سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثقافة المجتمع جعلت الزواج أقفاصا للديون
الطلاق الصامت.. بداية «الانفصال».. خبراء يحذرون:
نشر في اليوم يوم 11 - 10 - 2016

قال مختصون وخبراء: إن ارتفاع تكاليف حفلات الزواج تتعلق بثقافة المجتمع المليء بالمظاهر التي تثقل كاهل الزوج، مشيرين إلى أن غلاء تكاليف الزواج تعتبر ظاهرة اجتماعية قديمة في مجتمعنا، وأصبحت أكثر وضوحا مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي، وتمثل شبحا للشاب المتوسط الحال وأسرته، ومنزلقا إلى الديون التي ترافقه وزوجته لسنوات طوال، وتنهار معها حياته الاقتصادية.
وأوضحوا في حديثهم ل «اليوم» ضمن الملف الشهري السابع عشر «الأعراس.. والتكاليف الخفية» أن غلاء الزواجات تسبب في عزوف الشباب عن الزواج، وهو مسار لوضع مادي لا يساعد على حياة زوجية آمنة في المستقبل، لافتين إلى أن الاهتمام قد زاد بأمور المهر وتكاليف ليلة الزواج.
وتحدث المشاركون حول إظهار مظاهر البذخ في الزواجات، وأشاروا إلى أنها أصبحت مطلبا اجتماعيا في أغلب الزواجات، كما بات حديث المجتمع وشغلهم الشاغل المظاهر الخارجية للزواج طمعا في إرضاء المعازيم، حتى وإن كان هذا الأمر سيكلفهم مبالغ طائلة سيدفعونها على شكل اقساط شهرية لسنوات طوال.
التكاليف وثقافة المجتمع
في البداية قالت المفكرة والباحثة الشرعية الدكتورة سهيلة زين العابدين: إن ارتفاع تكاليف حفلات الزواج تتعلق بثقافة المجتمع المليء بالمظاهر التي تثقل كاهل الزوج، مشيرة إلى أنه يمكن اختصار تكاليف حفل الزواج بالتفاهم بين الزوجين وجعله عائليا، وتوفير الكثير من المبالغ لتأثيث بيت الزوجية.
وأضافت الدكتورة سهيلة: إذا أردنا أن نقلص نسب الطلاق في مجتمعنا علينا أن نبدأ بالفعل تصحيح الخطاب الإسلامي للمرأة وعن المرأة طبقا للفهم الصحيح للآيات القرآنية المتعلقة بالمرأة والعلاقات الزوجية والأسرية، وتنقية هذا الخطاب من الموروثات الفكرية والثقافية والأحاديث الضعيفة والموضوعة والشاذة والمفردة التي تكرس استعلاء الزوج وسيادته وإذلال المرأة واستعبادها وجعلها كالمملوكة، وكل هذا يتنافى مع قيم الإسلام ومبادئه.
الديون والمشاكل
من جهتها، قالت المحامية والمستشارة القانونية ريم العجمي: إن غلاء الزواجات تسبب في عزوف الشباب عن الزواج، إضافة إلى أن من يتداين ليتمكن من الزواج تتزايد عليه المشاكل وترتفع نسب الطلاق بسبب تراكم الديون التي تكبدها الزوج خصوصا إذا كانت عن طريق الاقتراض من البنوك لسداد المهر، وكذلك نفقات الزواج العالية، فتنتج مشاكل عائلية بسبب الديون وتراكمها، مشيرة إلى أن الحلول تكمن في التوعية قبل الزواج للمقبلين عليه، وطرق البداية بحياة سعيدة بعيدة عن التكلف والبذخ.
وأضافت العجمي: «من واقع تجارب قضايا طلاق عايشتها بحكم عملي محامية، يُعد من أول أسباب الطلاق عدم التفاهم وتدخل الأهل في مشاكل الزوجين، وعدم إعطائهما فرصة لحلها وحدهما ومواجهة مشاكلهما، وأكثر الأوقات يكون تدخل الأهل سلبيا ويؤدي إلى اتساع الفجوة بين الزوجين، وتراكم المشاكل التي يصعب حلها، كذلك عدم تحمل المسؤولية أو إعطاء الدور كاملا للزوج او الزوجة خصوصا بعد أن أصبحت الزوجة موظفة ولديها عمل مع عدم وجود تفاهم والعناد بسبب تمسك كل منهما برأيه وعدم التنازل، وكذلك عدم معرفة حقوق بعضهما البعض التي يجهلها الكثير من الأزواج وهذه الحقوق يجب معرفتها كاملة قبل الزواج لا بعده عن طريق وجود برامج ودورات للمقبلين والمقبلات على الزواج».
