■ حينما يتعمد مدرب المنتخب الأسترالي التقليل من حجم المنتخب السعودي الأول لكرة القدم قبل مواجهة المنتخبين مساء اليوم الخميس على أرض ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية «الجوهرة المشعة» بجدة في قمة مواجهات الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الثانية في التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المقرر إقامتها في روسيا 2018م. ويصف الأخضر ب «المنتخب اليائس» حينها أنا هنا يمكنني أن أعتبره «قزما» بجوار تاريخ المنتخب السعودي في القارة الآسيوية وجاهلا في تاريخ المنتخبات الآسيوية الكبيرة في القارة والتي يعد الأخضر واحدا من أهم تلك المنتخبات في القارة الكبيرة، وهذا تاريخ لا يمكن أن يتم تجاهله وطمسه بهذه الطريقة «البشعة» التي كان عليها المدرب الاسترالي المهزوز. ■ ولا أعرف هل هو تناسى أم أنه يتجاهل التاريخ.. كيف نسي أنهم كانوا جسر عبور للأخضر في أيام مضت.. أم أنه تناسى كيف كسر الأخضر خلال كأس القارات في الرياض عام 1997م رأس الكنغر؟! أم أنه تناسى كيف تفنن صخرة الدفاع السعودية محمد الخليوي -رحمه الله- وسجل هدف الفوز في الشباك الاسترالية؟! أم تجاهل ملامح الجماهير السعودية التي أبهرتهم بأهازيجها نحو 90 دقيقة في ملعب أستاد الملك فهد «درة الملاعب» ؟! وغيرها الكثير والكثير. ■ اليوم في «الجوهرة المشعة» قد تتحول قمة الأخضر والكنغر إلى ملحمة سعودية وطنية خالصة سيكون أبطال «جماهير الوطن» التي ستقول كلمتها من خلال الوقوف مع الأخضر وتشجيعة حتى الرمق الأخضر من عمر المباراة المهمة، التي ستعتبر نقطة تحول في مشوار الأخضر نحو طريق بحثه عن التواجد في المونديال للمرة الخامسة. ■ وعلى الرغم من صعوبة المباراة التي تتمثل في خطورة المنتخب الاسترالي الا أن الأخضر وأن حضر في يومه سيكون صوته هو الأعلي والأحق في الحصول على نقاط المباراة الثلاث ومواصلة صدارة المجموعة والابتعاد عن أقرب المنافسين، وهذا لن يتحقق الا من خلال تكاتف الجميع حول المنتخب في هذه المهمة مثل ما هو حاصل الآن وان كنا نتمنى الأفضل. ■ عودة الأخضر إلى وضعه الطبيعي قاريا لن تخدم المنتخب وحده فقط بل ستعيد جميع أبناء الوطن إلى التصفيق من جديد للمنتخب ودعمه، وستطفئ نيران التعصب والتحيز للاندية وهما الأمران اللذان تصدرا كافة المشاهد في الشارع الرياضي خلال الفترة الماضية وهو الأمر الذي انعكس على تاريخ الكرة السعودية الكبير وحرمها من التواجد كما كانت تفعل سابقا. ■ ختاما هنا أقول، شجعوا الأخضر وادعموه بكل الطرق في مباراته المهمة أمام الأستراليين حتى تعود الفرحة الغائبة مجدداً إلى الشارع الرياضي.. فالاخضر وحده هو القادر على طرد الإحباط والتعصب.