوح معدل الفائدة بين 0.50 إلى 0.75%. وترى كابيتال إيكونومكس أن الاحتياطي الأمريكي سوف يرفع من وتيرة زيادة معدل الفائدة خلال الفترة المقبلة، ليتراوح بين 1.25 إلى 1.50% بنهاية عام 2017. وأوضح التقرير أن النمو الاقتصادي في منطقة اليورو من المرجح أن يتباطأ خلال العام المقبل، مع تراجع الدفعة التي تلقاها إنفاق المستهلكين بدعم تراجع أسعار الطاقة، بالإضافة إلى التوترات السياسية التي تؤثر سلباً على ثقة المستثمرين والأعمال. كان صندوق النقد الدولي قد توقع نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.1% في عام 2016، مقابل 3.2% في العام الماضي، مع تباطؤ النمو في الاقتصادات المتقدمة وعلى رأسها الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة ومنطقة اليورو. وارتفع الدولار أمام أغلب العملات الرئيسية أمس، مع تزايد احتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام في ظل تخفيف السياسات النقدية للبنوك المركزية العالمية. وقال جيمس بولارد رئيس الاحتياطي الفيدرالي بمدينة سانت لويس أمس الأول، إن البنك المركزي يحتاج لرفع معدل الفائدة مع الاقتراب من تحقيق أهدافه بتعاف كامل لسوق العمل واتجاه التضخم لتسجيل المعدلات المستهدفة. واستقر مؤشر الدولار -الذي يقيس أداءه أمام سلة من العملات الرئيسية- عند 98.78 نقطة، قرب مستوى 98.81 نقطة وهو الأعلى منذ مطلع فبراير الماضي. وارتفعت العملة الأمريكية مقابل الإسترليني بنسبة 0.1% إلى 1.2226 دولار، فيما ارتفعت أمام العملة اليابانية بنسبة 0.25% إلى 104.46 ين، بينما استقرت أمام اليورو عند 1.0877 دولار.