الطلاق الصامت
من جهتها فندت المستشارة الاجتماعية والكاتبة هيفاء صفوق، أسباب ارتفاع نسبة الطلاق في عدة نقاط من أهمها: الجهل بمفهوم الحياة الزوجية، وعدم القبول والتقبل، حيث إن اغلب الزيجات تتم دون معرفة الطرف الآخر، ويتفاجأ الطرفان بشخصياتهما وفكرهما المختلف عن بعض، وافتقاد المهارات الأساسية مثل طريقة الحوار والمناقشة، وعدم الاستماع للطرف الآخر، أو عدم القدرة على التعبير، إضافة إلى تراكم الخلافات البسيطة والمتكررة بحجة أنها بسيطة، وهي أهم عوامل بداية الانفصال العاطفي الذي يتدرج بهدوء دون أن يدرك ذلك الزوجان حتى يصلا إلى مرحلة الانفصال النفسي ومن ثم الجسدي، وهنا يصعب الحل، والسلطة والتسلط والتملك وممارسة القوة في الحياة الزوجية ما يؤدي إلى تراكم المشاعر السلبية والغضب والكرة.
كما أن الاختلافات الفكرية وهي من أهم العوامل التي سارعت في عملية الطلاق، وتكرار المشكلات غير المتعلقة بالزوجين نفسيهما، وعدم تأهيل الشباب والشابات المقبلين على الزواج، وتعاطي بعض الأزواج للمخدرات بصورة دائمة مع عنف متكرر، وسرعة اتخاذ قرار الطلاق اكثر من السابق فاليوم المرأة أصبحت مستقلة تعرف حقوقها، إضافة الى مساندة الأهل لها عكس السابق كان يعتبر الطلاق خطيئة، وافتقاد العاطفة والاحترام والتقدير بين الزوجين.
الطلاق المبكر
من جهتها، قالت المحامية نسرين الغامدي: إن 80 في المائة من أسباب الطلاق المبكر تعود لمشاكل جنسية، حيث تشكل الأسباب الداخلية العامل الأول والحقيقي لظاهرة الطلاق المبكر، وإن وجدت أسباب أخرى إلا أن بعضها غطاء لهذا السبب تحديدا، وأن المشاكل المتعلقة بالحياة الجنسية بين الزوجين هي السبب الكامن وراء ظاهرة الطلاق المبكر في حال حدوث ما يعرف بصدمة بداية الزواج، حيث يمكن أن يكتشف الزوج شيئا في زوجته أو العكس.
الخيانة والتخبيب
من جهتها حمّلت المحامية غدير الغامدي، مواقع التواصل الاجتماعي دورا في أسباب الطلاق لمن لديهم استعداد للخيانة والتخبيب ليقوموا بذلك دون عناء من خلال غرف الدردشة والكاميرا التي تتيح المحادثة بشكل مباشر، ما جعل الكثير من الأشخاص يقعون في فخ الابتزاز الذي يمتهنه كثير من المحتالين في العالم الافتراضي ممن يتربصون بالباحثين عن مغامرات جنسية عبر شبكات الإنترنت.
الغيرة والشك
وفي ذات السياق، قالت الباحثة القانونية الجوهرة الغامدي: إن الغيرة المرضية التي تؤدي إلى الشك الدائم في أي تصرف يقوم به الطرف الآخر تثير الكثير من الخلافات والمشاكل، إضافة إلى عدم السماح للزوج برؤية مخطوبته إلا ليلة الزفاف.
مرحلة تصحيحية
وقالت التربوية روضة العماري: إن غلاء تكاليف الزواج ظاهرة اجتماعية قديمة في مجتمعنا، وأصبحت أكثر وضوحا مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي أصبحت تكاليف الزواج من حفلات خطبة وشبكة وزفاف وغيرها، تمثل شبحا للشاب المتوسط الحال وأسرته ومنزلقا للديون التي ترافقه وزوجته سنوات طوالا تنهار معها حياته الاقتصادية مستقبلا، لافتة إلى أن الحل يبدأ بالتوعية منذ الصغر بالانصراف إلى ما هو أهم والتربية الدينية والأخلاقية والاقتصادية للنشء، إضافة إلى تدخل الجهات المختصة في الحد من هذه المظاهر وسن ضوابط وعقوبات لحفلات الزفاف.
