شن التحالف العربي بقيادة المملكة غارات مكثفة أمس الاحد ضد مواقع عسكرية للانقلابيين في العاصمة اليمنية بعد ساعات من انتهاء الهدنة، التي استمرت ثلاثة أيام. من جهته وصل المبعوث الأممي للعاصمة صنعاء في إطار مساعيه لفرض هدنة جديدة بعد انتهاء الهدنة السادسة منتصف الليلة الماضية. فيما أطلقت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح النار على معتقلي السجن المركزي في صنعاء الأحد موقعة بهم اصابات بعد احتجاجهم على التجويع وتردي المكان. وشن طيران التحالف غارة ثامنة استهدفت «قاعدة الديلمي» الجوية قرب منطقة المطار. فيما قالت مصادر إنه من المتوقع أن يصل المبعوث الأممي إلى اليمن العاصمة صنعاء في إطار مساعيه لفرض هدنة جديدة بعد انتهاء الهدنة السابقة وابلاغ وفدي الحوثي وصالح بعقد مشاورات جديدة مع الحكومة اليمنية في الكويت لمناقشة رؤية أممية جديدة بتوافق دولي. وطالت غارات التحالف أمس مواقع للميليشيات في محافظاتمأرب (شرق صنعاء) وصعدة والجوف (شمال)، اضافة الى محافظة تعز (جنوب غرب)، بحسب مصادر عسكرية بقوات الشرعية. كما استهدف الطيران تعزيزات عسكرية كانت في طريقها من صنعاء الى صرواح في محافظة مأرب. واستهدف التحالف مواقع رادار في مدينة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون. فيما أعلنت ميليشيات الحوثي مقتل قياداتها الكبار، عن مقتل القيادي بالميليشيا عبدالخالق أحسن العركاضي، في منطقة البقع شمال شرق محافظة صعدة. في حين دعا مبعوث الأممالمتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد لتمديد الهدنة التي انتهت ليل السبت الاحد وشابتها اساسا خروقات من قبل الميليشيات في كل نقاط التماس وعلى حدود المملكة ثلاثة ايام اضافية. الا أن وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي قال لوكالة فرانس برس: ان «التمديد غير مجد حتى ان وافقنا عليه، لان الطرف الآخر لم يقدم اي التزام، لا الينا ولا الى المبعوث الاممي، بالهدنة او بغيرها». وأضاف «نحن نقدر دعوة المبعوث الاممي للتمديد، لكن في الاساس لم تكن هنالك هدنة بسبب خروقات» الانقلابيين. خطة جديدة وصل المبعوث الأممي إلى العاصمة صنعاء في إطار مساعيه لفرض هدنة جديدة بعد انتهاء الهدنة السادسة منتصف الليلة الماضية. وأكدت مصادر أن المبعوث الأممي «ولد الشيخ» سيعقد لقاء مع وفدي الحوثي وصالح في صنعاء مع ترجيح لقاء المخلوع صالح في محاولة جديدة لصمود هدنة جديدة. وأضافت المصادر: «إن المبعوث الأممي قد يبلغ وفدي الحوثي وصالح بعقد مشاورات جديدة مع الحكومة اليمنية في الكويت لمناقشة رؤية أممية جديدة بتوافق دولي». وكان المبعوث الأممي قد دعا مساء أمس السبت الأطراف اليمنية إلى ضرورة تمديد الهدنة ل «72 ساعة» أخرى. وقال في بيان على فيسبوك مع اقتراب انتهاء الساعات ال72 المحددة لوقف الأعمال القتالية السبت: إنه يدعو أطراف النزاع إلى الاتفاق على تمديدها 72 ساعة قابلة للتجديد. واعتبر ولد الشيخ أحمد أن وقف إطلاق النار «صمد بشكل عام رغم الانتهاكات». وأوضح في البيان «لاحظنا في الأيام الأخيرة أن المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية تم توزيعها في العديد من المناطق المتضررة، وقد تمكن موظفو الأممالمتحدة من الوصول إلى المناطق التي تعذر الوصول إليها سابقا. ونود أن تستمر هذه الجهود، وأن يتم توسيع نطاقها في الايام المقبلة». المقدشي: تعمدوا إفشال الهدنة وفي السياق، قال رئيس هيئة الأركان اليمنية اللواء محمد علي المقدشي، ان الانقلابيين في بلاده تعمدوا إفشال الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأممالمتحدة. وأوضح المقدشي في كلمة خلال تخرج عدد من الدفع العسكرية، أقيم في منفذ الوديعة، بحضرموت، أن انتهاك ميليشيا الانقلاب للهدنة يزيد في قناعة القيادة السياسية والعسكرية - في بلاده- بعدم جدية الانقلابيين في قبول السلام والاستعداد لوقف إطلاق النار ويؤكد تعنتها واستمرارها في الحرب وعجزها عن توفير متطلبات الشعب. وأضاف: «إن الجميع شاهد خروقات الميليشيات المتكررة وعدم التزامها بكل هدنة من خلال إطلاق الصواريخ الباليستية على الأحياء السكنية في مدينة مأرب والقصف العشوائي، الذي طال المدنيين بتعز واستهداف مواقع الجيش في أكثر من جبهة». ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، فإن عناصر الدفع العسكرية، سيلتحقون بجبهات القتال ضد الانقلابيين، لتحرير ما تبقى من المناطق التي لا تزال ترزح تحت سيطرة الميليشيات. مقتل قيادي حوثي وفي سياق سلسلة مقتل قياداتها الكبار، أعلنت ميليشيات الحوثي عن مقتل القيادي بالميليشيا عبدالخالق أحسن العركاضي الملقب ب»أبو يحيى العركاضي»، في منطقة البقع شمال شرق محافظة صعدة. وأكدت مصادر محلية أن العركاضي، الذي يُعتبر أحد قيادات الصف الأول الميدانية للميليشيات في محافظة صعدة، قتل بغارة جوية من طائرات التحالف التي استهدفت تعزيزات عسكرية كانت في طريقها لدعم الانقلابيين في جبهة البقع. كما يعتبر العركاضي من أهم المقربين من زعيم الانقلابيين، عبدالملك الحوثي، وشارك في جميع الحروب التي خاضتها ميليشيات الحوثي ضد السلطات في اليمن منذ العام 2004. من جانبه، أكد رئيس هيئة الأركان اليمنية، اللواء محمد علي المقدشي، أن الميليشيات الانقلابية في بلاده تعمدت إفشال الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأممالمتحدة، ودخلت حيز التنفيذ ليل الأربعاء الماضي. ##تمرد في صنعاء من جهة أخرى، اقتحمت قوات مكافحة الشغب التابعة لميليشيا الحوثيين السجن المركزي بالعاصمة صنعاء واطلقت النار على السجناء موقعة بهم اصابات والمعتقلين الذين احتجوا واشتبكوا مع حراسة السجن بسبب تردي الأوضاع الداخلية للسجن وانعدام المواد الغذائية والوجبات التي يقدمها السجن للمعتقلين. وقال مصدر مسؤول وفقا ل «المشهد اليمني»: ان السجناء رفضوا العودة إلى العنابر بسبب منع الحوثيين وجبة العشاء الكاملة للسجناء إضافة إلى عدم توفير مياه الشرب بشكل كامل إضافة إلى أعمال النظافة. وأضاف المصدر: «إن مشرف الحوثيين في السجن اتصل فوراً بمشرف حوثي آخر في قوات مكافحة الشغب التي وصلت فوراً واقتحمت السجن وقامت بإدخال السجناء إلى العنابر بالقوة بعد مطاردة بالسلاح والهراوي في ساحة السجن. ويعاني السجن المركزي في صنعاء من تردي الأوضاع المعيشية وانعدام وجبات الأكل التي يتم تقديمها للمعتقلين». ##اختطاف مواطنين وفي اطار عملياتها الإجرامية المتواصلة بحق السكان المدنيين في محافظات اليمن، قامت ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح باختطاف نحو 40 شخصا من قرية واحدة في محافظة الضالع، جنوبي البلاد. وقالت مصادر محلية: إن ميليشيا الحوثي اختطفت 38 شخصا من قرية الحقب بمديرية دمت في الضالع، معظمهم من «آل الحقب»، فيما يشبه «التطهير الطائفي» في المنطقة، ومازالت القائمة مفتوحة. ووصف مراقبون إقدام ميليشيا الحوثي والقوات الموالية لها على اختطاف هذا العدد من السكان ب «التطهير العرقي». وعادة يقوم الحوثيون باختطاف الأهالي، في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، دون وجود أي مبرر، ويحدث ذلك خارج دائرة القانون.