شهدت حملة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون أسوأ 48 ساعة لها في السباق الرئاسي، بعد هفوة كلامية أهانت نصف أنصار منافسها دونالد ترامب، تلتها وعكة صحية على مرأى من ملايين الأميركيين، والتهاب رئوي بدأ يُقلِق الديموقراطيين ويطرح تساؤلات حول الحال الصحية لهيلاري وقدرتها على تولّي الرئاسة. الوعكة بدأت صباح الأحد لدى حضور الوزيرة السابقة مراسم ذكرى 11 أيلول (سبتمبر)، واضطرارها للمغادرة بعد تسعين دقيقة لشعورها ب «الحمى ونقص في المياه». لكن ما أثار الجدل هو فيديو التُقِط لكلينتون (68 سنة) لحظة المغادرة، تبدو فيه مترنحة وعلى وشك الإغماء وهي تركب السيارة بمساعدة مرافقيها ورجال أمن في الحملة. وبعد توجُّهها إلى شقة ابنتها تشيلسي في نيويورك، خرجت وقد بدت معافاة وتوجّهت إلى منزل العائلة في ريف نيويورك. وأصدرت حملتها بياناً من طبيبتها ليزا بارداك يشير إلى أن كلينتون تعاني التهاباً في الرئة شُخِّص يوم الجمعة، وتتناول أدوية مضادة للالتهاب وتتعافى «في شكل جيد». وفسّر البيان ما حصل بأن المرشحة عانت حمى شديدة ونقصاً في المياه خلال الصباح، فيما أكّدت حملتها أنها ستخصّص يومين للراحة وستشارك عبر الفيديو في أمسيات انتخابية في كاليفورنيا، قبل توجُّهها إلى لاس فيغاس غداً. رغم ذلك، هيمنت الوعكة على السباق الانتخابي، وبدأت تثير قلقاً وارتياباً لدى الديموقراطيين في شأن الحال الصحية لكلينتون مع الدخول في الأسابيع الأخيرة (55 يوماً) للحملة الانتخابية، وبما خاطر بدعم تصريحات لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب، شكّكت في قدرة المرشّحة على التحمُّل. واستغل ترامب (70 سنة) الظرف، متمنياً لكلينتون بدايةً الشفاء، ثم قال لمحطة «فوكس نيوز» أن الصحة تمثل مسألة مهمة في الحملة الانتخابية. وذكر في مقابلة أُجرِيت بالهاتف أنه يأمل ب «أن تتعافى (هيلاري) وتعود إلى الدرب، وأن أراها في المناظرة». وأشار إلى أنه سيحرص على معرفة وضعه الصحي بدقة. وتنعقد المناظرة الأولى بين المرشّحين في 26 الجاري. ولدى سؤاله عما إذا كانت صحة المرشحين مسألة مهمة، قال ترامب: «أعتقد بأنها مسألة مهمة... خلال الأسبوع الماضي خضعتُ لفحص، وعندما تظهر الأرقام سأصدر أرقاماً دقيقة جداً جداً». وتناقلت مواقع يمينية نظريات مؤامرة حول صحة كلينتون، تذكّر بسقوطها أرضاً في منزلها وتعرّضها لارتجاج في الدماغ عام 2012، بالتزامن مع الاعتداء على السفارة الأميركية في بنغازي. ورجّحت هذه الأجواء نشر فريق كلينتون كل سجلاتها الطبية لطمأنة الناخب الأميركي. وتتقدّم كلينتون اليوم في استطلاعات الرأي وبفارق خمس نقاط في استطلاع «واشنطن بوست» وقناة «أي.بي.سي» الأخير. لكن الأسئلة حول حالها الصحية وفضائح البريد الإلكتروني قد تفتح نافذة أمام ترامب للحاق بها، في حال ربح المناظرات الثلاث الرئاسية. وكان الرئيس جورج بوش الأب أُصيب بوعكة صحية في حملة 1991 ضد بيل كلينتون، والتي فاز فيها الأخير، كما رافقت تساؤلات حول صحة رونالد ريغان حملته الثانية عام 1985، والتي فاز فيها في مواجهة والتر موندايل.