وأشارت العماري، إلى أن من أهم أسباب كثرة الطلاق: عدم تربية النشء وإعداده لتكوين أسرة مثالية، حيث إن الكل يهتم بأبنائه في لباسهم وإطعامهم وإدخالهم أفضل المدارس واغفال تهيئة الرجل ليكون زوجا مثاليا والبنت كزوجة مثالية، مشددة على أنه لابد من الاهتمام بحال استحالة العشرة أن يكون الطلاق حلا وليس نهاية الحياة واعتباره مرحلة تصحيحية للحياة للطرفين.
السعادة الزوجية
وأوضحت الكاتبة إيمان الشاطري، أن مشكلة غلاء المهور والزواجات قد تكون عائقا تجاه زواج الفتيات، وقد تكون طريق لوضع مادي لا يساعد على حياة زوجية آمنة في المستقبل، مشيرة إلى أنه زاد الاهتمام بامور المهر وتكاليف ليلة الزواج والجميع على قناعة تامة بأن السعادة الزوجية لا علاقة لها بمدى تميزها، مع الإصرار من الكثير على الاهتمام المبالغ فيه الذي يخلف تكاليف مادية قد تساوي مؤونة خمس سنوات مقبلة للعروسين.
وأشارت إلى أن المجتمع بحاجة لكسر تلك القاعدة بثقة وإصرار ومحاولة تضييق نطاق الفرح والمعازيم وإدراك أن المال ليس مقياسا لقيمة العروس إنما هو أمر معنوي وضع شرعا لمؤشر إيجابي ضغطنا عليه بهذا الشكل حوله إلى سلبية بسببها تعثر مستقبل شباب غير قادرين وفتيات مبالغات.
من أسباب الطلاق
وذكرت الشاطري، أن من أسباب الطلاق: عدم إدراك الزوجين أنهما اجتمعا للتكامل وليس للتحدي والتنافس، لافتة إلى إغداق الزوجة على الزوج العواطف والاهتمام في فترة الخطوبة وبداية الزواج دفعا لهروبه وانشغاله عنها.
قيمة المهر
من جهته قال المحاضر في النظام الجنائي السعودي ماجد الفيصل: «غلاء الزواجات بما فيها المهور من أسباب عزوف الشباب عن الزواج، وللأسف فإن كثيرا من الأسر تنظر للمهر بشكل منفصل عما يتحمله الشاب من نفقات لاتمام الزواج، والحقيقية أن المهر جزء هام ورئيس من تلك النفقات التي إذا نظر اليها كوحدة واحدة لظهر لنا الكثير من سلبيات غلاء المهور».
ومعلوم أيضا أن تكريس الأسرة أو بعض شرائح المجتمع غلاء المهور سيؤثر بطريقة غير مباشرة على أفراد الأسرة أو الجماعة الواحدة بحيث يسعى تلقائيا أفراد تلك الأسرة أو الجماعة الى أن يكون هناك حد أدنى للمهر لا ينزل عنه، وأنه كلما كان أقل من هذا الحد سيكون فيه تقليل من شأن الفتاة أو المرأة وأسرتها، فأحكام الشرع تحث على تيسير الزواج والستر والعفاف.
أيضا أظهرت التطبيقات الواقعية لغلاء المهور الكثير من السلبيات التي لا يقتصر أثرها على الشباب، بل على الفتيات أيضا، فعلى سبيل المثال لا الحصر وبكل وضوح نلمس أن بعض الرجال يتزوجون، ثم بعد الزواج والدخول ولأي سبب يراه في عدم رغبته في المرأة يعمد إلى الإضرار بها بشكل يصعب إثباته حتى تفدي نفسها منه بالخلع وترد له كامل المهر الذي دفعه لها حتى يتمكن من الزواج بأخرى.
وبالتأكيد لا يفصح عن قصده المخالف لأحكام الشرع لأنه هو الذي يريد تطليقها ليعمل على استرداد المال بطريقة ملتوية وغير شرعية، لذا فإن القضاء إذا ثبت له ذلك سيفسخ العقد، لكن قد يكون لحق بالفتاة وبأسرتها أعباء الخصومة والملاحقة القضائية مع مراعاة صعوبة إثبات ذلك في كثير من القضايا من جهة، أو لما فيه من جهد ووقت وانتظار وإرهاق نفسي وجسدي حتى يتم الفصل في مثل هذه القضايا.
