عاشت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية حالة من الاستنفار بعد أن تم اختيارها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية التي تجري منافساتها حاليا وتختتم في الحادي والعشرين من شهر أغسطس الحالي. اذ تعتبر «ريو» من أجمل مدن العالم وتبلغ مساحة المدينة نحو 1.260 كيلومترا مربعا ويقطنها أكثر من 15 مليون نسمة. وكانت مدينة «ريو» هي العاصمة السابقة للبرازيل قبل بناء برازيليا العاصمة الحالية وتحتوي «ريو» على أهم المعالم السياحية بوجود شاطئ كوبا كوبانا بجانب تمثال المسيح الفادي أو ما يطلق عليه من قبل البرازيليين (كوركوفادو) ويتم الوصول له بالقطار في أعلى الجبل. موجة أعمال إجرامية هددت الأولمبياد طالبت السلطات البرازيلية وبالخصوص حاكم ولاية ريو دي جانيرو البرازيلية جيش بلاده بمزيد من المساعدة من أجل الحفاظ على الأمن أثناء دورة الألعاب الأولمبية بعد تزايد أعمال السطو المسلح وإطلاق النار على الطرق المزدحمة خلال الأسابيع التي سبقت انطلق الأولمبياد واستجابت السلطات العليا لطلب حاكم مدينة «ريو» وقامت بنشر الدوريات الأمنية في شوارع ريو دي جانيرو أثناء دورة الألعاب الأولمبية بانتشار أكثر من 21 ألف جندي ووحدات الشرطة المدنية والعسكرية لحماية الطرق السريعة والقرية الأولمبية والطرق الأخرى في ريو دي وهو عدد يزيد بمقدار ثلاثة آلاف عما جرى التخطيط له في بداية الإعداد لاستضافة البطولة باعتبار البرازيل هي موطن للآلاف من الخاطفين القتلة والمجرمين.. وأشارت الإحصائيات الى ان 65 ألف شخص قتلوا وتعود الاسباب لتجارة المخدرات وإدمان الكحول وهي المشاكل المشتركة للشعب في البرازيل وتعتبر سادس أخطر بلدة في العالم في معدل جرائم القتل. أفضل هداف في العالم ينضم لأشهر العصابات يعيش اللاعب البرازيلي المعروف أدريانو نجم انتر ميلان السابق وأفضل هداف في العالم في العام 2005م في أحد الشوارع الفقيرة في ريو دي جانيرو في البرازيل حاليا، بعد ان كان يتقاضى ما يقارب 100 الف يورو أسبوعيا حيث أصبح عضوا في عصابة شهيرة في البرازيل تحمل اسم «الكوماندوز الأحمر» لكسب الأموال بطريقة سهلة بعد أن أجبرت تلك العصابة أدريانو على الانضمام إليها حتى تضمن الحماية لعائلته واعتمدت عليه من أجل إتمام صفقة سلاح وظهر في عدة صور وهو يحمل رشاشات آلية حيث لم يقتصر الإجرام على الفقراء والمجرمين فلا غرابة بعد ان أصبح أحد أبرز لاعبي البرازيل «أدريانو» عضوا في أشهر العصابات الإجرامية التي تعتمد على تجارة السلاح. فيروس «زيكا» يجتاح الأحياء ازدادت المخاوف بين الرياضيين والجماهير التي توافدت لمتابعة فعاليات دورة الألعاب الأولمبية «ريو» من فيروس زيكا وخصوصا بعد ان ظهرت 26 ألف حالة في ريو دي جانيرو خلال الأشهر السبعة الماضية. وأعلن العديد من نجوم الرياضة العالمية وخاصة في لعبتي الغولف والتنس اعتذارهم عن المشاركة في الأولمبياد خوفا من إصابتهم بزيكا الا ان منظمة الصحة العالمية طمأنت الوافدين لمتابعة الأولمبياد وأكدت في تقاريرها أن الفيروس يؤثر بدرجة عالية على النساء الحوامل. وأكدت اللجنة الطبية للأولمبياد ان ريو دي جانيرو حتى الآن لم تسجل أي إصابة بفيروس زيكا رغم حضور ما يقارب مليون شخص معظمهم من الأجانب خصوصا بعدما أثار الفيروس حالة من الفوضى في البرازيل في العام الحالي 2016م. ولم تشهد ريو نفسها تفشيا خطيرا للفيروس رغم الإعلان عن آلاف الإصابات بالفيروس خلال الشهور الحارة الا ان «ريو دي جانيرو» لم تتضرر بشدة من الفيروس كما حدث في شمال شرق البرازيل لأسباب غير معروفة حتى الآن. ساعات من الرعب «الميدان» عاشت اللحظات أولا بأول وتجولت في شوارع وشواطئ «ريو» والتقت بعدد من سكانها والسياح القادمين من الدول لمتابعة الأولمبياد بعد ان ضجت «ريو» خلال اليومين السابقين بأصوات انذارات سيارات الشرطة والاسعافات وأغلقت الكثير من الشوارع المقابلة لشاطئ الكوبا كبانا بعد العديد من الأعمال الإجرامية والتي راح ضحيتها 3 من المدنيين البرازيليين من قبل عصابات مروجي المخدرات بجانب بعض أعمال الشغب من المتظاهرين البرازيليين الذين يعارضون اقامة الأولمبياد بسبب الفقر الذي تعيشه معظم المدن والأحياء في ريو دي جانيرو. سبستيان: تجاهل الردود أكد المواطن البرازيلي سبستيان الذي التقى به «الميدان» ان عدم الرد على