لقد انكشف الوجه القبيح لأمريكا للتآمر على قبلة العالم الإسلامي، وقلبها النابض، لعلمهم أنها قبلة مليار ونصف مليار مسلم، وحامية حمى الحرمين الشريفين. إن النهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا، واستقلاليتها في اتخاذ قراراتها السيادية، مهما تعارضت مع مصالح الدول الأخرى، السياسية والاقتصادية، والاستراتيجية، أزعجتهم، وجعلتهم يحاولون إيجاد ذرائع لتوريط المملكة واتهامها، رغم أن اللجنة الأمريكية المختصة بالتحقيق في أحداث الحادي عشر من سبتمبر قد نفت أية علاقة للسعودية أو أي من المسؤولين الحكوميين بحادث 11 سبتمبر وكان التقرير الذي صدر مؤخرا واضحا بنفي أي دور. لقد غلبت عليهم شقوتهم، وتسرعوا بالموافقة على قانون جاستا وها هم يتهمون المملكة بقتل الأبرياء في اليمن زورا وبهتانا، هم لا يفكرون في نتائج مواقفهم السلبية، حتى على دولتهم، فجاستا يمكن أن يفتح المجال لدول العالم التي عانت من الإرهاب الأمريكي لمقاضاتهم. هم لم يقيموا مواقف المملكة الحليف الوفيّ منذ قرن من الزمن تقريباً، في التعاون ومحاربة الإرهاب، بالإضافة إلى العلاقات الوطيدة اقتصادياً، واستراتيجياً، كل ذلك يطيحون به بسبب ادعاءات واهية. ومن حسن الحظ، تبين لهم الخطأ الكبير الذي وقعوا فيه، بإصدار جاستا وعليهم إعادة النظر فيه، لأن أول المتضررين منه الأمريكان أنفسهم. ولكن رب ضارةٍ نافعة.. لتأخذ المملكة حذرها، بأن تعتمد على الله ثم على نفسها، بتوسع في علاقاتها مع الدول الإسلامية والصديقة، والتعامل مع الأزمة، بحكمة وروية، وبالتأكيد يوجد لدينا الكثير من الحلول للدفاع عن مصالحنا، ضد الأطماع الأمريكية، إن الهدف من هذه الحملة هو ابتزاز اقتصادي، لتغطية العجز المالي الكبير في ميزانية بلادهم. ويتوجب علينا كمواطنين، أن نلتف حول قيادتنا، وأن نعلم أن بلادنا تتعرض لمزيد من المحن، في حين تقوم بواجبها في حروب فرضت عليها، في الشمال وفي الجنوب، بتدبير ومؤامرة من أعدائها وفي مقدمتهم الحكومة الصفوية في إيران. بالإضافة إلى تراجع أسعار البترول العالمية، في الوقت الذي تحتاج إلى إنجاز خطط التنمية المستدامة، والمضي في إنجاح (رؤية 20/30) التي ستنقل البلاد من دولة مستهلكة إلى دولة منتجة بإذن الله، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، واستقلال القرارات، بالاعتماد على النفس، لإدارة شؤون البلاد بعيداً عن التدخلات الخارجية، سوف يتحقق كل ذلك بعزم الرجال، وحسن التدبير من قيادة الوطن الحكيمة.