وأضاف الفيصل: « يلجأ بعض الأسر لتحمل تلك التكاليف صلحا لدرء جميع ما سبق رغم الضرر الذي وقع على ابنتهم، وللأسف بعض الأسر أو النساء اللاتي يقعن ضحايا لمثل هذه القضايا يكونوا قد أنفقوا تلك المهور المرتفعة في مظاهر الاستعداد للاحتفال بالعرس التي غالبا يكون مبالغا فيها أيضا، وبالتالي قد يصبح من الصعب عليهم - حال وقوعهم في مثل تلك القضايا - إرجاع تلك المبالغ ومن ثم إضرارهم للاستدانة».
وذكر نموذج آخر لسلبيات غلاء المهور من جانب المرأة نفسها، فهناك بعض النساء في حالة كرهن العيش مع أزواجهن وأردن الخلع وكان مهرها مرتفعا فقد يكون لها عائق حقيقي في تحملها تبعات ذلك، وهنا قصص كثيرة محزنة وقعت فعلا ولم تجد المرأة من يقف بجوارها خاصة بعد مرور عدة سنوات على الزواج.
تقدير المهر حق للفتاة، لكن مهم جدا أن تدرك تلك الفتاة وأسرتها التبعات التي قد تترتب أو قد تقع للغلاء في المهور لا سيما في حال عدم الوفاق أو نحوه، ومعلوم أن نسب الطلاق أصبحت أمرا ملحوظا جدا ولا يمكن تجاهل احتمالية وقوعه حال عدم الوفاق بين الزوجين.
سلبيات غلاء الزواجات
وتطرق إلى سلبيات غلاء الزواجات والمهور في مواجهة الرجل، وقال: «العوامل المعنوية التي تلقي بشباكها على أفراد الأسرة أو الجماعة الواحدة بمعنى أن بعض الشباب يعزفون عن الزواج لتأثره بارتفاع المهور التي أستطاع أن يتحملها شباب آخرون في تلك الأسرة أو الجماعة».
فتجد هذا الشاب الذي لا يستطيع تحمل مثل هذه المبالغ يفضل العزوف عن الزواج لتوهمه ان ذلك قد يحمي كرامته وعزة نفسه من الإقبال على أمر لا يطيقه أو يطيقه والده أو أفراد أسرته المقربون من تكاليف، ومن سلبيات غلاء المهور، حيث تجدر الإشارة إلى أن بعض الأسر أو الجماعات التي تبالغ في المهور ومظاهر الاحتفالات من يتحمل تلك التكاليف ليس العريس، وإنما أسرته أو تلك الجماعة.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل تستطيع أن تقدم تلك الجماعة أو الأسرة ذات المستوى من المساعدات لجميع شبابها، فإن كان نعم فذلك خير، وإن كان لا، فيكونون بذلك قد ساهموا في وضع أعباء مادية ومعنوية على شبابهم غير القادرين على الحصول على ذات تلك الامتيازات التي قدمت لبعض شباب تلك الجماعة أو الأسرة وحرم منها الآخرون، فتكون ردة الفعل منهم العزوف أو تأخير الزواج.
فكم من حالات طلاق وقعت في مرحلة الملكة للاختلاف بين الأسر للأسباب المادية، ومن سلبيات غلاء المهور إسباغ النظرة المادية المؤثرة من بعض الشباب في اختيار الزوجة والمقصود هنا أن هناك من الشباب من يدفعه غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج إلى ردة فعل مادية اتجاه اختيار الزوجة، حيث يعتمد الشاب في البحث عن زوجة على المعطيات المادية مقابل ما يتحمله من تكاليف.
فتجد الشاب المادي يبحث على الفتاة البارعة الجمال ليخرج جميع الفتيات متوسطات الجمال ويبحث عن الفتاة ذات المال مثل الموظفة والثرية ليخرج من دائرة بحثه غير الموظفة أو تلك التي ليس لديها مؤهل مميز يساهم في تعيينها، وبالتالي قد يكون هذا الشاب خضع لتلك المعطيات المادية المترتبة على غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج، وحكم على مستقبل زواجه بنظرة مادية بحتة.
وهنا تقع الفتاة ضحية تلك الماديات ومعطياتها، بل قد يقع الشاب نفسه ضحية عدم اعتبار الأسباب الحقيقية لدوام واستمرارية العشرة والألفة بين الزوجين، وأهمية مدى التوافق الديني والعاطفي والأخلاقي والعلمي والقيم الهامة الأخرى بين الزوجين، لذلك فإن سلبيات غلاء المهور وما يترتب عليها من ارتفاع تكاليف الزواج تستحق أن تتولاها البحوث والدراسات، ولابد من وقفة جادة من مؤسسات المجتمع المدني سواء تلك المعنية بالأسرة أو تلك التي يمكن استحداثها في المستقبل لتوعية المجتمع بخطورتها وآثارها السلبية على الأسرة كوحدة أساسية للمجتمع.
