حقق الفيلم السعودي «ماطور» للمخرج محمد الهليل جائزة أفضل فيلم قصير مناصفة مع الفيلم الإيراني «مرايا شاحبة» للمخرج سالم صواتي في مهرجان بيروت الدولي للسينما في دورته ال 16، وذلك في إنجاز جديد يحسب للسينما الشبابية السعودية. وفي حديث ل«الجسر الثقافي» عبر المخرج السعودي محمد الهليل عن فرحته بهذا الفوز، وقال: «أنا سعيد جدا لحصولي على الجائزة التي تعني لي الكثير، خصوصا أنها من بين مخرجين سينمائيين من جميع أنحاء العالم يمتلكون تجارب متعددة في مهرجانات مختلفة، وكنت أتمنى أن أكون هناك لاستلام الجائزة والتعرف عن قرب على تجارب وأفكار السينمائيين المشاركين ولكن لظروف شخصية لم أستطع حضور المهرجان». وأضاف: «بالتأكيد ستكون الجائزة محفزة لي لبذل المزيد من العمل لمواكبه التطور في الحركة السينمائية المتطورة في المملكة».وكانت لجنة التحكيم قد أعلنت فوز فيلم «روبرت» للمخرجة اللبنانية غنى عبود بجائزة أفضل فيلم وثائقي، فيما نال المخرجان الايرانيان فرناز ومحمد رضا جوربشيان جائزة أفضل مخرج فيلم وثائقي عن فيلمهما «اوفررولد»، كما نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة للأفلام الوثائقية مناصفة فيلما «هي هية الغربة» للمخرج الجزائري ماني بن شلاح وفيلم «محبة» للمخرج السوري وضاح الفهد، فيما نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن الأفلام القصيرة فيلم «ساوث بول» للمخرج امين اكبينار، كما فاز فيلم «رسائل من بغداد» للمخرجين سابين كراينبوهي وزيفا أولباوم بجائزة الجمهور. ورغم تراجع المشاركة العربية، أشار المسؤول الإعلامي في المهرجان باسم الحاج إلى أن الأفلام العربية التي شاركت هذا العام تميزت بعرض قضايا مختلفة من صلب الواقع والمجتمع العربي لمخرجين من لبنان والعراق وسوريا وفلسطين والمغرب وكذلك المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة.ولفت الى ان صناعة السينما في العالم العربي حققت تقدما ملحوظا خلال الفترة الأخيرة مقارنة بالسابق، حيث تمتاز الكثير من الأفلام اليوم بلغة سينمائية جيدة وقصص جيدة أيضا فيما طور الكثير من المخرجين العرب عملهم بفضل دراستهم في الخارج واحتكاكهم المباشر مع السينما العالمية وصناعها. واعتبر أن تطور الصناعة السينمائية في العالم العربي يحتاج إلى إمكانات إنتاجية ضخمة غير متوافرة حاليا، إضافة الى إتاحة هامش أكبر للتعبير في القصة والرؤية الإخراجية وهو أمر أساسي وضروري. وحول المهرجان، أشار الحاج إلى أن الميزة الأساسية هي إتاحته مشاهدة أفلام دولية شاركت في مهرجانات سينمائية دولية أمام الجمهور اللبناني والعربي، علما بأن معظم هذه الأفلام لا تعرض في صالات السينما التجارية، كما أنه يشكل منصة ومنبرا للتعبير عن قضايا الإنسان والمنطقة من خلال المواضيع المتنوعة، التي تعرضها الأفلام سواء تلك التي تشترك في المسابقات أو تلك التي تعرض من خارج الفئات. وأكد أن طموح القائمين على المهرجان هو التطور والتقدم وكذلك استمراريته كمحطة سينمائية سنوية في لبنان والمنطقة تجذب الأفلام والمخرجين من الشرق الأوسط والعالم مشيرا إلى أن المهرجان يحتفل العام المقبل بالذكرى العشرين لانطلاقته، حيث من المقرر إقامة فعاليات تواكب المناسبة في محطات عدة تتوزع طيلة العام. وشارك في الدورة الحالية من مهرجان بيروت الدولي للسينما 74 فيلما من دول عربية وأجنبية توزعت على مسابقتي الأفلام الشرق أوسطية القصيرة والأفلام الشرق أوسطية الوثائقية.