المتشردين والمجرمين هو الوسيلة الوحيدة للهروب والابتعاد عن الدخول في مشاكلهم، مشيرا الى ان الكثيرين يعترضون الطرق وتوجيه بعض الكلمات غير اللائقة لغرض أخذ الرد ثم الوصول للهدف وهو التشابك وسرقة الممتلكات وفي حال الاعتراض قد يتسبب ذلك في إزهاق الروح والموت. أنطونيو: إشارة الوقوف مكان خطر واشار الوافد اللبناني أنطونيو حنا الذي يعيش في البرازيل منذ 12 عاما ان أفضل مكان تنتهز فيه تلك العصابات التي تتنقل عبر الدراجات النارية وحتى سيرا على الأقدام الفرصة للإجهاز على ضحاياها هي الأماكن التي تخلو من حركة المارة خاصة أن الليل يأتي مبكرا في ريو دي جانيرو والمدن القريبة منها كما أن التوقف عند إشارة المرور قد يعرض المارة للسرقة أو الاعتداء خاصة بالنسبة للذين يقومون بالركوب في سيارات خاصة للتجول بها والتنقل إلى بعض المدن التي لا تدخل في البرنامج الذي أعده المرافقون للمنتخبات المشاركة في الاولمبياد أو المكاتب السياحية. جورج غازي: البرازيليون يحترمون العرب التقى «الميدان» بالسيد جورج غازي الذي هاجر من موطنه الاصلي «لبنان» قبل 70 سنة وهو تاجر ملابس يعيش مع ابنائه وزوجته وأخيه، ووجهنا له سؤالا حول الحياة في البرازيل ونظرته حول الإجرام وتفشي الفيروس «زيكا» الأخطر في العالم وقال: منذ 70 سنة لم أواجه أي مشكلة أو موقف رغم اني فقدت أحد اخوتي في البرازيل الا ان الموت كان طبيعيا مؤكدا ان البرازيليين يحترمون «العرب» خصوصا اللبنانيين اذ يعتبر رئيس جمهورية البرازيل من اصول لبنانية. ورغم وجوده في حي يكثر فيه الإجرام الا انه أكد ان الخروج ليلا بعد الثامنة يشكل خطرا كبير على حياة أسرته، مشيرا الى انه لا يخرج ليلا الا ما ندر. وعن فيروس «زيكا» أكد انه وعائلته لم يصابوا به رغم ان أعراض الفيروس قد ظهرت على أحد أفراد اسرته الا انه لم يتمكن منه. محمود: أصبت أنا وزوجتي بزيكا تحدث محمود «جزائري الجنسية» للميدان عن الكثير من المواقف التي شاهدها مباشرة في تبادل اطلاق النار بين عناصر الشرطة والمجرمين ومروجي الاسلحة والمخدرات، مؤكدا انه نجا من الموت عدة مرات وخصوصا ان الكثير من المدنيين يتوفون نتيجة الرصاص الطائش من الطرفين. وكشف محمود عن اصابته بفيروس زيكا هو وزوجته «من الجنسية البرازيلية» الا انه تمكن من القضاء عليه خلال يومين بعد ان اتبع نصائح الطبيب الا ان الفيروس لازم زوجته لأكثر من 14 يوما مؤكدا ان الفيروس ينتشر في جسم المرأة الحامل بسرعة كبيرة حتى يقضي عليها بعكس من يصاب من الرجال والنساء غير الحوامل الذين بامكانهم أخذ العلاج اللازم. فرناندو: الفقر يجتاح 40٪ من السكان اما المواطن البرازيلي فرناندو فقد أكد ان هناك حالة من الاستنفار اجتاحت شوارع وأحياء «ريو دي جانيرو» قبل الاولمبياد واختفى المجرمون المتسولون تدريجيا وخصوصا ان عناصر الشرطة منتشرة بكثرة في جميع أماكن التجمع التي يتواجد بها السياح والقادمون من الخارج لمتابعة فعاليات الأولمبياد. وكشف فرناندو القادم من ساوباولو البرازيلية لمتابعة الأولمبياد ان الفقر يسيطر على الكثير من سكان البرازيل وهذا ما دعا الكثير من الفقراء للخروج في مظاهرات كبيرة لمنع اقامة الأولمبياد وان الكثير من الفقراء ينضمون للعصابات الإجرامية للحصول على الأموال. أحداث منذ انطلاق الاولمبياد * مقتل شخصين بالرصاص بالقرب من استاد ماراكانا والشارع الأولمبي في يوم حفل الافتتاح. * اطلاق ناري على حافلة تنقل اعلاميين من مقر سكنهم للمركز الإعلامي. * سرقة العديد من الكاميرات وأجهزة الكمبيوتر من داخل المركز الإعلامي. * تعرض وزير التربية البرتغالي تياغو برانداو رودريغيش لهجوم بسكين وأجبر على تسليم ماله وهاتفه النقال وحقيبة في إبانيما أحد الأحياء الراقية في ريو. * تعرض لاعبين استراليين في منتخب التجديف للسرقة. * هواتف وألبسة أعضاء الوفد الدنماركي سُرقت في القرية الأولمبية. * تعرض العارضة البرازيلية جيزيل بوندشين لحادثة سرقة في ملعب ماراكانا في يوم الافتتاح أمام 78 ألف متفرج ومئات ملايين مشاهدي التلفزيون. الفقر يسيطر على الكثير من أحياء ريو دي جانيرو جورج غازي من لبنان يعيش في البرازيل من 70 عاما آثار إطلاق النار على أحد المباني أحد السياح من أمريكا يتحدث للمحرر جورج ومحمود من الجاليات العربية المتواجدة في البرازيل المحرر مع أفراد عناصر الشرطة البرازيلية