يستشف من البيان الصادر عن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الايرانية على خامنئي الأخير استمراء ايران لاتهاماتها الباطلة والمشينة تجاه المملكة، وهو استمراء لا يحمل جدة في حد ذاته، فلطالما رفع المرشد عقيرته في موسم حج كل عام متهما المملكة باتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة، وبعبارات بذيئة وغير لائقة وأوصاف مسيئة لا ينبغي أن تصدر بأي شكل من الأشكال من قلب أو لسان أي مسلم. تلك الألفاظ التي قذف بها المرشد لا يمكن أن تصدر عن مسلم مؤمن بمبادئ عقيدته الاسلامية السمحة فكيف بها تصدر من زعيم دولة اسلامية، بما يدل بوضوح على أن المرشد الايراني وبطانته يضمرون الشر والحقد والكراهية للمملكة ويسيئون اساءة بالغة لأي جهد من شأنه تحسين العلاقات بين البلدين المسلمين، كما أن تلك الألفاظ التي صدرت عن المرشد تسيء الى حسن الجوار الذي يجمع المملكة ودول الخليج بايران. وإزاء ذلك فإن دول مجلس التعاون استنكرت بشدة ما ورد في البيان بشأن الحج واعتبرته تحريضا مكشوف الأهداف ومحاولة يائسة لتسييس شعيرة الحج التي تجمع الشعوب الاسلامية في هذه الأيام المباركة على أرض الحرمين الشريفين كما جاء في تصريح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، والبيان في حقيقته يعد تحريضا واضحا ضد المملكة وأهدافها النبيلة المتمحورة في خدمة ضيوف الرحمن. والعالم الاسلامي كما يعرف المرشد وبطانته يدرك تماما مدى الجهود الكبرى التي تبذلها المملكة قيادة وحكومة وشعبا لتنظيم شعيرة الحج وتسهيل استضافة حجاج بيت الله الحرام وتأمين سلامتهم منذ دخولهم الأراضي المقدسة وحتى عودتهم الى ديارهم سالمين غانمين بإذن الله، وتلك حقيقة ترى بعيون المسلمين المجردة من خلال تلك الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة خدمة لضيوف الرحمن. غير أن حكام طهران يريدون ذر الرماد في عيون المسلمين من خلال حملاتهم الظالمة ومن خلال تصريحاتهم المتوالية لكبار المسؤولين الايرانيين وعلى رأسهم المرشد تجاه المملكة ودول مجلس التعاون، وتلك حملات يدرك المسلمون في كل مكان أنها سلسلة من الاتهامات والادعاءات الباطلة التي تتنافى تماما مع قيم ومبادئ الاسلام السمحة التي تنادي المسلمين الى الألفة والمحبة والتضامن والتآخي وتنبذ الفرقة والخلاف والفتن بين صفوفهم. والبيان الذي أصدره المرشد يتعارض تماما مع تلك المبادئ الاسلامية الخالدة ويتنافى في الوقت نفسه مع مبادئ سياسة حسن الجوار التي مازال حكام طهران يضربون بها عرض الحائط، كما أنها في جملتها لا تساعد بأي شكل من الأشكال على بناء علاقات بناءة بين الدول الاسلامية، بل انها دعوة مكشوفة وصريحة لخلق الفتن والأزمات بين الشعوب الاسلامية، والدعوة لتفريق صفهم وكلمتهم ووحدتهم. ولن تتمكن تلك الادعاءات الباطلة من التأثير على عزم المملكة وتصميمها على خدمة الاسلام والمسلمين وخدمة ضيوف الرحمن وهم يؤدون فريضتهم على أقدس بقاع الأرض، ولن تتمكن تلك الادعاءات من التأثير على مباركة العالم الاسلامي لكل الجهود الحثيثة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين من أجل السهر على راحة الحجيج والاطمئنان على سلامتهم وأمنهم وأداء فريضتهم بكل يسر وسهولة.