بدأ العام الدراسي قبل بضعة أيام، واقترن ذلك بذهاب الآلاف من الأطفال إلى المدرسة للمرة الأولى، وكذلك هناك الآلاف انتقلوا من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة من الجنسين. ومع بداية العام الدراسي الجديد تتكرر مشكلة الخوف من المدرسة، التي تعتبر إحدى المشاكل التي تواجه كثيرا من الأسر، وإن كان الأمر الآن أقل عن ذي قبل، أي قبل عشر أو حتى خمس سنوات. البقاء في البيت وفي هذا الجانب، أكد المختص بالطب النفسي عيسى الحربي، أن مشكلة الخوف من الذهاب للمدرسة تبدأ عادة مع الأطفال الصغار بنسبة 88٪، فيفاجأ الأهل في الصباح، وقت الذهاب إلى المدرسة بالطفل يرفض الذهاب إلى المدرسة، ويشكو من آلام في البطن ويبكي وقد يحاول التقيؤ، ويُلقي بنفسه على الأرض متلوياً من الألم الذي يدّعيه. هذه المشكلة تجعل الأهل يقعون في حيرة، فكثير من الأحيان يرضخ الأهل لمطلب الطفل ويتركونه يبقى في المنزل، وبعد أن يسمحوا له في البقاء في البيت، تذهب جميع الأعراض الجسدية التي كان يشكو منها الطفل؛ فيتوقف عن البكاء وتذهب آلام البطن أو الصداع وكل ما كان يدّعي بأنه يُعاني منه. هذه المشكلة تجعل الطفل يتمادى في هذا الأمر، ويُكرّر ما فعله في اليوم التالي، مما يجعل الأهل يقعون في حيرةٍ في كيفية التعامل مع الطفل الذي يرفض الذهاب إلى المدرسة، ويشعرون بأنهم في ورطة من عدم قدرة ابنهم على الذهاب إلى المدرسة مرةً أخرى. مشاكل سلوكية وأشار الحربي الى ان رفض الذهاب إلى المدرسة يختلف عن الهروب من المدرسة؛ حيث إن الطلاب الذين يهربون من المدرسة يُعانون عادةً من مشاكل سلوكية في المدرسة، وكذلك مستواهم الدراسي أدنى من مستوى الطلاب العاديين، بينما الطلاب الذين يُعانون من مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة يكون ذلك واضحا للأهل وللمدرسة، وكذلك يكون مستواهم الدراسي جيداً ولا يُعانون من مشاكل سلوكية في المدرسة أو المنزل. الطلاب المستجدون ويؤكد الحربي، تحدث عادة مشاكل رفض المدرسة في بداية الدراسة، خاصةً للطلاب المستجدين في المدرسة أو الطلبة الذين ينتقلون من مرحلة إلى مرحلة أخرى، مثل الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة. وعادة تكون هناك بعض المخاوف لدى الأطفال الذين يرفضون الذهاب إلى المدرسة مثل أن يكون لدى الطفل خوف على أحد والديه، مثل أن يخاف الطفل الافتراق عن والدته وأن يحدث مكروه لوالدته لو تركها وذهب إلى المدرسة، وهناك بعض الأطفال يخشون أن تموت الوالدة أو الوالد حين يكون هو في المدرسة. عوامل أخرى قد تكون أيضا سبباً في رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة، مثل خوف الطفل من بعض التلاميذ المشاغبين أو من بعض المدرسين أو حتى من بعض الحيوانات، إذا كان في الطريق إلى المدرسة. مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة، ليست مشكلةً سهلة، فبعض الطلبة والطالبات يتوقفون عن الدراسة بشكل كامل ولا يعودون إلى المدرسة مرةً آخرى، ويُصعب حل المشكلة بالنسبة لهؤلاء. ويقول الحربي إن طالبة في المستوى الثالث ابتدائي توقفت عن الدراسة بشكلٍ كامل؛ بسبب تهديد طالبة آخرى لها بضربها واستخدام العنف ضدها. وفي مدارس الأولاد تكون المشكلة أكثر انتشارا؛ نظرا لأنه في بعض المدارس تتكون مجموعات عنيفة يقومون بالاعتداء على الطلاب الآخرين، وهذا قد يكون سببا لرفض بعض الطلبة الذهاب إلى المدرسة. وأشار الحربي الى ان بعض الأطفال يُعانون من مشاكل، يكون من أعراضها رفض الذهاب إلى المدرسة، مثل كونه يُعاني من اضطراب قلق شديد أو رُهاب شديد وربما في هذه الحالة يستدعي علاج المشكلة النفسية التي تمنع الطفل من الذهاب إلى المدرسة، وقد يحتاج الطفل لرؤية أشخاص متخصصين في العلاج النفسي وربما بحاجة لمراجعة طبيب نفسي متخصص في الطب النفسي للأطفال. وتطرق الحربي الى دور ادارة المدارس والمعلمين في تبديد مخاوف الطلبة الجدد، والتعاون مع أولياء الطلبة الذين يُعانون من مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة، ويعتقد الآن بأن هذا الأمر يحدث، وأحياناً قد لا يكون التعامل بشكلٍ صحيح، حيث إن المدرسة تسمح للطفل بالتغيّب إذا أبدى أي مشاكل في المدرسة مثل البكاء ورغبته في الذهاب إلى المنزل، ويُفترض أن المعلمين يُحاولون إبقاء الطفل في المدرسة وعدم السماح له بالذهاب إلى منزل بل إبقاؤه في المدرسة؛ لأن هذا يُساعد على التغّلب على مشكلة التغيّب عن المدرسة، كما أن هذه المشكلة يُمكن التغّلب عليها بالتعاون بين المدرسة والأهل وعدم تركها للتفاقم بإهمال إيجاد حل من بداية المشكلة لأن في ذلك تهديدا لمستقبل الطفل أو الطفلة. دور أولياء الأمور مهم في تخلص الأبناء من الخوف