تستأنف المرشحة الديموقراطية للرئاسة الامريكية هيلاري كلينتون حملتها الانتخابية بعد ايام من الجدل الذي اثارته وعكتها الصحية، وهي مصممة على استئناف هجومها على منافسها الجمهوري قبل 11 يوما من اول مناظرة تلفزيونية بينهما. والرهان السياسي لدى كلينتون هو استعادة التقدم على دونالد ترامب والذي كانت سجلته بعد مؤتمري التنصيب الحزبيين في يوليو. فقد تقلص الفارق بينهما في بعض استطلاعات الرأي فيما بدأ ترامب مجددا الاعلان ان استطلاعات الرأي تعطيه تقدما مثلما كان يحصل فترة الانتخابات التمهيدية. وستغادر كلينتون منزلها في شاباكوا قرب نيويورك حيث كانت تأخذ قسطا من الراحة بعد الوعكة الصحية التي اصابتها الاحد بسبب الجفاف الناجم عن التهاب رئوي شخصت به سريريا قبل يومين من ذلك النهار. ومن المرتقب ان تعقد تجمعا انتخابيا في غرينسبورو في كارولاينا الشمالية ثم تلقي خطابا مساء في واشنطن. والوعكة الصحية، الاولى التي تصاب بها خلال 17 شهرا من الحملة الانتخابية، ارغمتها على الغاء جولة في غرب البلاد وتركت الميدان خاليا للمرشح الجمهوري في فترة يكثف فيها عادة المرشحون وتيرة تحركاتهم. لكن كلينتون نشرت بيانا صحيا مفصلا الاربعاء لوضع حد للشائعات التي طالتها خاصة لانه لم يتم الكشف عن اصابتها بالتهاب رئوي الا بعد الوعكة الصحية. وبحسب طبيبتها فإن وزيرة الخارجية السابقة التي تبلغ قريبا ال69 عاما مؤهلة لتولي مهام الرئاسة. وقالت انها في وضع ذهني «ممتاز». واصيبت هذه السنة بحساسية والتهابات تمت معالجتها بالمضادات الحيوية، الى جانب الالتهاب الرئوي. يريد الديموقراطيون الآن شن هجوم مضاد على ترامب عبر تحديه ومطالبته بنشر بيان طبي مفصل عن وضعه الصحي. وكشف الملياردير الامريكي خلال تسجيل حلقة من برنامج طبي «الدكتور اوز»، بعض جوانب آخر فحص طبي خضع له وخصوصا انه يعاني من الوزن الزائد (107 كلغ) فيما يبلغ طوله 190 سم بحسب ما نقلت شبكة «سي ان ان» عن متفرجين مشاركين في الحلقة. وقال هاري ريد زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ عن ترامب «يبلغ من العمر 70 عاما وليس نحيفا على الاطلاق» مضيفا «انه يتباهى بتناول المأكولات السريعة يوميا». ومع ترقب عودة كلينتون، تساءل ترامب باسلوب خال من الدبلوماسية حول مستوى الطاقة لدى المرشحة الديموقراطية وذلك خلال تجمع انتخابي في كانتون في ولاية اوهايو الاستراتيجية. وبعدما كشف انها كانت طريحة الفراش، تساءل الملياردير الامريكي امام مناصريه في معرض حديثه عن الحر في القاعة، «هل تعتقدون ان هيلاري كلينتون كانت لتتحمل التواجد هنا لساعة؟»، «لا اعلم». وسياسيا سيكون على كلينتون اصلاح الضرر الذي تسببت به هفوتها بعدما وصفت ناخبي ترامب بأنهم مجموعة «يرثى لهم». هكذا وصفت نصف مناصري منافسها الجمعة الماضي خلال حفل استقبال لجمع اموال في نيويورك. وعبرت عن اسفها لذلك لكن الجمهوريين يعتزمون تأليب من اصبحوا يطلقون عليهم بسخرية تسمية «من يرثى لهم» ضد تلك التي تمثل بنظرهم النخب. وفي هذه الحملة الانتخابية يستخدم المعسكران تقنيات المضايقة نفسها، حول الوضع الصحي لكن ايضا حول الاسس التي ترتكز عليها كل عائلة. وينتقد الديموقراطيون الغموض حول مالية مؤسسة ترامب، المتهمة بأنها أداة نفوذ سياسي في خدمة رجل الاعمال. ويبحث القضاء في نيويورك في احتمال حصول صفقات مشبوهة. واستند معسكر الديموقراطيين ايضا الى تحقيق نشرته مجلة «نيوزويك» حول التشعبات الخارجية لمنظمة ترامب قطب العقارات. واخيرا تبقى مسألة رفض دونالد ترامب نشر بيان عائداته، وهو تقليد وليس التزاما شرعيا. وقال روبي موك مدير حملة هيلاري كلينتون «يواصل اخفاء ضرائبه وشؤونه خلف اعذار واهية. ومن هنا يطرح السؤال، لماذا يقوم باخفائها؟». وهذا السؤال نفسه طرحه دونالد ترامب منذ فترة طويلة على منافسته.