منذ أن تم الإعلان عن نشأة الولاياتالمتحدةالأمريكية كأحدث الدول في العالم في 4 يوليو 1776م خاضت هذه الدولة الكثير من الحروب، لكن كانت كل حروبها ونزاعاتها خارج أراضيها كونها أصبحت أكبر قوة ضاربة على وجه الأرض. ولم تتعرض لأي هجوم في الداخل إلا في ثلاث مناسبات، الأولى: في يوم 24 أغسطس 1814م عندما قام البريطانيون - أثناء حربهم ضد أمريكا فيما يسمى حرب 1812 - بالانتقام من الهجوم الأمريكي على مدينة يورك بولاية أونتاريو الكندية، حيث قام البريطانيون بدخول العاصمة الأمريكيةواشنطن وأحرقوا البيت الأبيض في وقت تم فيه تهريب الرئيس الامريكي جيمس ماديسون إلى مكان تم تأمينه في ولاية ميريلاند القريبة من العاصمة واشنطن. أما المرة الثالثة: فقد كان في يوم 7 ديسمبر 1941م عندما هاجمت اليابان ميناء بيرل هاربر وقامت بتدمير السفن الحربية الأمريكية. والمرة الثالثة: قبل 15 عاما يوم 11 سبتمبر عام 2001م عندما استخدمت 4 طائرات مدنية اختطفها تنظيم القاعدة، اثنتان منها أغارت بعملية انتحارية على برجي التجارة العالمي بمدينة نيويورك، والثالثة على مبنى وزارة الدفاع الأمريكيةبواشنطن والطائرة الرابعة سقطت في ولاية بنسلفانيا بعد صراع مع المختطفين الانتحاريين. وحسب التاريخ السياسي والعسكري فقد كان الهجومان البريطاني على واشنطن عام 1814م والياباني على ميناء بيرل هاربر عام 1941م طي النسيان بعد الحدث بعدة سنوات حيث إن النزاع والهجوم كان بين دول. ولهذا فهجمات 11 سبتمبر عام 2001م أكثر تأثيرا من الناحية النفسية وسببت انقساما للرأي العام في الشارع الأمريكي، إضافة إلى انقسام الرأي في مراكز القرار الامريكي، حيث إن الهجوم قام به تنظيم إرهابي وليس دولة بعينها. وهذا يجعل الرد أو التقصي أكثر صعوبة وأكثر تعقيدا، بل نقول: أسهل في توجيه اصابع اللوم على أصحاب القرار في الولاياتالمتحدة، ولهذا كتب الكثير من المحللين السياسيين في الأيام القليلة الماضية ان الهجمات وحدت امريكا، لكنها الآن بدأت تقسيم امريكا فيما يخص الرد وأساليبه خاصة المتمثلة في غزو افغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر بفترة قصيرة وبعدها بسنتين، ثم الغزو الأمريكي للعراق. ففي هذه الأيام اتضح ان هناك كشف ملفات خاصة وكثيرة منها قرار السيدة هيلاري كلنتون وهي السناتور من ولاية نيويوك في ذلك الوقت وتصويتها مع قرار غزو العراق، لكن الأمور تغيرت كونها مرشحة رئاسة من الحزب الديموقراطي في وقت كان قرار الحرب بيد الرئيس. وكذلك ما ترتب على الغزو العراقي وبروز داعش، وكذلك ما سمعه الكثير حيال تصويت الكونغرس الأمريكي حيال أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر والزج مرة أخرى باسم المملكة. ويرجح الكثير ان سبب زج اسم المملكة أنها لعبة محامين هدفهم شيء واحد رغم وضوح التقارير حيال المملكة، فهل من الممكن ان نستفيد من انقسام الرأي واختلاف أصحاب القرار الأمريكي؟.