أعلنت قيادة قوات التحالف عن قبولها نتائج التحقيق في حادث القاعة الكبرى بصنعاء حيث قتل فيها من قتل وجرح من جرح نتيجة معلومات خاطئة، وهو حادث غير مقصود نتج عن تلك المعلومات التي قدمت لهيئة الأركان اليمنية، ومثل هذا الخطأ يقع بطبيعة الحال في كل الحروب ولا يمكن أن يستثنى لأي سبب من الأسباب التي قد تدفع لوقوعه دون قصد، وتلك من طبائع الحروب ونتائجها. اعتراف القيادة بهذا الخطأ يمثل شجاعة يتحلى بها كل مسؤول عن القيادة، والتعبير عن الأسف لوقوع الحادث يمثل بادرة قلما تتحلى بها العديد من القوات وعلى رأسها القوات الايرانية التي لا تعترف بأخطائها المقصودة بل تتنصل من ارتكابها وتحيل ما ارتكبته الى جهات بريئة، وتأخذ عبر أبواقها الاعلامية الكاذبة في الابتعاد عن أي خطأ أدى ومازال يؤدي لكثير من الاعتداءات العسكرية المقصودة على منشآت أو مساكن. الشجاعة لإظهار الحقائق هي ما تنادي به قيادة قوات التحالف بغض النظر عن الجهة المسؤولة عن ارتكاب الخطأ، وهي شجاعة تبرز الجوانب الايجابية لما تقوم به قوات التحالف في اليمن، وفيها استخلاص الدروس التي يمكن الاستفادة منها والعمل على عدم تكرار مثل هذا الحادث المؤسف وهي تقوم بمساعدة الشرعية اليمنية على مواجهة الميليشيات الحوثية وصالح وأعوانهما المتمثلين في حكام طهران ومجموعة من التنظيمات الارهابية. وقد جاء الأمر السامي الملكي الكريم بإنشاء لجنة جبر الضرر لتعويض المتضررين من الحادث دليلا واضحا على دعم تلك الشجاعة التي تتحلى بها قيادة قوات التحالف، وهو أمر يدعو للاطمئنان على سلامة سير عمليات قيادة تلك القوات، فالأخطاء التي تحدث في مثل المواجهات التي تدور في اليمن واردة ولا يمكن استبعادها لأي خطأ غير مقصود، فشجاعة القيادة بإعلانها قبول نتائج التحقيق تمثل خطوة ايجابية تستحق التقدير والتثمين. واذا قورنت هذه الشجاعة بما يحدث على أرض الأحداث في اليمن أو غيرها من الأقطار التي تتعرض للتدخلات الايرانية السافرة في شؤونها فإن ما يطفو على السطح ويشاهد بالعيون المجردة هو أن حكام طهران لا يعترفون اطلاقا بأي مخالفات مقصودة ناجمة عن أخطاء مقصودة، بل يثيرون حولها هالة من الحملات الاعلامية للخروج من المسؤولية وإلصاق التهم بالآخرين، وهذا هو ديدن أولئك الحكام منذ تاريخ تدخلاتهم السافرة في شؤون العديد من دول المنطقة. ايران تحمل سلسلة من أخطائها لجهات بريئة وتتنصل من ارتكابها عبر دعاياتها الاعلامية الكاذبة الخالية من الصحة، وهذه ظاهرة مشهودة على أر ض الأحداث في المنطقة، فالمقارنة العادلة بين تحمل نتائج المعلومات الخاطئة وإلصاق التهم بالآخرين واضحة لدى كل مراقب يشهد مجريات ما يحدث على أرض المعارك الدائرة في اليمن وسوريا والعراق وغيرها من الدول التي حشر حكام طهران أنوفهم في شؤونها الداخلية. قبول نتائج التحقيق فيما يتعلق بحادثة القاعة الكبرى بصنعاء من قبل قيادة قوات التحالف يدل على شجاعة واضحة لابد من تحملها وتحمل تبعاتها وهو أمر يؤكد صحة التوجهات السليمة للمعارك التي تدور في اليمن لتخليصها من براثن الانقلابيين والعمل على اعادة الشرعية لها من جديد.