الهدنة الحالية التي أعلنتها الأممالمتحدة بواسطة مبعوثها في اليمن والتي تمت بين السلطة الشرعية والميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح هي السادسة من نوعها، وقد خرقها الانقلابيون كعادتهم في الهدن السابقة، بما يؤكد عدم التزام الحوثيين وصالح بأي هدنة قد تعلن فيما بعد، فقد تعودت تلك الميليشيات على خرق كل الهدن، وعدم الاصغاء لصوت العقل والحكمة والاتزان. خلال الساعات القليلة الماضية سجلت أكثر من ألف مرة، خرق الانقلابيون الهدنة الموقعة بينهم وبين الشرعية اليمنية بواسطة الأممالمتحدة على الحدود بين اليمن والمملكة وفي عدة محافظات يمنية فقد بلغت الخروقات 692 حالة خرق داخل الحدود منها 124 داخل قطاع جازان و81 حالة قرب نجران و124 حالة في مأرب و24 حالة في شبوة و44 حالة في تعز و48 حالة في ضالع و116 في الجوف و44 حالة في صنعاء و5 حالات في عدن. هذه الخروقات وغيرها يضاف عليها عدد من انتهاكات حقوق الانسان التي مارستها الميليشيات الحوثية وصالح داخل اليمن بلغ تعدادها 326 خرقا، وكلها تمثل إعلانا يرى بالعيون المجردة عن استمرارية الانقلابيين في خرقهم لأي هدنة معلنة، وقد سبق أن خرق الانقلابيون خمس هدن سابقة فور الاعلان عن بدء سريانها، وهذا دليل واضح لا يقبل الشك على أن الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح غير راغبين في السلام وماضون في تصعيد الحرب في اليمن. ورغم الخرق الأخير فإن الشرعية اليمنية تحرز انتصارات متلاحقة في بسط نفوذها وسيطرتها على عدد من المدن اليمنية، فقد تمكن الجيش اليمني والمقاومة الشعبية من السيطرة على مواقع عديدة بمديرية البقع شمال شرق محافظة صعدة، وهو دليل جديد على أن النصر في نهاية المطاف سيكون في صالح الجيش اليمني والمقاومة الشعبية حيث تحقق الشرعية العديد من الإنجازات على الأرض. ويبدو واضحا للعيان أن الانقلابيين بانتهاكاتهم المستمرة لكل الهدن السابقة والهدنة الحالية غير عابئين بأي قرار أممي ملزم، وأنهم ما زالوا يضربون عرض الحائط بكل الهدن التي يوقعون عليها ثم ينقضونها بعد التوقيع مباشرة، وهو أمر يدل على الاستمرار في ممارسة المراوغة والتملص من أي قرارأممي، وأن الاجتماعات الماضية بينهم وبين الشرعية اليمنية ماهي إلا حبر على ورق. التملص من أي هدنة موقعة بين الشرعية اليمنية والميليشيات الحوثية وصالح يعني الرغبة في إبقاء فتائل الحرب مشتعلة في اليمن لتأتي على الأخضر واليابس فيه، وهنا تبرز أهمية الدور الذي يجب أن يلعبه المجتمع الدولي للحيلولة دون العبث الحوثي المستمر، ويحول دون السخرية والاستهزاء بالقرارات الأممية المرعية، وهو دور لا بد من تفعيله في الظروف الصعبة التي يعيشها اليمن في الوقت الراهن. الوثوق بأي هدنة قادمة قد توقع مع الانقلابيين في المستقبل المنظور يبدو غير مجد على الاطلاق، فمصيرها سيغدو مثل مصيرغيرها من الهدن السابقة بما فيها الهدنة الأخيرة التي مزق الانقلابيون أوراقها بعد التوقيع عليها مباشرة، فالقفز فوق تلك الهدن يعني القفز فوق الشرعية اليمنية، ويعني في الوقت ذاته القفز على القرارات الأممية الملزمة، ويعني السخرية من المجتمع الدولي أيضا.