عادت كرة القدم لتتبختر بكل شمخ واعتزاز بين أقدام نجوم تقدر قيمة عقودهم بمئات الملايين تمتع وتسعد الملايين.. تسرهم أحياناً وتحزنهم أحياناً أخرى، فهي كالدنيا يوم لك ويوم عليك، يوم تسعدك ويوم تسعد جارك.. رؤساء الأندية ومدربوها أعدوا العدة لتحقيق أهداف جماهير هذه الفرق، فتحوا الخزن وأبرموا الصفقات ودفعوا الملايين لعقود بعض اللاعبين لجلب ملايين تدعم خزينة النادي عبر الاستثمار والتسويق - المفقود لدينا للأسف- وكذلك بيع عقود بعض اللاعبين وتعويضهم بمواهب شابة مؤسسة في الفئات السنية بالنادي مما يعزز قوة الفريق ولا يرهق ميزانية النادي. من تابع الدوري الإنجليزي - أقوى دوري بالعالم - سيلاحظ عددا من الأسماء التي لم يتجاوز عمرها 19 عاما تشارك بشكل أساسي في أعرق الأندية وتحت قيادة أميز المدربين وبجوار ألمع النجوم في العالم، ولا يختلف الدوري الإسباني أو الإيطالي ولا حتى الفرنسي. ولدينا للأسف تسمع تعاقدات بالملايين (أغلبها أجل) تتحول لديون تؤزم موقف النادي أمام لجنة الاحتراف أو أمام المحاكم وأمام جماهير النادي في وقت تزخر قائمة الفئات السنية بمواهب كادت تذبل لعدم منحها الفرصة فلم يعد أمامها إلا طريق النسيان أو الإعارة لفرق أقل امكانية ومكانة، لتذهب المبالغ التي صرفت لتأسيسها والجهود من المخلصين من أبناء النادي -الذين يعملون بدون مقابل- أدراج الرياح؟؟!!! المحزن ما تطالعنا به الصحف والتغريدات لأناس يظن أنهم صحفيون أو إعلاميون تطالب بالتعاقد مع الحارس الفلاني، أو مع الظهير العلاني أو مع المهاجم الثاني.. والنادي من الديون والأزمات يعاني.. والرئيس لأعضاء الشرف ادعموا من تاني.. والنادي يئن وينادي «يا إدارة هاتي استثماراتي هاتي».. الأمثلة على ذلك كثيرة وتحتاج لقرار جرئ من المدرب ورئيس النادي للاستفادة من مدخرات النادي من مواهب شابة تسعى لتسطير اسمها في سماء كرة القدم السعودية، كما أن هذه الخطوة ستخفف من أعباء النادي وتجنبه تحمل تبعات التعاقد مع لاعبين من خارج النادي. أنا هنا لا أعترض على التعاقد مع بعض النجوم التي يحتاجها الفريق ولا تتوافر في الفئات السنية فهذه سنة الاحتراف، لكن ليس بالمبالغ الخرافية التي نشاهدها في السنوات الأخيرة.. كما يمكن أن يبيع النادي اللاعبين من هم فوق حاجة الفريق الأول وان كان من الأربعة الكبار فلا ضير في ذلك ولا ينتقص من الكيان في شيء، بل يدل على عقلية احترافية استثمارية لدى الإدارة التي تنتهج ذلك ولا تنظر لقول هذا أو ذلك بل تنظر لمصلحة الكيان. لكن المستغرب تفشي ظاهرة عدم بيع عقود اللاعبين في الأندية الصغيرة والمتوسطة كما هو حال الكبار، وأصبح مسئولو النادي يرددون اسطوانة «عقود لاعبينا ليست للبيع» برغم من الضائقة المالية التي يرزح تحتها النادي وإدارته تستجدي أعضاء الشرف للتبرع لسداد التزاماتها، وهي تحت رحمتهم بعد الله فهذا يقدم وذاك يتهرب والآخر يطنش في حين أن بيع عقد لاعب أو لاعبين يحل المعضلة ويفيض.. أختم بالسؤال.. متى يكتمل احترافنا بالعقول قبل العقود؟؟؟