وبين الفيصل، أن هناك عدة أسباب لارتفاع نسب الطلاق في المجتمع السعودي، وقد اثبتت دراسات متعددة أن من أهم أسباب الطلاق: عدم تحمل الرجل المسؤولية، والجفاف العاطفي، وسوء الطباع، والخيانة الزوجية، واختلاف الطباع، وتدخل الأهل، والإدمان، والمشاكل الجنسية، وعدم الإنجاب، وزواج المسيار، وعدم إدراك الزوجين الحقوق والواجبات الزوجية، وتدخل الأهل والأقارب في شؤون الزوجين،
إضافة إلى التفاوت في المستويات التعليمية والعسكرية والاجتماعية للزوجين، وخروج الزوجة للعمل، واختلاف العوامل الاقتصادية كمحدودية دخل الأسرة، والاعتداء على أموال الطرف الآخر، وارتفاع مستوى معيشة الأسرة، والبطالة، والتفاوت الكبير في المستوى الاقتصادي بين أسرة الزوجين، وغيرها من العوامل والمؤشرات التي تكون أسبابا للطلاق.
المجلس الأعلى لشؤون الأسرة
وتطرق الفيصل، إلى أن الموافقة على إنشاء المجلس الأعلى لشؤون الأسرة سيساهم في علاج الكثير من المشكلات، إضافة إلى أن المجتمع بحاجة إلى مبادرات مجتمعية بجوار دور سلطات الدولة الثلاث، وأصبح من الضروري أن نرى مؤسسات مجتمع مدني متخصصة لتتعمق بشكل متخصص في مكافحة ومتابعة ومعالجة أسباب الطلاق، مؤكدا ان القضية مجتمعية ولا يمكن علاجها من جهة محددة، بل هناك حاجة حقيقية لمبادرة اكثر من جهة مشتملة على قطاعات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني للتصدي لها بوعي وتخصص وتخطيط استراتيجي يتم بشمولية حقيقية وتنسيق مترابط.
نشر مظاهر البذخ
وقالت المستشارة منى العتيبي: «غلاء الزواجات وإظهار مظاهر البذخ أصبحت متطلبا اجتماعيا في أغلب الزواجات، وأصبح حديث المجتمع وشغله الشاغل المظاهر الخارجية للزواج إرضاء للمعازيم، حتى وإن كان هذا سيكلفهم مبالغ طائلة سيدفعونها مجاراة للوضع الاجتماعي الذي أصبح سائدا في البلد».
وأشارت إلى ضرورة تجاهل مثل هذه الزواجات، وعدم الحديث عنها، أو نشر مظاهر البذخ عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى لا نكون يدا مساهمة في نشر مثل هذه السلوكيات غير المقبولة شرعا، إضافة إلى وضع ضوابط لاسعار القاعات وتصنيفها من حيث الجودة والخدمات وبناء على ذلك التصنيف تخضع لاسعار محددة.
وأشارت العتيبي، إلى أن طلاق الزوجين يعود إلى أسباب عدة تختلف حسب ثقافة الأسر ومعتقداتها وتنشئة الأجيال، حيث إن أغلب الأزواج والزوجات يطمحون الى أن تتحقق حياة آبائهم، وهذا صعب فقد اختلفت متطلبات الحياة، إلا أن الصورة مازالت في ذهن الكثير، ومازالت المقارنة قائمة، ومازال الجيل الجديد رغم تطوره وثقافته يرفض تبعات التطور.
درجة الاحتقان
كما أن أسلوب حياة الجيل الحالي لها أثر كبير في وجود الفجوة بين الزوجين، ومنها: أنه في بداية الزواج يصدم العديد من الفتيات بسهر الزوج وقضاء أغلب وقته مع رفاقه والسفر معهم، كذلك بعض الفتيات بعد الزواج لا يستطعن الفصل بين حياتهن قبل الزواج وبعده، فتهمل الزوجة متطلبات الزوج الأساسية، فتنتفي مسؤولية الزواج بين الطرفين تماما، ويعود السبب في ذلك للتكنولوجيا وأسلوب الحياة العصري ما يصل بالطرفين لدرجة الاحتقان التي تسبب الطلاق.
المبالغ المادية التي تصرف في يوم واحد يتم تسديدها على عدة سنوات
بعض الأهالي يبحثون عن الأغلى للتباهي
الملابس تستحوذ على النصيب الأكبر من تكاليف الزواجات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.